بعد ساعات من مقتل قاسم سليماني في بغداد، أصدر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، مرسوما بتعيين إسماعيل قآني قائداً جديداً لـ "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني.

وفي المرسوم، وصف خامنئي، القائد الجديد بأنه "من بين أبرز قادة الحرس"، وحثّه على مواصلة خطط سليماني.

Ad

وكان قآني، لسنوات، نائباً لسليماني، في "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات الخارجية، وهو من مواليد مشهد، وانضم إلى "الحرس الثوري" أواخر عام 1980، عندما كان عمره 20 عاما فقط.

وبعد ذلك بوقت قصير، جاء إلى طهران، في وقت مبكر من عام 1981، حيث تلقى تدريبات عسكرية في معسكر سعد آباد، واسمه الحالي معسكر الإمام علي.

وبعد الانتهاء من تدريبه العسكري، عاد قآني إلى مشهد، وعمل "كادرا" في أحد مراكز تدريب "الحرس".

منتصف عام 1981، تم إرساله إلى محافظة کردستان، في أعقاب وقوع بعض الاضطرابات والاشتباكات بها.

وتشير التقارير إلى أن قآني كان حاضراً في الجبهات، منذ عام 1982، حتى نهاية الحرب العراقية ــ الإيرانية، وتم نشر صور عديدة له في مناطق الحرب.

وخلال سنوات الحرب الثماني مع بغداد، قاد فرقة "5 نصر"، ولواء الإمام الرضا، في مرحلة ما، وكان مسؤولا عن بعض الكتائب في محافظة خراسان.

تعرّف قآني على سليماني عام 1982. وقبل أن يشغل قآني منصب نائب سليماني، عمل فترة نائبا لقائد الأركان المشتركة لـ "لحرس الثوري" للشؤون الاستخباریة.

وعرف عن قآني أنه أحد قادة "الحرس الثوري" في قمع الاحتجاجات بمشهد عام 1992.

كما كان أحد قادة "الحرس"، الذي لعب دورا عام 1992 في دعم الجبهة الإسلامية الوطنية المتحدة لإنقاذ أفغانستان ضد حركة "طالبان".

وبخلاف قاسم سليماني، لا يحجم قآني عن التعليق على الشأن السياسي الداخلي، وخطبه ومواقفه السياسية العنيفة متاحة، ضد بعض التيارات السياسية.

ويتعلّق أحد أکثر هذه المواقف وضوحا برسالة 24 قائدا من کبار قادة "الحرس الثوري" عام 2000 إلى الرئيس محمد خاتمي، حیث کان قآني أحد الموقّعین علی الرسالة التي وقّعها سليماني أیضًا، وانتقدت سياسة خاتمي في التعامل مع الأحداث في جامعة طهران والقضايا التي تلت ذلك. وجاء فیها: "لقد نفد صبرنا، ولا نسمح لأنفسنا بالتزام الصمت إذا لم تتعاملوا مع هذه الأحداث".

وفي ذلك الوقت، فسّر البعص هذه الرسالة على أنها تهديد من الحرس الثوري بـ "انقلاب" ضد الحكومة، لكنّ الأصوليين يعتقدون أن الرسالة أنهت الاحتجاجات الطلابية واحتجاجات الشوارع في ذلك العام.

وفي يناير 2012، كتب 12 قائدا في "الحرس الثوري" رسالة حادّة إلى القائد حسين علائي، حول أحداث عام 2009، وکان اسم قآني بین الموقّعین علی الرسالة التي جاءت بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق أحمدي نجاد وسط انتقادات من المعارضة بتزوير النتائج. وكان علائي، قائد القوات البحریة لـ "الحرس" وقتها، والقائد السابق لهيئة الأركان المشتركة، قد انتقد قمع المتظاهرين المحتجین علی نتائج الانتخابات بالساحة الخضراء.

وأشار علائي، إلى بعض تصرفات شاه إيران السابق، قائلا إن تصرفاته أدت في النهاية إلى سقوطه وهروبه من البلاد.

وبعد 5 أيام، احتشدت مجموعة بزيّ مدني أمام منزل علائي، وردد المحتشدون هتافات ضده، معتقدين أن المقصود في المقال كان خامنئي نفسه.