خلصت دراسة تربوية حديثة الى توصيف آليات وطرق التدريب الموجهة للمعلمين اثناء الخدمة في البلاد بالضعيفة، موصية بانشاء اكاديمية متكاملة لتدريب المعلمين وفق استراتيجية تدريبية واضحة المعالم.وبينت الدراسة التحليلية التي اجراها الخبير التربوي في مجال التطوير وقيادة التغيير د. محمد الشريكة، ان التدريب المقدم للمعلمين بالكويت يفتقد المرجعية العملية الرصينة ولم يستند الى نظرية علمية واضحة او هدف استراتيجي اصيل.
ولفتت الدراسة التي أجرت تحليل 123 دراسة واطروحة عربية وانكليزية، إلى ان اكثر من 76% من المعلمين غير راضين عن تلك الجهود التدريبية بهذا البعد. وان اغلب التدريب يكون موجها للمادة العلمية او للمهارات الادارية وهو ما اغفل البعد الفني التربوي، مبينا ان تدريب المعلمين يجب ان يتم من خلال استراتيجية واضحة المعالم ولمستهدفات تنمية المعلم فنيًا ومعرفيًا وسلوكيًا.
ساعات التدريب
وشددت الدراسة على اهمية ان تعالج تلك الاستراتيجية مسألة وقت التدريب، موصية بضرورة تخصيص يوم تدريبي للمعلمين في كل اسبوع بمجموع 12 يوما تدريبيا بمعدل 60 ساعة تدريبية على الاقل لكل معلم سنويًا، بحيث يلتحق المعلم ببرنامج تدريبي متنوع يستهدف تنمية الموضوعات المرتبطة بالمادة العلمية وجوانب ادارية وكذلك جوانب فنية معنية بالقياس والتقويم وتعديل السلوك وخصائص المراحل التعليمية وطرائق التدريس الحديثة والاتجاهات التربوية المستجدة. وأوصت الدراسة بضرورة انشاء اكاديمية للتدريب المهني (تقليدية وإلكترونية) ملحقة بالوزارة للاستفادة من العدد الكبير من حملة الدكتوراه والماجستير التخصصية من كوادر الوزارة والذين قد يشكلون نواة لتلك الاكاديمية متى ما تم استثمارهم واختيارهم وفق اسس الكفاءة والاقتدار.نظام إلكتروني
واشارت إلى اهمية بناء نظام إلكتروني للتدريب عن بعد تابع لتلك الاكاديمية بحيث يكون احد روافد التنمية الذاتية للمعلمين ومحتوى للاستزادة الذاتية، فضلا عن ضرورة ان تؤطر عمليات التدريب وفق خطط تنفيذية يتاح للمعنين بالتدريب من داخل الوزارة صياغتها.وأكد اهمية اشراك الميدان التربوي في تطوير تلك الاستراتيجية واهمية تمكينه من الاطلاع عليها وتقديم مقترحاته وانتقاداته بطريقة إلكترونية، كما يجب ان تصاغ البرامج التدريبية وفقًا لاحتياج فعلي يتم تحديدة من خلال استطلاع اراء المعلمين إلكترونيًا، وليس وفق اجتهادات التواجية الفني.