مطبخ مهدي... ومترو الرومي!
شاهدتُ أكثر من مرَّة حلقة الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط د. خالد مهدي، في ليلة رأس السنة على تلفزيون الكويت الرسمي، فوجدتُ أن الرجل، مع احترامي الشديد لشخصه ومؤهله العلمي وسنده الوظيفي، لم يقل شيئاً يتصل فعلياً بالتخطيط والمؤشرات الموثوقة المتعلقة بالمؤسسات العالمية المحترمة، ولم يقدِّم شيئاً ملموساً يمكن الاعتماد عليه في التخطيط لمستقبل البلد.السيد مهدي في لقائه غرَّب وشرَّق بنا، وذبح مقدمي البرنامج والجمهور بـ"الخز" طوال الوقت. والمؤسف، أنه بعد أن أطلق سمو الأمير رؤيته للكويت كمركز مالي وتجاري عندما كان يشغل منصب رئاسة مجلس الوزراء في 2004، يكون أقصى إنجازات الأمانة العامة للتخطيط هي إسقاط هذه الرؤية على سبعة مرتكزات على أرض الواقع، دون أن يذكر ما هي كمية الإنجاز في كل منها، واكتفى بمؤشرات ضبابية لا تعكس حقيقة الأوضاع في البلد.الأمين العام للأمانة نفسه عندما سُئل قبل فترة عن حلول تعديل التركيبة السكانية، أجاب: "على الكويتيين أن يتكاثروا!". وطبعاً هذا خطأ شنيع، لأن زيادة عدد السكان بشكل كبير في بلد محدود الموارد المائية والزراعية ويعيش على مورد دخل وحيد سيكون لها آثار سيئة جداً، وبنفس الأسلوب عندما لم يجد إجابة تبرر تأخر المشاريع قال كلاماً بلا معنى، مثل: نحن غير والشعب الكويتي "Special"، ومطبخنا غير، علماً بأن المطبخ الكويتي هو نسخ عن الهندي والفارسي والعراقي وجغرافيا الجزيرة العربية.
لقاء د. مهدي التلفزيوني هو انعكاس لوضع التخطيط والقائمين عليه في البلد، والمحاصصة في المناصب، التي تجعل المناصب الحساسة لمن عليه الدور. وربما يكون السيد مهدي أستاذاً جامعياً مبدعاً أو إدارياً باهراً، لكنه حتماً لا يقدِّم لمنصبه الحالي ما يحتاجه، لذلك فإن رؤية "كويت جديدة" في هذه الظروف صعبة المنال. *** انتشر بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي قبل ساعات من بداية العام الجديد تصريح لرئيس الجهاز الفني للمشروعات التنموية عادل الرومي، المنشور بالزميلة "الأنباء" في 26 سبتمبر2012، أكد فيه أن "المترو سيغطي الكويت في عام 2020"!طبعاً صدرت آلاف التعليقات الساخرة في "السوشيال ميديا"، التي طالبت بتوضيح مكان انطلاق المترو، وسعر التذاكر. ورغم سخرية الموقف، فإنني كنتُ حزيناً على وضع البلد، الذي أصبحت أموره كوميديا سوداء، فيما الأخ المسؤول عن جهاز أعلى مجلس تخطيط في الدولة يحدثنا عن المطبخ و"الكيكة"!