المباحث الإلكترونية وهيئة الاتصالات تحققان في اختراق «كونا»
في وقت أعلن رئيس مركز التواصل الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، طارق المزرم، أمس، اختراق حساب وكالة الأنباء الكويتية "كونا" على "تويتر"، مع تأكيده أن ما ورد فيه من أنباء عن انسحاب القوات الأميركية من الكويت غير صحيح، علمت "الجريدة" من مصادرها، أن مباحث مكافحة الجرائم الإلكترونية وهيئة الاتصالات ستجريان تحقيقاً أمنياً في واقعة قرصنة الحساب، والوقوف على الأسباب، والتأكد من وجود شبهة جنائية أو عدمه.من جهته، أعلن وزير الإعلام محمد الجبري تشكيل لجنة تحقيق محايدة بشأن ما تم نشره من معلومات غير صحيحة، موضحاً أن اللجنة ستضم ممثلين من عدة جهات. وأحدثت واقعة الاختراق دوياً بين نواب الأمة الذين تداعى عدد منهم، في تغريدات متفرقة، إلى مطالبة الحكومة بتحرك سريع وفتح تحقيق ومحاسبة المتسببين في تلك القرصنة.
واعتبر النائب محمد الدلال أن اختراق "كونا" حادث خطير في ظل الظروف القائمة، مما يتطلب من الحكومة تحركاً عاجلاً، وفتح تحقيق جاد، ومحاسبة المسؤولين عنه، داعياً إلى مراجعة جميع الإجراءات الأمنية المتعلقة بالمعلومات والبيانات والوثائق الرسمية ومقار الجهات الرسمية والعسكرية والأمنية في البلاد. وقال النائب محمد المطير إن هذا "الاختراق، حسب ما نسمع، داخلي ووظيفي، لا إلكتروني"، و"هذه ثاني مرة ينشر فيها خبر بطريقة غريبة خلال أسبوع، لذا على وزير الإعلام فتح تحقيق مستعجل وإبلاغ أمن الدولة"، معتبراً أنه "لن يكون مستغرباً إذا ثبت أن بعض الموظفين ينتمون إلى خلايا جاسوسية، لأن الحكومة نائمة أصلاً".وبنفس المطلب، دعا النائب د. عادل الدمخي وزير الإعلام إلى التحقيق العاجل ومحاسبة المسؤولين، مؤكداً أن على "كونا" أن توضح للشعب بشكل دقيق "كيف تم اختراق حسابها ونشر الخبر؟ ثم كيف تمت معالجته؟ ومن وراء هذا الاختراق؟".ووافقهما النائب عبدالله الكندري، الذي قال إن على الوزير "التدخل وإجراء تحقيق بسبب الفوضى والأخطاء المهنية الكارثية التي حدثت في الوكالة هذا الأسبوع"، مبيناً أن "الإعلام الرسمي للدولة يجب أن يكون على قدر الانتباه واليقظة والحيطة والحذر في هذه المرحلة".أما النائب عبدالله فهاد، فطالب الإدارة الحكومية والإعلام الرسمي بـ "الالتزام والاحتياط والدقة لتلافي أي أخطاء مهنية قد تسبب المشاكل للكويت"، داعياً إلى "وضع حدث اختراق حساب (كونا) وأي حدث مرافق تحت المجهر، مع إجراء تحقيق لمزيد من الانضباط في المرحلة الراهنة".وكانت "كونا" نشرت أمس بياناً نفت فيه قطعياً صحة نشرها تصريحاً لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور حول انسحاب القوات الأميركية من الكويت، مشيرة إلى أن حسابها على" تويتر" تم اختراقه، وأنها تحتفظ بحقها القانوني في مساءلة أي جهة أو شخص يثبت وقوفه وراء هذا الخبر غير الصحيح أمام القضاء.من جانبها، قالت السفارة الأميركية لدى البلاد، أمس، إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الكويت، حليفتها في المنطقة، وذلك في أعقاب ضربات صاروخية إيرانية استهدفت قوات تقودها واشنطن في العراق، مضيفة، في بيان، أن التزامها "لم ولن يتغير، وأنها تواصل العمل بشكل طبيعي في الكويت".