أثارت التوصية التي أصدرها البرلمان العراقي بإخراج القوات الأميركية من العراق، غضب الرئيس دونالد ترامب، الذي هدد بغداد بـ «عقوبات لم ترَ مثلها سابقاً» معقباً بأن «لدينا قاعدة جوية باهظة الكلفة بشكلٍ استثنائي هناك، وقد تكلّف بناؤها مليارات الدولارات، ولن نغادر إذا لم يعوضوا لنا هذه الكلفة».

وبينما أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء الركن عبدالكريم خلف أن «الحكومة وضعت آلية لتقييد حركة قوات التحالف في العراق براً وجواً، وهي تشمل القوات القتالية والدعم الجوي»، دعا الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي أمس إلى رص الصفوف بين العراقيين وتغليب لغة الحوار، غداة جلسة البرلمان التي قاطعها الأكراد جميعاً، وحضرها عدد قليل من النواب السُّنة.

Ad

وفي كلام يعكس تعقيدات الموقف، شدد عبدالمهدي، في بيان بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش، على أن «الحكومة وضعت من ضمن أولوياتها مسألة حصر السلاح بيد الدولة»، في وقت دعا صالح إلى التآزر بين جميع المكونات، وسط انتقادات لاذعة وجهتها الفصائل العراقية الشيعية المتحالفة مع طهران إلى النواب الأكراد بسبب تغيبهم عن الجلسة.

وبدا الارتباك مسيطراً على الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده واشنطن والذي علقت أعماله العسكرية بعد تعرض معسكرات يستخدمها لهجمات صاروخية.

ودعت دول، بينها بريطانيا، بغداد إلى السماح ببقاء القوات الأجنبية لـ «حماية الشعب العراقي وآخرين من التهديد المشترك الذي يشكله داعش».

كما هددت «كتائب حزب الله»، بمنع تدفق النفط الخليجي إلى أسواق الولايات المتحدة في حال فرض ترامب أي عقوبات على العراق، مضيفة: «أما القواعد الجوية فستحال إلى ركام إذا أصر على البقاء في العراق».

وفي طهران، خرجت حشود إيرانية غفيرة، أمس، لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي أبومهدي المهندس اللذين قتلا بضربة أميركية في بغداد الجمعة الماضي.

وأمَّ المرشد الأعلى علي خامنئي صلاة الجنازة بحضور كبار قادة الجمهورية الإسلامية، في حين واصل المسؤولون الإيرانيون إطلاق التهديدات، متوعدين بالرد على تصفية سليماني.

وفي أول مؤشر إلى تحركات عسكرية، نُقل عن مسؤول أميركي أن بلاده رصدت حالة تأهب قصوى بقوة الصواريخ الإيرانية في كل أنحاء البلاد، مضيفاً أنه من غير الواضح ما إذا كانت حالة التأهب طبيعتها دفاعية أم لا. وأجرى وزير الدفاع الروسي اتصالاً هاتفياً بقائد أركان الجيش الإيراني تناول فيه الوضع بسورية، في وقت قال مصدر إن موسكو طلبت من طهران عدم الرد في سورية لتجنب التشويش على معركة الرئيس بشار الأسد في استعادة كل الأراضي السورية.