كيوان: كل أدب هو ابن بيئته ونتاج صاحبه ومجتمعه
صدر له «الشخصية المصرية في الشعر الحديث»
«كل أدب نتاج صاحبه ومجتمعه في آن واحد»، مقولة انطلق منها أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب جامعة الفيوم
د. عبدالعاطي كيوان، ليرصد أبرز سمات الشخصية المصرية في الشعر الحديث، عبر كتابه الصادر أخيراً «الشخصية المصرية في الشعر الحديث»، عن مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة.
ويؤكد كيوان أن الشاعر ابن بيئته، وفي حواره لـ «الجريدة» يقول إن الدافع وراء هذا الكتاب، هو الرغبة في دراسة الشخصية الإنسانية، وما تمتاز به من خصائص في الأدب المصري الحديث، وتغطي فصول الكتاب الفترة من الربع الأخير من القرن التاسع عشر، الى النصف الأول من القرن العشرين، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
د. عبدالعاطي كيوان، ليرصد أبرز سمات الشخصية المصرية في الشعر الحديث، عبر كتابه الصادر أخيراً «الشخصية المصرية في الشعر الحديث»، عن مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة.
ويؤكد كيوان أن الشاعر ابن بيئته، وفي حواره لـ «الجريدة» يقول إن الدافع وراء هذا الكتاب، هو الرغبة في دراسة الشخصية الإنسانية، وما تمتاز به من خصائص في الأدب المصري الحديث، وتغطي فصول الكتاب الفترة من الربع الأخير من القرن التاسع عشر، الى النصف الأول من القرن العشرين، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• ماذا عن كتابكم الصادر أخيرا، وهل هناك سمات محددة للشخصية المصرية في الشعر؟- كتابي "الشخصية المصرية في الشعر الحديث" يغطي جوانب الشخصية المصرية الوطنية، والسياسية، والثقافية والاجتماعية في مرحلتها بالنصف الأول من القرن العشرين، وقد صدرت منه الطبعة الأولى سنة 2000، ويرصد مراحل الوعي بالقضايا الوطنية والعامة والهوية المصرية، وهي أوضح ما تكون عند شعراء مصر في تلك الفترة، إذ كانوا أكثر التصاقا وتعبيرا عن الجموع، أما الآن فليس الشعر وحده على الساحة والمحدد للسمات العامة، وإنما ثمة وسائل أخرى أكثر تأثيرا، تصدرتها"الميديا العالمية" بكل صنوفها، وقد باتت تسيطر على المنتج الثقافي وتتحكم فيه.
الذاتي موضوعي
• هل الشعر ابن بيئته، أم ابن للشاعر ذاته في أي مكان، وهل يحمل الشعر سمات شخصية أم يبرز ظواهر في المجتمع؟- كل شعر، بل وكل أدب هو ابن بيئته، ونتاج صاحبه، ومجتمعه في آن، ولكن قد يكون الذاتي موضوعيا، وقد يكون الموضوعي ذاتيا، بمعنى أكثر وضوحا، الذي يكتب عن تجربة خاصة، ربما يجد بعض الناس نفسه فيها، وهي ذاتية بالأساس، تنحاز إلى صاحبها وتعبّر عنه، وعلى الجانب الآخر قد يكون الموضوعي ذاتيا ونقصد به أدب الجموع، المعبّر عن قضاياها، فهو ذاتي أيضا، انحيازا لصاحبه المبدع، بوصفه تعبيرا عن نفسه أولا.محطات مؤثرة
• منذ كتاباتكم الأولى عن دور الشعر إلى الكتابة للأطفال، ما هي أبرز المحطات التي كان لها تأثيرها الكبير في مسيرتكم؟- لا نستطيع القول إن ثمة محطات مؤثرة عن غيرها، لأن كل جانب يؤدي على نحو ما دورا، أيا كان هذا الدور، لكن إذا أردنا الدقة، فإن الاهتمام بالأدب السياسي خاصة، والنظرية النقدية بعامة، كان أوضح ما في المسيرة، وتجلّى هذا في مؤلفاتي التي تدور حول المجتمع، كان أهمها كتابان هما: "هزيمة 67 في الشعر العربي في مصر"، و"الشخصية المصرية في الأدب الحديث"، أما ما يدور حول المنهج والنظرية فكان منها: "التناص في شعر أمل دنقل"، "منهج التناص"، و"التناص الأسطوري في شعر محمد إبراهيم أبوسنّة"، و"الأسلوبية في الخطاب العربي"، و"المتنبي وشوقي... دراسة أسلوبية مقارنة"، و"التفكيك الثقافي – النسخة العربية".تفكيك ثقافي
