ترامب يهدّد العراق بعقوبات شديدة ويرفض الانسحاب

• الصدر يخفّف من تصريحاته المتشدّدة حول «المقاومة» ويدعو إلى التريث في إطلاق «العمل العسكري»
• صالح يدعو للتآزر بين المكونات وسط انتقادات شيعية للنواب الأكراد
• عبدالمهدي: حصر السلاح أولوية

نشر في 07-01-2020
آخر تحديث 07-01-2020 | 00:04
متظاهرون أمام السفارة الأميركية في مانيلا أمس يرفعون صورة مشوّهة لترامب احتجاجاً على اغتيال سليماني (ا ف ب) وفي إطار الصورة جنديان أميركيان يحرسان السفارة الأميركية في بغداد قبل أيام (صفحة عملية العزم المصبوب)
متظاهرون أمام السفارة الأميركية في مانيلا أمس يرفعون صورة مشوّهة لترامب احتجاجاً على اغتيال سليماني (ا ف ب) وفي إطار الصورة جنديان أميركيان يحرسان السفارة الأميركية في بغداد قبل أيام (صفحة عملية العزم المصبوب)
رغم تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات "شديدة على العراق لم يرَ مثلها سابقاً" إذا أُجبِرت القوات الأميركية على مغادرة أراضيه، ذكر الناطق باسم الرئاسة العراقية أن بلاده بدأت بالخطوات الأولى لإخراج القوات الأجنبية، وذلك بتقييد نفوذ قوات التحالف، التي سيقتصر دورها على المشاورات العسكرية فقط.
بينما تواجه القوات الأميركية خطر الانسحاب قسراً من العراق، بعد دعوة برلمانه الحكومة إلى طلب خروجها من البلاد، إثر مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، بضربة أميركية في بغداد التي اعتبرتها "تصرفاً أحمق لا يمكن السكوت عنه"، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "إذا طلبوا منّا بالفعل أن نغادر، وإذا لم يتمّ ذلك ودّيًا، فسنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها سابقا".

وفي حديث مع الصحافيين الذين كانوا برفقته أمس الأول، على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، عندما كان عائدا الى واشنطن بعد عطلة استمرت أسبوعين في فلوريدا، أشار ترامب إلى أن هذه العقوبات، ستجعل من تلكَ المفروضة على إيران ضئيلة مقارنة بها.

وأضاف: "لدينا قاعدة جوّية باهظة الكلفة بشكلٍ استثنائيّ هناك. لقد كلّفت مليارات الدولارات لبنائها. لن نغادر إذا لم يعوضوا لنا كلفتها".

وفي وقت رأى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس، أن تهديدات ترامب "لا تساعد كثيراً"، معتبرا أنه "لا يمكن إقناع العراق عبر تهديدات، إنما من خلال حجج"، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كانغ شوانغ، أن بلاده "تعارض الاستخدام الجائر أو التهديد باستخدام العقوبات ونأمل أن تفعل الدول المعنيّة، لا سيما الدول الكبرى من خارج المنطقة، المزيد لدعم السلام والأمن في المنطقة".

«الخارجية» الأميركية

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية، عن خيبة أملها بشأن تصويت البرلمان العراقي، وأكدت ان "واشنطن تحضّ القادة العراقيين على أن يأخذوا بعين الاعتبار أهمية العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين"، لافتة الى "أننا نعتقد أن مواصلة قتال داعش مصلحة مشتركة ل‍واشنطن والعراق".

وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قال في تصريح تلفزيوني قبيل تصويت النواب العراقيين على القرار إن العراقيين يريدون بقاء الاميركيين، وإن عبدالمهدي "مجرد رئيس حكومة مستقيل ويتعرّض لضغوط هائلة من طهران".

تقييد التحالف

وفي أول خطوة لبدء انسحاب القوات الأجنبية، صرّح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء الركن عبدالكريم خلف، أمس، بأن "الحكومة وضعت آلية لتقييد حركة قوات التحالف في العراق برا وجوا، وهي تشمل القوات القتالية والدعم الجوي".

وأضاف: "عمل التحالف الدولي سيقتصر على المشورة والتسليح والتدريب فقط، أما الجنود المسلحون فسيغادرون العراق"، معتبرا "الضربة الأميركية الأخيرة تصرّفا أحمق لا يمكن السكوت عنه".

ووفقا لخلف، فقد نفّذ الأميركيون عملياتهم العسكرية بمفردهم، من دون إبلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة.

وكان الجيش العراقي أكد في وقت سابق، سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا على بغداد وليس داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم المباني الحكومية والبعثات الأجنبية في بغداد.

