يستضيف مركز جابر الأحمد الثقافي، فرقة مسرح لاسكالا الإيطالية الذائعة الصيت، لتقدم باليه "جيزيل"، الذي يتناول قصة رومانسية تقع أحداثها بين عالمَين، في ظهور يُعد الأكبر لها على مستوى الشرق الأوسط، في أربعة عروض، تبدأ اليوم حتى 9 الجاري، في حدث هو الأول من نوعه بالكويت، ضمن أنشطة النصف الثاني من الموسم الثقافي 2019/ 2020 للمركز.وبهذه المناسبة، أقيم أمس الأول مؤتمر صحافي، للحديث عن هذه الفعالية. قدَّم المؤتمر وأداره مدير إدارة البرامج في مركز جابر الثقافي حمد الريس، وشارك فيه المخرج العام للفرقة أندريه فيتاليني، ومدير فرقة مسرح لاسكالا فريدريك أوليفييري، وقائد الأوركسترا الهنغارية آدم كولمن، والفنانون: نيكوليتا ماني، كلاوديو كوفييللو، فيتوريا فاليريو وماركو أغوستينو.
في البداية، قال الريس: "نلتقي اليوم للحديث عن التعاون المرتقب بين مركز جابر الثقافي وفرقة باليه تياترو لاسكالا والأوركسترا الهنغارية، حيث نقدِّم للمرة الأولى في الكويت باليه جيزيل، اعتبارا من مساء اليوم حتى الخميس المقبل (9 الجاري)، بواقع أربعة عروض، حيث يشهد الخميس عرضين؛ الأول يبدأ الرابعة مساء، والثاني التاسعة مساء".وأضاف الريس: "فخورون بالتعاون مع (لاسكالا) للمرة الأولى، حيث يشارك 200 شخص تقريبا في تقديم هذا العرض للمرة الأولى في الكويت على المسرح الوطني، لاسيما أن (لاسكالا) من أقدم وأعرق الأوبرات على مستوى العالم".
توثيق الحدث
بدوره، قال فيتاليني: "أشكر جميع مَن حضر اليوم، لتوثيق هذا الحدث ونقله للجمهور. سعداء وفخورون أننا من أول الفرق الراقصة التي تقدِّم عروضها في الكويت. عرضنا المسرحي فرصة لتعريف الكويتيين بالثقافة الإيطالية، وهو أحد أسباب وجودنا هنا اليوم. فرقة لاسكالا قدمت أول عروضها عام 1987، وزارت أكثر من 41 دولة حول العالم، وأدعو الجمهور إلى مشاركتنا هذه التجربة ومشاهدة العروض".من جهته، أكد أوليفييري أن "حضوري هنا في الكويت للمرة الأولى يدفعني إلى أن أزكي هذه الفرقة المسرحية التي تعمل منذ عام 1800، وهي جزء من عمل مستمر ودؤوب قمنا به طوال الأعوام السابقة، ولدينا في الفرقة الكثير من المواهب التي ستظهر في باليه جيزيل، حيث سيقدمون رقصات فلكلورية تميز أوبرا لاسكالا، وتمكن الراقصين من تقديم أنفسهم للجمهور بإمكانياتهم التقنية العالية، كما أن العرض يتضمن لحظات مهمة يجب أن يتمتع بها الجمهور، وأن يستوعبها، كما تم تصميمها مثل أحد المشاهد الذي يتأرجح بين العاطفة والحب".الوردة والأمير
وأضاف: "في العرض الأول هناك لوحة الوردة والأمير، وتفضي الوردة عن كون الأمير يقع في الحب أو لا، وهي من أقوى اللوحات الراقصة، والتي تستفز مشاعر الجمهور، وتحظى بشعبية كبيرة، كما يتضمن العرض الأول رقصة تُعد الأهم أمام منزل جيزيل، وهي لحظة سعادة تمثل سكان القرية وفلكلورها الفني، وسوف يقدمها اثنان من أهم الراقصين في هذه اللوحة".