واشنطن تستعرض في بغداد وتتمسّك بسفارتها وجنودها

• طائرات أميركية ومظلّيون لحماية المقر الدبلوماسي
• «الحرس الثوري»: لا نقود إيران للحرب لكن لا نخشاها

نشر في 03-01-2020
آخر تحديث 03-01-2020 | 00:05
عناصر أمن عراقية بمحيط السفارة الأميركية في بغداد أمس (أ ف ب)
عناصر أمن عراقية بمحيط السفارة الأميركية في بغداد أمس (أ ف ب)
استعرضت الولايات المتحدة قواتها في العاصمة بغداد وتعهّدت بمواصلة عمل سفارتها بها، وأكدت أنها لن تسحب قواتها من العراق على خلفية محاصرة فصائل «الحشد الشعبي» المتحالفة مع إيران المقر الدبلوماسي واقتحام حرمه رداً على ضربات جوية استهدفت كتائب «حزب الله» العراقية، في حين نفى «الحرس الثوري» السعي للدخول في حرب.
بعد محاصرة وهجوم غير مسبوق من أنصار وعناصر فصائل "الحشد الشعبي" العراقي المتحالفة مع إيران على سفارة الولايات المتحدة في بغداد، رداً على ضربات أميركية استهدفت كتائب "حزب الله" العراقية، ألقت واشنطن قفاز التحدي، مؤكدة أنها لن تغلق سفارتها، وأنها ستقوم بكل ما يلزم لحمايتها من أي اعتداء جديد، ولن تسحب قواتها من العراق.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تصريحات أمس، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستواصل الضغط على إيران، متهما إياها بممارسة الإرهاب منذ الثورة الإسلامية قبل 40 عاما.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت الأحداث الأخيرة ستدفع واشنطن إلى سحب جنودها من العراق البالغ عددهم 5 آلاف جندي وإغلاق سفارتها قال بومبيو: "لن نسحب قواتنا، ولن نغلق السفارة. نحن نقوم الآن بتعزيز قواتنا هناك، وسنحمي السفارة بكل الوسائل المتاحة لنا".

وأضاف: "نريد أن تستمر سفارتنا في بغداد بعملها، ولن نسمح لأحد بتهديدها. أؤكد أننا سنبذل كل ما بوسعنا لضمان أمن وسلامة السفارة وموظفيها ضد أي اعتداء".

وفي رده على سؤال عما سيحدث في العراق في حال مغادرة القوات الأميركية أجاب قائلا: "هذا سؤال افتراضي، ونحن بدورنا سنواصل مهمتنا بدعم وتدريب القوات العراقية، لتتمكن من مكافحة الإرهاب ومواجهة أي تهديد من تنظيم داعش".

وتعليقاً على دور إيران قال بومبيو: "نحن أمام دولة متورطة بحملات إرهاب عالمية منذ 40 عاما، وتحلم بالحصول على سلاح نووي، لذلك نحن سنواصل ضغطنا عليها ونحمّلها المسؤولية عن أي أعمال استفزازية تقوم بها مع حشد الموارد اللازمة لفعل ذلك".

بومبيو وعبدالمهدي

وأجرى بومبيو اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بشأن الهجوم على السفارة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، إن "بومبيو، دان بشدة الهجوم الذي تقف خلفه إيران".

وأضافت أن "وزير الخارجية أشار إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطات العراقية، وذكّر بالتزامهم حماية البعثة الدبلوماسية الأميركية".

وفي تصريح منفصل، قال بومبيو عبر "تويتر": "تحدثت اليوم مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن، وشكرته على تضامن الدوحة في مواجهة النفوذ الإقليمي الخبيث لإيران، بما في ذلك الهجوم على السفارة".

تحليق ومظلات

وتزامنت تصريحات بومبيو مع استعراض أميركي للقوة في بغداد غداة إعلان واشنطن تعزيز قواتها في المنطقة بـ750 جنديا إضافيا كإجراء وقائي على خلفية أحداث السفارة التي أحرقت "فصائل الحشد" بواباتها الرئيسية، وأحد أبراج حمايتها، وانتهكت حرمها وحاصرتها لـ36 ساعة قبل أن تتراجع. وحلّق طيران أميركي فوق السفارة بالمنطقة الخضراء وعدد من مناطق بغداد أمس.

وذكر مصدر أمني عراقي أن الطيران الأميركي حلّق فوق منطقة الجادرية وجسر الطابقين في منطقة الكرادة. وفي وقت سابق، كشف بومبيو أن 100 من مشاة البحرية الأميركية تم إنزالهم بواسطة مروحية في مجمع السفارة لحمايتها وضمان سلامة المواطنين الأميركيين. وغادرت قوات مظلات تابعة لـ "قوة رد فعل فورية"، قاعدة فورت براغ بالولايات المتحدة أمس، متوجهة إلى العراق لتأمين السفارة.

في السياق، حذرت واشنطن مواطنيها من السفر للعراق، وأكدت أن "المواطنين الأميركيين عرضة بصورة كبيرة لأعمال عنف وخطف".

وقالت في نشرة حمراء نشرتها على موقعها الإلكتروني الليلة الماضية إن "ميليشيا طائفية مناهضة للولايات المتحدة قد تهدد المواطنين الأميركيين والمصالح الغربية في أنحاء العراق".

وجاء ذلك بعد إعلان السفارة في وقت سابق تعليق كل العمليات القنصلية بها حتى إشعار آخر.

وانسحب المحتجون من أمام السفارة أمس الأول، بعد اعتصام استمر يومين للمطالبة بإغلاقها وطرد السفير، ردا على الضربات الأميركية التي قالت واشنطن إنها جاءت انتقاما لمقتل متعاقد مدني أميركي في قصف استهدف قاعدة مشتركة بكركوك الجمعة الماضية، ويعتقد أن "حزب الله" متورط به.

جاءت تلك التطورات في وقت تسعى "فصائل الحشد" إلى سنّ تشريع في مجلس النواب لإلغاء الاتفاقية الأمنية مع واشنطن، والمطالبة بإخراج قواتها من البلاد.

الحرس الإيراني

في المقابل، جدد قائد "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال حسين سلامي نفي بلاده التورط في الهجوم على السفارة الأميركية، وقال إن إيران لا تتجه للحرب، لكنها لا تخشى أي صراع، وذلك بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن طهران تقف وراء الاعتداء الإرهابي على المقر الدبلوماسي، مهددا بتدفيعها "ثمناً باهظاً".

وأضاف سلامي: "لا نقود البلاد إلى الحرب، لكننا لا نخشى أي حرب، ونقول لأميركا أن تُحسن الحديث عند مخاطبة الأمة الإيرانية. لدينا القوة لتحطيمهم عدة مرات، ولا يساورنا القلق".

البحرين وبولندا

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، دانت وزارة الخارجية البحرينية، أمس، الاعتداء على السفارة الأميركية في بغداد.

ودعت وزارة الخارجية البولندية، السلطات العراقية إلى تحميل المسؤولية القانونية ومحاكمة المذنبين في الاعتداء على المقر الدبلوماسي.

البحرين تدين الاعتداء على سفارة الولايات المتحدة وبولندا تطالب بمحاكمة المذنبين
back to top