بدأ الأربعاء آلاف اللاجئين إلى المدن الساحلية الأسترالية يتلقون الإغاثة، بعدما فروا من نيران الحرائق التي تلتهم مساحات شاسعة في البلاد وتسببت بمقتل ثمانية أشخاص خلال 48 ساعة.

وتمت تعبئة سفن وطائرات حربية من أجل تقديم المساعدة الإنسانية وتقييم الأضرار بعد أسوأ يوم منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر.

Ad

وأعلنت الشرطة العثور على ثلاث جثث جديدة الأربعاء، ما يرفع عدد القتلى منذ مساء الاثنين إلى ثمانية.

وقضى 17 شخصا على الأقل منذ سبتمبر جراء أسوأ حرائق شهدتها أستراليا في السنوات الأخيرة.

ويسود قلق شديد حول مصير العديد من المفقودين، فيما لا تزال النيران المستعرة تلتهم جنوب شرق البلاد.

وأتت الحرائق على أكثر من 200 منزل، فيما تحّولت قرى إلى رماد.

ولا زال آلاف السياح والسكان المحليين عالقين على الشواطئ وفي المناطق الساحلية ومحاصرين بالنيران التي أدت إلى انقطاع متكرر للكهرباء وخطوط الهاتف والانترنت.

وواجه عناصر الإطفاء صعوبات في إنقاذ مصابين بحروق في مناطق نائية، وقد أجلي ثلاثة أشخاص على الأقل جواً وفق رئيس جهاز الإطفاء في ولاية نيو ساوث ويلز شاين فيتسيمونز.

وبينما تواصل النيران الأربعاء التهام مناطق في كافة أرجاء البلاد، استغل بعض المنكوبين فتح الطرقات لوقت قصير ليعودوا إلى بيوتهم، لكن يستعد آخرون إلى قضاء ليلة ثانية في الملاجئ.

وفي مدينة إيدن الساحلية في ولاية نيو ساوث ويلز، نصب الهاربون من الحرائق خيماً في ملاعب لكرة القدم.

وأكدت المتطوعة لورين كيلي لقناة أي بي سي الأسترالية العامة أن كمية الغذاء "تنفد سريعاً"، فيما يعمد الناس إلى تخزين المؤن.

وقالت إن السكان يعملون على تقديم الغذاء للاجئين.

وفي ظلّ المأساة، لاح بريق أمل مع تمكن 4 آلاف شخص من الخروج سالمين من مدينة مالاكوتا الساحلية السياحية.

وتبذل السلطات جهودا لمواجهة احتمالات أن تطول عزلة مدينة مالاكوتا لأسابيع. وبدأت عمليات إنزال جوية للمواد الغذائية ووصل إلى شواطئ المدينة قارب محمل بما يكفي لأسبوعين من المواد الغذائية مساء الأربعاء.

وقام عناصر الإغاثة بتقييم حالة الجرحى، وأجلوا من هم بحاجة لعناية إضافية إلى مركز طبي يضم 25 سريراً قبالة السواحل.

ولم تدم الفرحة طويلاً للعديد من سكان المنطقة الذين عادوا إلى بيوتهم ووجدوها مدمرة.

وتمكن غاري هينتون، من سكان مدينة كوبارغو المنكوبة في نيو ساوث ويلز، من الهرب من النيران صباح الثلاثاء.

ونجح بالعودة في وقت لاحق إلى المدينة، ليجد أن الأضرار في بيته كانت محدودة، لكن أبنية أخرى فيها تحولت إلى حطام.

وقال غاري لفرانس برس "الوضع كارثي بالنسبة للجميع".

ويلتقط عناصر الإطفاء أنفاسهم مع تراجع اللهب بسبب انخفاض درجة الحرارة وشدة الرياح الأربعاء، لكن يتوقع أن تعود الظروف الجوية المعززة للحرائق ابتداء من السبت.

وأعلنت غلاديس بيرجيكليان رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز أن "طقس اليوم سيكون على الأقل بسوء ما كان عليه بالأمس".

ويقلق اندلاع حرائق جديدة في المناطق الجبلية السلطات كذلك.

ولفت مفوض إدارة الطوارئ في فكتوريا إلى أن "العديد من الأشخاص يقضون العطلة في تلك المناطق"، مضيفاً "سنفعل ما بوسعنا لجعل تلك الحرائق أولوية لنا وسنحاربها بأقصى قوة".

وأتت النيران على مساحة تبلغ 5,5 مليون هكتار، أي بحجم بلد مثل الدنمارك أو هولندا.

وأظهرت صور من الأقمار الاصطناعية دخان النيران المندلعة في جزيرة تاسمانيا تعبر البحر وصولاً إلى نيوزيلندا.

وتواجه حكومة سكوت موريسون العديد من الانتقادات. وسافر موريسون إلى هاواي لقضاء العطلة فيما النيران تلتهم البلاد في ديسمبر.

كما جدد دعمه لقطاع الفحم المربح والملوث جداً في أستراليا، في وقت يعتبر فيه التغير المناخي العامل الأبرز خلف قوة هذه الحرائق وحلولها في وقت مبكر.