من جانبه، أكد كولمن أن الفنون والمسرح من أهم الطرق التي تجمع الشعوب، لأنها تحث على تبادل المشاعر"، لافتا إلى أن بعض اللوحات تحمل بُعدا روحانيا، ومبينا أن تطور الشخصيات ينعكس على تطور القصة، معربا عن سعادته بقيادة أوركسترا مجرية من بودابست. الفنانة نيكوليتا ماني، التي تؤدي دور "جيزيل"، قالت إن "جيزيل" أحد أقدم الباليهات التاريخية على مستوى العالم، لافتة إلى أن تجسيد شخصية "جيزيل" أمر مميَّز لأي راقصة باليه.وتابعت: "من الرائع لأي فتاة أن تكون جيزيل، أن تتوحد روحها مع هذه الفتاة الصغيرة التي تؤمن بالحب، لكن في اللوحة الثانية تنقلب الأمور رأسا على عقب، وهذا هو التحدي"، لافتة إلى أنها سبق أن قدَّمت هذا الدور مع أوبرا لاسكالا وميلانو مرات عدة، وفي كل مرة تنتابها مشاعر جميلة.أول راقص
بينما قال الفنان كلاوديو كوفييللو، إن "جيزيل" يُعد واحدا من أجمل الباليهات الراقصة على مستوى العالم، ومرتبط بأول راقص في تاريخ لاسكالا، مشيرا إلى أن الشخصيات تتكرر، ويتم تجسيدها بشكلين مختلفين في اللوحتين الأولى والثانية، ومؤكدا أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه فريق لاسكالا.فيما أوضحت الفنانة فيتوريا فاليريو، أن دور "جيزيل" عاطفي جدا، ويلامس المشاعر، و"هناك تحوُّل عاطفي كبير يلمسه المشاهد بين اللوحتين الأولى والثانية"، وشددت على أن المسرحية غنية بالاستعراضات. في حين قال الفنان ماركو أغوستينو، إن "هناك نقلات كبيرة في حياة أبطال العرض. نتابع كيف يطرأ التغيير على حياة الأمير الذي كان يسير خلف شهواته، ليفقد في اللوحة الثانية حبيبته، ويفهم أهمية الحب من خلال كمّ الألم الذي يشعر به".حكاية «جيزيل»
"جيزيل" قصة رومانسية ما زالت تجذب الجمهور، بتقديمها عالمَين متباينين: الحياة المبهجة، والعالم الآخر في القبور المظلمة. وتدور أحداثها في أجواء احتفالية ريفية بطلاها: الفتاة الريفية جيزيل، والأمير ألبريخت، اللذان يعبِّران من خلال تنوُّع حركاتهما الراقصة وأدائهما عن مختلف حالات السعادة والحزن واليأس، في إطار حكاية عن الحب والخيانة والندم، لنصل في النهاية إلى أن الحياة لا طعم لها دون الحب.وفي هذا العرض، الذي يحوي كل عناصر العمل الرومانسي، والذي أخرجه مدير الفرقة فريدريك أوليفييري، تعيد فرقة مسرح لاسكالا للباليه مجددا تقديم العمل الذي عُرض للمرة الأولى على خشبة مسرح لاسكالا في عام 1950.يُذكر أنه من خلال تقديم باليه "جيزيل" في المواسم الأخيرة من برنامج لاسكالا، وضمن جولات الفرقة في أرجاء العالم، يتم تكريم راقصة الباليه إيفيت شوفيريه، تلك الفنانة الاستثنائية التي رحلت عن عالمنا أخيرا.لا يكتمل عرض الباليه بلا فرقة موسيقية تحمل العمل إلى أجواء ساحرة عبر الألحان التي ألَّفها الموسيقي الفرنسي أدولف آدم (1803 – 1856)، وتصاحب باليه "جيزيل" أوركسترا الدولة المجرية، أقدم الفرق الأوركسترالية في المجر، والتي قدمت خلال تاريخها الطويل العروض الأولى للأعمال الأوبرالية والباليه، سواء المجرية أو العالمية، كما تصاحب مطربي الأوبرا المجريين من أجيال متعددة، إضافة إلى الأسماء العالمية من نجوم الغناء الأوبرالي، من بينهم: ماريو ديل موناكو، لوتشيانو بافاروتي، مونسيرات كابلييه، خوسيه كاريراس، سيسيليا بارتولي، بلاسيدو دومينغو، آنا نتريبكو، يوسف إيفازوف، وكثيرون غيرهم.