يشكل مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بضربة أميركية في بغداد، فرصة للجمهورية الإسلامية و"التيار المتشدد" في البلاد، للاستفادة من المشهد على الصعيد الداخلي، بعد شهرين من تظاهرات قمعتها السلطات بعنف، وتخللتها انتقادات للسياسة الخارجية.

وأثار اغتيال مهندس العمليات الإيرانية في الخارج بطائرة مسيرة أميركية ليل الخميس - الجمعة، موجة من التأثر في البلاد لن تتوانى السلطات في إيران عن استغلالها.

Ad

وبالنسبة للدبلوماسي السابق والمحلل الأميركي آرون ميلر، فإن قتل سليماني، الذي يساوي أميركيا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومدير قيادة العمليات الخاصة مجتمعين، يعني أن الولايات المتحدة قضت على ثاني أقوى شخصية في طهران.

ويتيح مقتل سليماني، الذي وصفه المرشد الأعلى علي خامنئي بـ"الشهيد الحي"، لطهران أن تستثمر اسمه، لكن السفير الفرنسي السابق في طهران فرنسوا نيكولو يرى أن "هناك فرصة" حاليا أمام السلطات في إيران لتحويل الضربات الأميركية عن مسارها، ليس لوقت طويل، لكن مشاعر التأثر الشعبي ستبقى، مضيفا أن سليماني "كان يمثل الصورة الجميلة للجندي في الخيال الإيراني".

ويعتبر العديد من الإيرانيين سليماني بمنزلة بطل يعتمدون عليه لتجنيب إيران الوضع الذي عانى منه العراق وسورية أو أفغانستان.

وقد يدفع مقتل القائد البارز طهران أيضا إلى التقوقع على ذاتها في وضع دفاعي.

ورأى مراقبون أنه "من شبه المضمون أن يصبح البرلمان الإيراني بيد العناصر الأكثر تشددا في إيران" بعد الانتخابات التشريعية في فبراير المقبل، على خلفية توتر شعبي شديد.

واعتبر البعض أن الشكاوى الشعبية مع تدهور الوضع الاقتصادي جراء العقوبات الاقتصادية الأميركية الخانقة، والتي أدت إلى التظاهرات، مازالت قائمة، ويمكن للنظام أن يستغل "موت الجنرال" ليواصل قمع المعارضة بحجة أنها تنفذ أجندة واشنطن.

ويؤكد خبراء أن موت سليماني لن ينهي نفوذ إيران في المنطقة، لكنه سيجعلها تفكر جيدا بموازين القوى في حال قررت واشنطن وضعها أمام سؤال مصيري حول إبقاء النظام في طهران أو خسارة النفوذ الخارجي.