دراسة لحالة الطقس في الكويت من خلال الوثائق البريطانية (1909 – 1947)
كارثة أمطار 1934: انهيار 350 منزلاً وتضرر 1000... و1700 شخص بلا مأوى خلال دقائق
كشفت دراسة لمركز البحوث والدراسات أعدها د. راشد مزيد الصانع واستند فيها إلى ما سجلته الوثائق البريطانية متتبعاً الأحوال المناخية للكويت وتغيراتها طوال 38 عاماً، أي في الفترة من 1909 – 1947، أن درجة الحرارة العظمى للبلاد لم تصل إلى 50 درجة مئوية وأكثر إلا خلال ثلاث سنوات فقط، هي على التوالي: 1928 و1929 و1940، مقارنة بحالة الطقس خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في مرحلة الستينيات عندما بدأت الدولة استخدام الكهرباء، وزيادة الطلب عليها، والتوسع العمراني، لاسيما بعد استخدام الأسمنت والكونكريت في البناء.ومع بداية الستينيات، ارتفعت درجة الحرارة بسبب الحاجة إلى الطاقة الكهربائية مع زيادة السكان واستخدام أجهزة التكييف ومضاعفة عدد السيارات، وتوسعة مساحات الأسفلت، إذ وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة خلال الصيف وبشكل متكرر.وخلاصة الدراسة أن درجة الحرارة وصلت إلى الصفر أو حالة التجمد في أكثر من سنة، وأن السنة التي وصلت فيها إلى حالة التجمد هي 1964، أما في عام 1934 فتم تسجيل أدنى درجة حرارة يوم 28 يناير، إذ بلغت 4.4 درجات مئوية.
وبلغت كمية الأمطار في تلك السنة 137.16 ملم، وذكرت السجلات أنه في تاريخ 8 ديسمبر شهدت الكويت عاصفة رعدية شديدة وتم تسجيل 76 ملم من الأمطار خلال ساعة واحدة، مما ألحق أضراراً جسيمة بالمدينة، وانهار ما يصل إلى 350 منزلاً وأصيب 1000 منزل آخر بأضرار بالغة، وأصبح أكثر من 1700 فرد بلا مأوى خلال بضع دقائق.وأوضحت الدراسة أنها حصلت على وثيقة نادرة أطلق عليها سنة الهدامة موجهة من المرحوم فهد حمد الخالد إلى والده المرحوم حمد الخالد، وتتألف من ثلاث صفحات تصف ما سببته الأمطار من تدمير في البيوت والمساجد وزيادة همة الناس في إغاثة المتضررين. وقد نُشرت هذه الوثيقة في مجلة "رسالة الكويت" سابقاً.