ضربة واشنطن في العراق دمرت أنظمة إيرانية متطورة فشلت إسرائيل في الوصول إليها
كشف مصدر في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني أن الغارات الأميركية، غير المسبوقة، على كتائب «حزب الله» العراقي استهدفت أنظمة صواريخ حديثة تَسلمها «الحشد الشعبي» من إيران أخيراً، وتعذر نصبها غرب العراق وشرق سورية بسبب الضربات الإسرائيلية.وأكد المصدر أن الضربات الأميركية، التي شُنت الأحد الماضي على مواقع في محافظة الأنبار، جاءت بعد وصول هذه الأنظمة إلى تلك القواعد مباشرة وقبل أن يتم تجميعها، إذ سبق أن نقلتها الفصائل الموالية لإيران إلى الداخل العراقي بعد أن شنت إسرائيل ضربات على قواعد في سورية الأسبوع المنصرم كان من المقرر أن يتم تركيب هذه الأنظمة فيها قبل إعادة نشرها في سورية.وأوضح أن الإسرائيليين حاولوا تدمير تلك الأنظمة المتطورة خلال عملية نقلها عبر الحدود العراقية السورية لكن الطيرانَين الروسي والسوري، بطلب من إيران، تصديا للطائرات الإسرائيلية وأرغماها على العودة.
وبحسب المصدر، فإن الأميركيين أنجزوا المهمة بذريعة الرد على مقتل متعاقد مدني أميركي في قصفٍ يعتقد أن «حزب الله» متورط فيه، على قاعدة مشتركة بكركوك شمال بغداد، في حين أن الهدف الحقيقي كان مبيتاً لتدمير الأسلحة المتطورة. وأشار إلى أن الأسلحة التي تم تدميرها لم تشمل فقط أنظمة صواريخ «أرض - جو»، بل شملت مخازن صواريخ «أرض - أرض» متطورة زودت طهران «الحشد الشعبي» بها أخيراً، لتمكينه من التصدي للسيارات المفخخة والمدرعات، إضافة إلى أجهزة حرب إلكترونية وطائرات دون طيار «درون» للاستطلاع والقصف.وشدد المصدر على أن رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي أبلغ «الحشد» أن الأميركيين قرروا مهاجمة القواعد، وأنه طلب منهم عدم القيام بالخطوة نظراً لعواقبها على الساحة العراقية.وكان مقرراً أن تقوم واشنطن بإجراء مشاورات جديدة مع عبدالمهدي قبل تنفيذ الهجوم، لكنها باغتت عناصر «حزب الله» التي كانت تحاول إبعاد الأسلحة من المخازن، مما أدى إلى سقوط 25 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، حالة بعضهم حرجة.ولفت المصدر المختص بالملف العراقي في «فيلق القدس» إلى أن حلفاء إيران غاضبون جداً من إلحاح طهران عليهم بعدم الدخول في تصعيد مع الأميركيين لتفادي اندلاع حرب إيرانية - أميركية، مؤكداً أن الفصائل العراقية الغاضبة تميل إلى فصل خياراتها عن إيران، وترى أنه من الضروري تحريك العمليات ضد الوجود الأميركي في العراق. وفي وقت تنامت مخاوف إيرانية من تدهور الوضع، أمر المرشد الأعلى علي خامنئي قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني بالذهاب إلى العراق على وجه السرعة، للملمة ردود الفعل قبل أن تخرج عن السيطرة.