لا تزال قضية المدير التنفيذي السابق لشركة "رينو- نيسان"، كارلوس غصن، تتفاعل مع استمرار الاتصالات بين طوكيو وبيروت، وإصرار اليابان على كشف حقيقة هروبه.

وفي هذا الإطار، عرض رئيس الجمهورية ميشال عون، في قصر بعبدا أمس مع سفير اليابان تاكيشي أوكوبو، وفي حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، العلاقات اللبنانية - اليابانية وموضوع غصن.

Ad

وأعلن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ألبرت سرحان، أمس، أن "النيابة العامة التمييزية تسلّمت أصولا النشرة الحمراء التي صدرت عن مكتب الإنتربول في اليابان، والمتعلقة بقضية غصن، وستباشر بإجراء المقتضى في ضوئها".

واعتبر سرحان أن "غصن مواطن لبناني، وله الحق بالمعاملة على هذا الأساس من ناحية القضاء المختص والقوانين المرعية، وأن دخوله الى الأراضي اللبنانية قانوني، وبالتالي فإن إقامته على الأراضي اللبنانية تمت على هذا الأساس، كما أن الدولة اللبنانية، ممثلة بوزارة العدل، لم تتلقّ حتى الآن أي ملفّ يتعلق بمذكرة توقيف كارول زوجة غصن".

أما في ما يتعلق بالإخبار الذي تقدم به عدد من المحامين ضد غصن في جرم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، من خلال انتشار صور له على مواقع التواصل الاجتماعي تعود الى عام 2008، وتشير الى لقاء بينه وبين الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز ورئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت، فقد أكد الوزير سرحان أن "الملف قيد المتابعة".

أما في طوكيو، فقد قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، في مؤتمر صحافي أمس، إن بلاده على اتصال بلبنان ودول أخرى معنيّة فيما يتعلق بخروج غصن من اليابان التي أبلغت لبنان أن خروج غصن يدعو إلى الأسف، وأنها ستسعى إلى التعاون في سبيل كشف الحقيقة.

وإذ أعلن مسؤول في وزارة العدل اليابانية، أن بلاده تبذل ما في وسعها لاستعادة غصن وهي تدرس القانون اللبناني لإيجاد سبيل لتحقيق ذلك، قال إنّ "فرص ترحيل غصن من لبنان ضئيلة للغاية".

في غضون ذلك، خرجت شركة "نيسان" عن صمتها، وأصدرت بيانا رسميا هو الأول منذ فرار رئيسها السابق من طوكيو أعلنت فيه أنها ستتخذ "الإجراءات القانونية المناسبة" ضده، بعد هروبه المذهل من اليابان.

وقالت إنها "لا تزال تخطط لمساءلة رئيسها التنفيذي السابق عن مخالفات جسيمة، بما في ذلك اتهامات بعدم التبليغ عن دخله الحقيقي، واستخدام أصول الشركة للمنفعة الشخصية".

ووصفت هروب غصن بأنه "عمل يمثّل تحدياً للنظام القضائي الياباني". وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام يابانية، أمس، أن ممثلي الادعاء أصدروا مذكرة توقيف في حق زوجته كارول، الموجودة في لبنان، لاتهامها بالشهادة الزور.