كيف يرى المحللون تداعيات توترات الشرق الأوسط على النفط؟

نشر في 06-01-2020
آخر تحديث 06-01-2020 | 00:05
كيف يرى المحللون تداعيات توترات الشرق الأوسط على النفط؟
كيف يرى المحللون تداعيات توترات الشرق الأوسط على النفط؟
بعيد استهداف ضربة جوية أميركية قائدا عسكريا إيرانيا كبيرا، الجمعة، أججت المخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، بما قد يضر بإمدادات النفط في المنطقة، إذ تعهدت إيران بالثأر بعد الضربة الجوية الأميركية في بغداد، والتي أودت بحياة قاسم سليماني، القائد العسكري الأبرز لطهران، والمسؤول عن تنامي نفوذها في الشرق الأوسط.

فيما يلي توقّعات المحللين على صعيد رد فعل السوق، وفق ما ورد في «رويترز».

قال مدير استراتيجية السلع الأولية في بنك ساكسو أولي هانسن إن «الضربة الأميركية على قلب القيادة الإيرانية تنبئ بتصعيد كبير. لكن، طفرة السعر الملحوظة يوم الجمعة لم تكن، على النقيض من هجوم أرامكو، مدفوعة بتعطّل معروض».

وتابع: «طفرة السعر بسبب تعطل في المعروض لا بفعل الطلب تنطوي على خطر دفع الأسعار للانخفاض بشدة فور استقرار الوضع».

أمّا يو. بي. إس، فجاء في تعليقه: «في حين لا ترغب الولايات المتحدة ولا إيران في تصعيد التوترات، فلا أحد يعلم إن كانت إيران ستردّ ولا متى أو كيف. في ضوء هذه المخاطر، أضافت السوق علاوة مخاطرة، نظرا للمخاوف من أن تتصاعد التوترات».

«نعطي احتمالية أكبر لتجدد الهجمات على ناقلات النفط والسفن والبنية التحتية للطاقة في المنطقة، وأقل لإغلاق مضيق هرمز، فالجمهورية الإسلامية تعتمد على المضيق هي الأخرى لتصدير خامها».

توترات الشرق الأوسط تتصاعد

من جهته، اعتبر جيم ريتربوش، رئيس «ريتربوش وشركاه» أن «توترات الشرق الأوسط تتصاعد في وقت يشهد بالفعل شحّا في إمدادات النفط كاستجابة لتخفيضات إنتاج أوبك وتنامي توقعات تحسّن الطلب على النفط بفعل اتفاق تجارة المرحلة 1 المتوقع».

«التطورات الإيرانية من الممكن أن تطلق نوبة قوية من زيادة المخزون عن طريق سلاسل توزيع الخام أو المنتجات (النفطية)».

واستدرك قائلا: «زيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة في السعودية من الممكن أن تصبح طبقة عازلة إذا تعرّضت إمدادات النفط العالمية لتعطّل كبير».

المخاطر تدخل أرضاً جديدة

برأي مدير تحليل المخاطر الجيوسياسية في «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس» بول شيلدون، فإن «فرص اندلاع صراع أوسع نطاقا مازالت دون الـ50 في المئة، لكن المخاطر تدخل أرضا جديدة».

«الانتقام الإيراني قد يأخذ شكل ردّ سريع من وكلاء ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها، لكنّ أي رد أكبر من المرجح أن يخضع لحسابات أدق، وأن يكون غير مباشر في مسعى لتحاشي الدخول في حرب صريحة».

سوق النفط في حالة تقييم

على الجانب الآخر، أشار رئيس «ليبو أويل أسوسيتس الاستشارية» آندي ليبو، إلى أن «سوق النفط تحاول تقييم مدى احتمال أن يقود هذا إلى تعطّل في المعروض. إيران شهدت بالفعل صادراتها تتقلص إلى أحجام في حدها الأدنى، وبالتالي ليس لديهم ما يخسرونه على صعيد صادرات النفط الخام».

سعر النفط نحو ارتفاع جنوني؟

من وجهة نظره، قال كبير المحللين في «أكتيف تريدز» كارلو ألبرتو ديكاسا، إن رد فعل النفط على الهجوم الأميركي ضد إيران ليس مفاجأة كبيرة».

«توقعات النفط ترجح كفة ارتفاع الأسعار بشدة في ضوء هذا التوتر الجيوسياسي الأحدث الذي يفرض مخاطر على صعيد المعروض».

وهذا يتفق مع توقّعات إدوارد مويا، كبير محللي السوق في «أواندا»، حيث قال إن «أسعار النفط تحلّق في عنان السماء مع تصاعد المخاوف من أن تكون منطقة الشرق الأوسط بصدد صراع محتدم قد يفضي في النهاية إلى حرب».

«قتل قائد إيراني كبير سيكون على الأرجح مجرد ضربة البداية لردود أفعال محركة للسوق».

علاوة مخاطرة في أسعار النفط

وأوضح المحلل في «فيليب فيوتشرز» بنجامين لو، أن «الخطوات العسكرية المحتدمة ستولد علاوة مخاطرة في أسعار النفط مع تفكّر المتعاملين في التوترات المتصاعدة بالشرق الأوسط».

«تبدو أسعار النفط بصدد الارتفاع، حيث تستشرف الأسواق مستويات معروض أشد شحّا وبواعث قلق جيوسياسية تلوح في الأفق».

وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في أكثر من 3 أشهر الجمعة، بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائدا عسكريا إيرانيا بارزا في العراق، مما أثار مخاوف من أن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد يعطل إمدادات الخام من المنطقة.

وقتلت ضربة جوية أميركية على مطار بغداد الدولي في وقت مبكر، الجمعة، قاسم سليماني. وتوعّد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي بالانتقام من «المجرمين» الذين قتلوا سليماني.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن سليماني كان يخطط لقتل أميركيين.

وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 2.35 دولار، أو 3.6 في المئة، لتبلغ عند التسوية 68.60 دولارا للبرميل، بعد أن سجلت أثناء الجلسة 69.50 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ الهجوم، الذي تعرّضت له منشآت نفطية سعودية في منتصف سبتمبر.

وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.87 دولار، أو 3.1 في المئة، لتسجل عند التسوية 63.05 دولارا للبرميل، بعد أن سجّلت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ أبريل 2019 عند 64.09 دولارا.

وقال هنري روم محلل شؤون إيران لدى «أوراسيا»: «نتوقع صدامات متوسطة إلى منخفضة المستوى تستمر لما لا يقل عن شهر، ومن المرجح أن تقتصر على العراق».

ورجح أيضا أن تستأنف إيران التضييق على حركة الشحن التجاري في الخليج، وربما إجراء تدريبات عسكرية لتعطيل الشحن مؤقتا.

وناشدت السفارة الأميركية في بغداد الجمعة جميع الأميركيين مغادرة العراق على الفور بسبب تنامي التوترات.

وقالت مصادر بشركات نفط أجنبية لـ «رويترز» إن العشرات من موظفيها الأميركيين في مدينة البصرة النفطية العراقية يستعدون لمغادرة البلاد يوم الجمعة.

back to top