• هل نحن بحاجة إلى تفكيك ثقافي؟- التفكيك أولا نظرية، ومنهج نقدي في دراسة النصوص صاحبه الفيلسوف الفرنسي الجزائري دريدا، نقله إلينا بعض الأكاديميين العرب هو وقرينه النقد الثقافي، وحين التطبيق لم نجد إجرائية منهجية يمكن الاطمئنان إليها في دراسة النصوص، وهنا يمكن القول: إن التفكيك والنقد الثقافي وجهان لعملة واحدة، يتكئ كل منهما – وبخاصة التفكيك – على نوع من "أيديولوجيا"، سواء أكانت عند أصحابها الغربيين، أم عند من تبنوها من الأكاديميين العرب! ولقد كشفت عن هذا كله في دراسة موسعة في كتابي: "التفكيك الثقافي – النسخة العربية"، الصادر عن مكتبة الآداب بالقاهرة 2017.الناقد الرقمي
• كثر الكلام حول غياب دور الناقد، هل ترون أن الحركة النقدية غير مواكبة للإبداع؟- ليس هناك غياب للناقد، أو النقد وإنما هناك غياب للنص الجيد، وليس معنى هذا أن كل النصوص غير جيدة، لكن أتمنى أن النصوص الجيدة يقبل عليها النقاد، دون مجاملة، وهي كثيرة ومواكبة للإبداع، في حين – وأضع خطوطا عريضة – أن الأعمال الضعيفة لا يقبل عليها أحد، وهي – مع الأسف – كثيرة، وتجد طريقا أسرع إلى النشر.وظيفة الناقد
• كيف ترون دور الناقد في ظل التطور التكنولوجي والإبداع الرقمي، وهل نحن بحاجة إلى ناقد رقمي؟- الناقد هو الناقد، أما الرقمية فهي لم تخرج عن أنها وسيلة، وليست إبداع هي وسيلة للنشر – ليس إلا – كالكتاب، إلا أنها أسرع، وأكثر انتشارا، وعلى هذا لم تختلف وظيفة الناقد، ولن تختلف في مراحل قادم، سواء بث نقده في كتاب، أم في صحيفة، أو حتى في شاشة جوال أو تلفاز.مستقبل الشعر
• هناك من يقول: نعيش عصر الرواية، كيف ترون مستقبل الشعر؟- كثر الكلام حول هذا الموضوع، خصوصا عندما أطلق بعض الأكاديميين العرب الكبار هذه المقولة، وربما كانت تحمل – في حينها – فعلا أيديولوجيا يصاحبها، سواء أكان من التراث، وهذا معلن من أمم الثقافة العربية، وجملة هذا معروف، وثقافة الأمم لا تقوم على آراء فردية خاصة، وإنما تقوم على فكر الجموع صاحبة تلك الثقافة وصانعتها.• ماذاعن أحدث مشروعاتكم الأدبية؟- أحدث مشروعاتي الآن – تحت الطبع -، وإن تأخر كثيرا وهو كتاب "النظرية الأدبية ومناهج النقد... فوضى الخلط والتناسخ المنهجي قراءة في جماليات التلقي".أستاذ النقد والأدب الحديث
يعد د. عبـدالعاطي عبدالمعطي كيوان أستاذ النقد والأدب الحديث بكلية الآداب جامعة الفيوم رائدًا للنقد الثقافي والأدب السياسي، ويمتلك مشروعًا ثقافيًا كبيرًا بمحافظة الفيوم، وقد حصل على ليسانس آداب قسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة المنصورة، وماجستير في الأدب الحديث بعنوان دور الشعر العربي في مصر بين الحربين الأخيرتين (1967 - 1973) كلية الآداب جامعة طنطا ودكتوراه الفلسفة في الآداب، بعنوان: الشخصية المصرية في شعر المحافظين في مصر حتى بداية الحرب العالمية الثانية كلية الآداب جامعة طنطا 1993، وأثرى المكتبة النقدية بالعديد من المؤلفات، منها كتاب رؤية الوجود في شعر طاهر أبوفاشا. وكتاب الفكاهة والسخرية عند حافظ إبراهيم، والتناص في شعر أمل دنقل، والأسلوبية في الخطاب العربي، المتنبي وشوقي... دراسة أسلوبية مقارنة وغيرها.
الناقد هو الناقد أما الرقمية فهي لم تخرج عن أنها وسيلة
أحدث مشروعاتي كتاب «النظرية الأدبية ومناهج النقد»
أحدث مشروعاتي كتاب «النظرية الأدبية ومناهج النقد»