إلى أي مدى يؤثر التصعيد بين أميركا وإيران على صناعة النفط؟

نشر في 09-01-2020
آخر تحديث 09-01-2020 | 00:05
إلى أي مدى يؤثر التصعيد بين أميركا وإيران على صناعة النفط؟
إلى أي مدى يؤثر التصعيد بين أميركا وإيران على صناعة النفط؟
تصاعدت حرب التصريحات بين الولايات المتحدة وطهران مؤخرا، عقب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما زاد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وردت إيران على ذلك بمهاجمة قاعدتين جويتين أميركيتين في العراق، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على عدم سعي بلاده إلى تصعيد الخلاف مع الولايات المتحدة. ومع تهديدات متبادلة بتدمير أهداف ومصالح، عادت المنطقة إلى بؤرة أحداث الصراع وقلق من اتساعها إلى مدى يعطل تدفق إمدادات النفط العالمية.

مضيق هرمز

ويرى محللون أن نتائج التصعيد عقب مقتل سليماني ستستمر شهرا على الأرجح، قبل أن تهدأ الأمور في النهاية، ووضع حد للتوترات بين واشنطن وطهران.

ومع استمرار التوترات بشكل مبدئي على الصعيد السياسي على الأقل، تشير التوقعات إلى أن إيران ربما تنفذ إجراءات ستؤثر سلبا على أنشطة الشحن والتجارة البحرية في مضيق هرمز، فضلا عن مناورات وتدريبات عسكرية ستنفذ على الأرجح في المنطقة، مما يؤدي إلى تعطل حركة السفن التجارية.

ويعد مضيق هرمز ممرا بحريا مهما يربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بأسواق رئيسية حول العالم، وبالتالي فإن أي تعطل لتدفق الخام عن طريقه سيؤثر على الصناعة بشكل عام.

وكان مضيق هرمز محورا لأحداث وتوترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران في مايو ويونيو الماضيين، عندما تم الهجوم على 6 ناقلات للنفط، وإسقاط طائرة أميركية دون طيار.

وعلى أثر التوترات الأخيرة، ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، وزاد «برنت» مكاسبه حتى صعد لفترة وجيزة أعلى الحاجز النفسي 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى في عدة أشهر.

وكانت إدارة معلومات الطاقة وصفت مضيق هرمز في السابق بأنه الممر النفطي الأهم في العالم، وبلغ متوسط التدفق اليومي للخام عبره نحو 21 مليون برميل يوميا عام 2018، أو ما يعادل 21 في المئة من إجمالي الاستهلاك العالمي للخام.

وترى الوكالة الأميركية أن مضيق هرمز محوري لتأمين صناعة الطاقة، ومن ثم فإن تعطيله أو إغلاقه ليس في مصلحة الجميع، لكن لم تتأثر حركة الشحن والملاحة أو العبور من مضيق هرمز منذ مقتل الجنرال الإيراني.

ويرى محللون أن عدم التعطيل يرجع بشكل جزئي إلى الصين التي تستورد النفط بشكل مكثف ليعبر من مضيق هرمز، وبالتالي هناك حاجة لعدم تعكير صفو العلاقة بين بكين وطهران.

وترى إدارة معلومات الطاقة أن 76 في المئة من الخام والمكثفات مرت عبر مضيق هرمز إلى أسواق آسيوية عام 2018، واعتبرت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة أكبر وجهات لشحنات النفط العابرة إلى آسيا.

وقالت إيران إن البيت الأبيض ارتكب خطأ فادحا عندما أمر الرئيس دونالد ترامب بقتل سليماني، وتعهدت طهران بالانتقام لهذا الحادث.

وحذر ترامب إيران بأن الولايات المتحدة سترد بقوة على أي إجراء عسكري يتمثل في هجوم طهران على أي مواطن أو هدف أميركي بشكل انتقامي.

ويتوقع محللون تصاعد القلق والتوترات من عمليات عسكرية في المنطقة مع تنفيذ إيران تهديداتها وحال ردت الولايات المتحدة بالتبعية، وبالطبع، سيشكل التهديد بإغلاق مضيق هرمز أو استهداف السفن والناقلات العابرة منه ضررا بالغا للعديد من الدول ليس فقط لأميركا.

وتخشى صناعة الشحن من تصاعد التوترات بالشرق الأوسط، وتعرض السفن العابرة من مضيق هرمز لأي أعمال عدائية - غير متوقع حدوثها على الأرجح في وقت قريب.

ويرى محللون أن أسعار النفط ستنخفض من المستويات الحالية بالتزامن مع ضعف الطلب العالمي وزيادة الإنتاج من الدول خارج منظمة «أوبك».

وقال بنك غولدمان ساكس إن ردة الفعل الفورية للتصعيد بالشرق الأوسط دفعت أسعار النفط إلى الارتفاع للمستويات الحالية، لكن البقاء بالقرب منها يتطلب تعطلا فعليا في الإمدادات، ومن المحتمل أن يشهد سوق النفط تذبذبا في الفترة القادمة بناء على ردة الفعل الإيرانية.

back to top