لبنان: هل يسرّع اغتيال سليماني التشكيل الحكومي؟
لا شك في أن عملية اغتيال قائدَ فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ستترك تردداتها في المنطقة عموما، ولبنان ضمنا، خاصة أن للجمهورية الإسلامية فيه، ذراعا هي في الواقع من أقوى «مؤسساتها» أي «حزب الله».وقالت مصادر سياسية متابعة إن «المطلوب رصده أولا هو تأثير العملية الأميركية على تشكيل الحكومة. فتطورات الساعات الماضية كانت أشّرت الى تذليل معظم العُقد العالقة، مما سيتيح ولادة وزارية خلال ساعات أو مطلع الأسبوع على أبعد تقدير.
وتساءلت: «هل سيسرّع أهلُ الحكم التشكيل، فينجزوه اليوم قبل الغد، لتثبيت مكسب الحكومة المحسوبة على فريق 8 آذار، في بيروت، مستبقين أي تبدّل في موازين القوى في المنطقة؟». وتابعت: «هذا الخيار وارد، إلا أن من الممكن أيضا أن يؤثّر مقتل سليماني على المرونة التي أبداها حزب الله وحركة أمل حكوميا في الآونة الأخيرة. فبعد أن ارتضيا عدم إشراك حزبيين أو سياسيين في التركيبة، وتخلّيا عن صيغة التكنو- سياسية التي كانا يتمسّكان بها، قد لا يعود هذا النهج التوفيقي، مقبولا لديهما اليوم، وربما عادا الى التشدد والتصلب من جديد، في إطار الرد على الضربة التي تلقّاها محور الممانعة أخيرا».وتابعت: «تبدو أهم العبر المفترض استخلاصها من الحدث الدولي في ضرورة الركون الجدّي والفاعل إلى اعتماد سياسة النأي بالنفس عن صراعات المحاور، اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن الأولوية يجب أن تعطى للانكباب على معالجة أزمات الناس الاقتصادية والمعيشية، ووضع لبنان على سكة النهوض، وإعادة ضخ الحياة في عروق إعلان بعبدا، الذي وافقت عليه كل القوى السياسية، بما فيها حزب الله، في طاولة بعبدا الحوارية في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان»، مشيرة إلى أن «كل هذا يبقى رهن الإجابات والإيضاحات التي من المفترض أن يقدّمها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطلالته المنتظرة اليوم، بعدما كان أطلق إشارات مقلقة، من نوع أن الرد على اغتيال سليماني من مسؤولية جميع المقاومين».في موازاة ذلك، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أمس، إن «رد محور المقاومة على قتل سليماني سيكون حازما». من جهته، اعتبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن «المطلوب من إيران أن ترفع يدها عن العراق وتتوقف عن إشعال الفتن والانقسامات في الدول العربية، والتدخل بشؤونها الداخلية»، مشيرا في حديث، أمس، الى أن «الأهداف التي يجب التركيز عليها في العراق من الآن وصاعدا هي العمل على عودة العراق الى الحضن العربي دولة ديمقراطية تحترم فيها حقوق المواطن والإنسان، وتعتمد فيها قواعد الشفافية والحكم الرشيد، وأن تكون بوصلة الحكم متجهة إلى الحرص على مصالح العراق والعراقيين».