صالح

من ناحيته، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني للتعزية بمقتل سليماني، أمس، إلى إبعاد شبح الحرب والعنف عن المنطقة. وأكد "ضرورة ضبط النفس والحكمة في هذه المرحلة، لتدارك الأزمات الحالية وحماية أمن المنطقة واستقرارها وسيادة دولها".

وبعد يوم على مقاطعة الأكراد جلسة البرلمان، قال صالح إن "المرحلة المقبلة تتطلب التآزر والعمل المشترك بين جميع العراقيين وبجميع مكوناتهم".

عبدالمهدي

بدوره، قال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، أمس، في بيان لمناسبة ذكرى تأسيس الجيش، إن "الحكومة وضعت من ضمن أولوياتها مسألة حصر السلاح بيد الدولة"، مضيفا أنها "أصدرت القرارات والأوامر اللازمة بهذا الشأن".

كما تلقّى عبدالمهدي اتصالاً هاتفياً من نظيره البريطاني بوريس جونسون، واتفق الجانبان "على ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة، والعمل معا لإيجاد سبيل دبلوماسي للمضي قدما".

«حزب الله»

الى ذلك، اعتبرت "كتائب حزب الله ـــ العراق"، أمس، تصويت مجلس النواب على الزام الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد بأنه "إنصاف لدماء الشهداء التي أريقت جرّاء القصف الإجرامي الأخير في القائم والمطار"، مؤكدة في بيان أنها تعمل بكل جد على فرض هيبة الدولة.

«العصائب»

من ناحيته، قال الأمين العام لـ "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، إن "خروج القوات الأميركية لن يزيد الوضع الأمني الداخلي إلا تماسكاً إذا توحدنا جميع في دعم الأجهزة الأمنية"، مخاطبا الإدارة الأميركية بالقول "إن انسحاب قواتكم من العراق إذا كان طوعيا ومن دون دم، فإن هذا لن يعفيكم من دم الشهداء". وفي وقت سابق هدّد الخزعلي بإخراج الاميركيين بالقوة في حال رفضوا تنفيذ قرار البرلمان العراقي.

وهنأ الخزعلي البرلمان على التصويت، واصفا بعض النواب بالخونة. وشنت عدة شخصيات شيعية هجمات على النواب الذي لم يحضروا الجلسة، متهمينهم بالخيانة.

«الصدر»

وبعد دعوة زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، أمس الأول، الى قطع كل العلاقات مع واشنطن وإخراج الجيش الأميركي من العراق بطريقة "مذلة"، والدعوة إلى اجتماع فصائل "المقاومة" العراقية وغير العراقية لتشكيل "أفواج مقاومة دولية"، كتب حساب محمد صالح العراقي، الذي يعتقد أن الصدر يكتب فيه باسم مستعار، توضيحا يتضمن توجيهات.

ودعا الحساب الى "عدم البدء بالعمل العسكري إلى حين نفاد كل الطرق السياسية والبرلمانية"، مؤكدا أن "كل من يبدأ العمل العسكري حاليا لا يمثّلنا وعليهم تجنيب المدنيين الخطر".

وإذ شدد على أن "سرايا السلام غير مشمولة باجتماع الفصائل العراقية وغيرها، وأن الدعوة للاجتماع يجب ألا تكون طائفية، كما لا يحق للفصائل العراقية العمل خارج العراق، ولا يحق للفصائل غير العراقية العمل داخل العراق"، أكد أن "دعوة الصدر لمقاطعة المنتجات الأميركية لا يشمل ما يمكن استعماله لمصلحة العراق من الأمور التكنولوجية الضرورية من غير المنتوجات الزراعية والصناعية".

كما اعتبر أن "كل من يؤيد اغتيال سليماني والمهندس خائن للوطن، وأن سكوت الحكومة او المقاومة عن هذا الانتهاك سيكون بداية لإذلال العراق والعراقيين".

«التعاون»

وفي الرياض، صرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بأن دول المجلس تابعت بقلق واهتمام التطورات الخطيرة في العراق.

ودعا الأطراف المعنيّة إلى "التهدئة وعدم التصعيد وتغليب الحلول السياسية للأزمات لتجنيب المنطقة، المتوترة أصلا، وشعوبها، أي تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها".

بيان أوروبي

وفي بيان أوروبي مشترك، دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأطراف المعنيين الى عدم تعريض عملية مكافحة تنظيم "داعش" للخطر.

وقال القادة الثلاثة في بيان، "يُعَدّ الحفاظ على التحالف داعش ذا أهمية حاسمة. ندعو السلطات العراقية إلى مواصلة تقديم الدعم اللازم للتحالف"، مؤكدين في الوقت نفسه، التزامهم تجاه سيادة العراق وأمنه.

ترامب: لدينا قاعدة جوّية كلّفت المليارات في العراق ولن نغادر إذا لم يعوّضوا لنا كلفتها
back to top