سنة جديدة سعيدة
مرت الأيام بسرعة كبيرة وكأنني بالأمس أستذكر قدوم عام 2019 علينا، في مثل هذا الوقت، فكم هو سريع الزمن حين لا يراقب، فالأيام التي تمر تحتسب لنا خبرةً وعمرًا وعلاقات جديدة، بل ربما نجاحات وإخفاقات أحيانا.مرور عام من عمر المرء لا يقاس بالرقم العمري وزيادته كعدد فقط، بل يقاس بأمور كثيرة أخرى بالنسبة إلى الكثيرين، فكم أفرح وأستعد لإنجازات جديدة على الصعيد الشخصي والثقافي في عامي الجديد، وكمثال بسيط أقوم بعدّ الكتب التي قرأتها، وأتساءل: ماذا استفدت من كل المجموعة السنوية التي قمت بشرائها؟ وأعد العدة في كل سنة لتختلف الاهتمامات القرائية والثقافية عن السنة السابقة لا سيما في المجال الأدبي الشيق، لأنني من الشغوفين بالأدب بأنواعه وأزمنته المتعددة، فيكون لي إنجاز سنوي كل عام.
أعلم أن الجميع حقق أمراً كل سنة حتى دون أن يشعر أحياناً، في مجاله الوظيفي أو الاجتماعي أو رفع مستواه الاقتصادي بالعمل الجاد أكثر، وفي مجال الأعمال والتجارة و... إلخ. لكن المفترض أن تأتي سنة جديدة، ويأتي معها خبرة جديدة، كتطور الفكر ونضوج العقل وتنمية ذاتية للفرد، وحتى ربما يحصل تغير جذري للكثير من الأمور المزعجة وغير المفيدة سابقا، وذلك بالتخلص من الطاقات السلبية حولنا.ويبدأ التفكير أكثر بما هو مهم وأولوي لنا، وأخذ العبرة مما مضى في السنين السابقة من أخطاء وغيرها من الأمور التي لم تجدِ نفعاً لنا، وأعطيناها الكثير من الفرص بما يخص العلاقات مع الآخرين، ولم ينفع وجودها، وتسبب لنا الضيق والتوتر في حياتنا، فجميع هذه الحالات يجب أن تبعدها عن حياتك مستقبلا، والأجمل قادم بإذن الله.ها هي سنة جديدة وفرصة جديدة للجميع لفعل الطاعات أكثر وأداء العبادات دون نقص دون تراخ، فالله، عز وجل، يعطينا عمراً مديداً لطاعته وعبادته، والرجوع إليه، لأنه المرجع الوحيد للإنسان في قوته وضعفه وحزنه وهمه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.وأدعو الله أن تكون سنة جديدة مليئة بالنجاح ودوام الصحة والعافية للجميع، مليئة بالسلام الداخلي لكل إنسان، بالسلام العربي للوطن العربي، ورفع عزة الدين الإسلامي ونصرة حق المسلمين في كل الأوطان، وكل عام وأنتم بخير.