تقارير عن تحرك «حزب الله» جنوباً وتحذير من إشعال الحدود
بعد غياب لبنان عن خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، الأحد الماضي، من بين ساحات الرد الممكن استخدامها للانتقام لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، محيدا ميدانه عن نيران المواجهة الأميركية – الايرانية المحتدمة في المنطقة، فإن ما صدر أمس عن وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني حول نقل "حزب الله" معدات عسكرية نحو الحدود اللبنانية مع إسرائيل، جاء ليعكر هذا الارتياح النسبي، ويحيي المخاوف من امكانية إلحاق لبنان بركب الحديد والنار المشتعل في الإقليم. وكان نصرالله تجنب ذكر إسرائيل او اتهامها بالضلوع في تصفية قاسم سليماني، وهو ما يتماشى مع تصريحات لمسؤولين إيرانيين، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، شددت على أنه لن تتم مهاجمة إسرائيل إلا في حال ردت واشنطن على الانتقام الإيراني الذي تمثل في الغارة على قاعدتين في العراق تستضيفان جنودا أميركيين. ولفتت مصادر دبلوماسية متابعة إلى "ضرورة إنصات لبنان الرسمي الى رسائل التحذير والنصح الكثيرة، التي تلقاها في الايام والساعات الماضية، من سفراء ودبلوماسيين ومسؤولين امميين سياسيين وعسكريين، زاروا قصر بعبدا والخارجية، مشددين على أهمية وأولوية النأي بالنفس، وعدم زجّ لبنان فيما يدور في المنطقة والتقيد بالقرار 1701 الذي يحظّر أي نشاط عسكري جنوبي الليطاني، وإلا كانت العواقب وخيمة".
وتابعت المصادر: "المطلوب تحرك سريع من رئيس الجمهورية ميشال عون والفريق الرئاسي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على خط الضاحية، حليفتهم الأولى، للجم أي توجه لديها لوضع قدراتها العسكرية في تصرف ايران في المرحلة المقبلة، لأنه سيزج لبنان في أتون مظلم". وأضافت: "يجب التوقف ايضا عند موقف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش اليوم (أمس)، والذي اعتبر فيه عبر تويتر أن إبقاء لبنان بدون حكومة تتسم بالكفاءة والمصداقية، عمل غير مسؤول في ضوء التطورات في البلد والمنطقة"، مضيفا: "أحض الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير". ورأت المصادر أن "كلامه قد يكون ناتجا عن معطيات توافرت لديه في الساعات الماضية، توحي بأن ثمة مساعي لفرملة التشكيل، تمهيدا للدفع نحو حكومة سياسية، تتناسب وتطورات المرحلة، بعدما لم تعد التكنوقراط تلاقي تطلعات حزب".في موازاة ذلك، اعتبر الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي، أمس، أن "الردّ الايراني لحفظ ماء الوجه، وقد يكون متفاهما عليه، تماماً كما ردّ حزب الله قبل شهور على الحدود اللبنانية الجنوبية عندما استهدفت اسرائيل الضاحية الجنوبية بطائرتين مسيّرتين". ورداً على سؤال عمّا اذا كان لبنان سينأى بنفسه عن أي تصعيد عسكري مُحتمل بين واشنطن وطهران، أشار الطفيلي الى أن "القيادة الايرانية ستُبعد "حزب الله" قدر الامكان عن اي مواجهة، نظراً الى حساسية الوضع مع العدو، لكن إذا اصبح العمق الإيراني في خطر فإن كل شيء وارد".