بدأت تعاملات بورصة الكويت عامها الجديد على خسارة كبيرة جدا، هي الأكبر بين الاسواق المالية في دول مجلس التعاون الخليجي التي تراجع جميعها بضغط الأوضاع الجيوسياسية الجديدة التي تفجرت فجر يوم الجمعة الماضي، بعد قتل قاسم سليماني، القائد الإيراني المهم لجيش القدس من قبل القوات الأميركية، ونزف مؤشر البورصة الكويتية العام نسبة 3.72 في المئة وهي أكبر خسارة يومية له منذ إطلاقه في منتصف عام 2018 ليفقد 233.82 نقطة، ويقفل على مستوى 6048.64 نقطة، وسط ارتفاع كبير لسيولته البيعية التي بلغت 71.4 مليون دينار تداولت 257.9 مليون سهم عن طريق 11213 صفقة، وتم تداول 128 سهما أمس، ربح منها 8 أسهم فقط جميعها في السوق الرئيسي، وخسر 114 سهما، بينما استقر 6 أسهم واحد منها فقط ضمن مكونات السوق الأول.وكان الضغط أكبر من الأسهم القيادية التي قادت الارتفاعات خلال العام الماضي، وخسر مؤشر السوق الأول نسبة تجاوزت 4 في المئة بقليل، أي 283.88 نقطة، ليتراجع الى مستوى 6692.08 نقطة، بعد أن اقترب كثيرا من مستوى 7 آلاف نقطة وكانت قيمة تعاملاته 62.4 مليون دينار تداولت 119 مليون سهم عن طريق 6208 صفقات، في حين خسر مؤشر السوق الرئيسي نسبة 2.68 في المئة تعادل 131.76 نقطة، ليقفل على مستوى 4778.93 نقطة بسيولة كبيرة أيضا تجاوزت 9 ملايين دينار، تداولت 138.9 مليون سهم نفذت عن طريق 5005 صفقات.
بورصة الكويت الأكثر خسارة
لم يسلم أي سوق خليجي من النزيف أمس، وكان أكثرها خسارة بورصة الكويت بنسبة قريبة من 4 في المئة، بينما خسر سوق دبي نسبة 3 في المئة، تلاهما 3 أسواق سجلت خسائر متقاربة بنسبة 2.3 في المئة تقريبا، وهي السعودية "تاسي" وقطر والبحرين، بينما خسر أبوظبي نسبة 1.4 في المئة، وأخيرا سوق مسقط الذي سجل خسارة محدودة لم تتجاوز ثلث نقطة مئوية.والواضح أن خسارة السوق الكويتي هي الأكبر بسبب ارتفاعها خلال الفترة الماضية، خصوصا شهر ديسمبر بنسبة مضاعفة قياسا مع البقية بلغت 8 في المئة، وكان بحاجة الي تصحيح كان يتوقع أن يكون هادئا، بما أن هناك استحقاقات ايجابية قادمة أهمها الترقية في مؤشرات MSCI، وكذلك توزيعات الأرباح التي يسبقها اعلان نتائج الشركات النامية، خصوصا القيادية منها، لذلك جاء التصحيح سريعا وقويا واكبه حالة من الهلع بسبب قرب الكويت من المنطقة الساخنة، كذلك المثلث الايراني العراقي والسعودي، ووجود القوات الأميركية، ورغم الظروف الجيوسياسية المضطربة وحالة التهديدات المتبادلة والتي تزداد قوة في كل مرة، إلا أن هناك من قام بالشراء خلال فترة الإقفال وبسعر الإقفال، وبسيولة اقتربت من مليوني دينار، ولم ينتظر جلسة اليوم التي ستكشف اتجاه السوق بشكل أدق، وفقا للتطورات السياسية المتسارعة وردات الفعل على كل تصريح بين طرفي النزاع، سواء إيران أو الولايات المتحدة الأميركية.وهذه الحالة مشابهة في بدايتها كالأجواء الجيوسياسية التي اندلعت خلال شهر أبريل الماضي مع فوارق قد تغيّر أساسيات اللعبة، والتي أهمها الدماء التي سالت بداية الأزمة الجديدة، حيث إن الأزمة الماضية بكل تطورها من استهداف سفن نفطية أو إسقاط طائرة مسيّرة أميركية أو حتى قصف منشآت "أرامكو" لم تتعدّ الخسائر المادية ولم تكن هناك خسائر بشرية، لذلك قد تطول هذه الأزمة دون معرفة نهايتها أو تقدير مدتها، لذلك سارع المستثمرون للبيع والتخلص من مراكز مالية بأسعار مرتفعة، علّهم يتلقفون استثماراتهم بأسعار اقل.يذكر أن أسعار السلع قد ارتفعت بشكل كبير خلال آخر تعاملاتها يوم الجمعة الماضي، وبنسب بلغت 4 في المئة كالنفط والذهب والفضة، بينما سجلت مؤشرات الأسواق الأوروبية والأميركية خسائر متفاوتة.