التمدد الإيراني... واستقرار المنطقة
![محمد المقاطع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/21_1703694711.jpg)
وتطاولت بعد ذلك بالتوغل العسكري الغاشم في سورية، وتحريك قوى حليفة لها (حزب الله اللبناني) ميدانياً في سورية، وقيامها بكل صنوف التصفية العرقية والقتل والتنكيل بأهل سورية، ولَم تكتف بذلك بل شلّت الحياة في لبنان، وعطّلت مرافقه وسبل حياته السوية المستقرة فكانت وبالاً عليهم، وأخيراً عبثها المقيت في اليمن، وتدخلها المباشر عسكرياً ومالياً في تحريض الحوثيين ودعمهم. فإيران باختصار دمّرت بعض أهم العواصم العربية، ومارست كل صنوف التدمير والتخريب والقتل، وقد كان قاسم سليماني هو مَن يتولى التخطيط والتكتيك لتلك الأعمال التخريبية والتدميرية، ولا مصداقية لمَن يحاول أن يصفه ببطل القضاء على تنظيم "داعش"، الذي هو- كما سبق أن وصفناه في مقالات عديدة- صنيعة أميركية وصهيونية وإيرانية، وبناءً على ذلك فليس سليماني مَن قضى عليه، بل هو مَن صنع "بعبع داعش" لتشويه الإسلام السّني، أي الثالوث المذكور هو من قرر أن ينهي مهمته، وإيران كانت طرفاً للتنسيق مع الأميركان والصهاينة في هذا الملف التآمري المخيف.إن التصعيد الأخير بمقتل سليماني هو نتيجة طبيعية لحالة الاستفزاز المستمرة التي تسلكها إيران، التي لم ترغب في التعقل والحفاظ على حسن الجوار، واستمرت في بث استفزازاتها الثورية وممارساتها التوسعية.وليس أمام إيران اليوم إلا أن تبرهن عملياً على تخليها عن نهجها الاستفزازي والتوسعي لترك العراق وشأنه، والانسحاب من سورية، ووقف تحريضها وتدخلها العسكري واللوجستي في اليمن، والانتقال إلى تجسير علاقات حسن الجوار مع دول الخليج العربية، إن كانت ترغب في استقرار المنطقة، وإسدال الستار على حالة التوتر المرهقة التي تعيشها المنطقة.