تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، انطلقت الدورة الـ 26 من مهرجان القرين الثقافي على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، والذي ينظمه "الوطني للثقافة" من 8 إلى 25 الجاري.

حضر الافتتاح شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية، إلى جانب قيادات "الوطني للثقافة"، يتقدمهم الأمين العام كامل العبدالجليل، والأمين المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، والأمين المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، وقدَّم فقرات الحفل المذيع عبدالعزيز الدرويش.

Ad

عرس ثقافي

وألقى كلمة راعي الحفل بالنيابة عنه وزير الإعلام، قائلا: "يطيب لي ويسرني أن أرحب بكم جميعا، وأن أكون بينكم في هذا العرس الثقافي الكبير، لنحتفل معاً بافتتاح مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين تحت رعاية سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء، الذي شرَّفني بأن أنوب عن سموه لحضور حفل الافتتاح لهذه التظاهرة المهمة، التي نلتمس من خلالها جميعا ارتقاء المهرجان برسالة الكويت السامية وموقعها على الساحة الثقافية العربية والدولية".

شخصية المهرجان

وأضاف: "اعتاد مهرجان القرين الثقافي على اختيار شخصية مؤثرة في المشهد والعطاء الثقافي تتجاوز الحدود الجغرافية، لتكون إضافة نوعية متميزة له، وقد اختير الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين من الكويت شخصية للمهرجان، لكونه شخصية بارزة دخلت تاريخ الثقافة العربية والعالمية من أوسع الأبواب".

محور تنموي

وذكر الجبري أن مهرجان القرين منذ انطلاقته الأولى في عام 1994 أصبح علامة ثقافية تبرز ألوان الإبداع وتجلياته المختلفة، من ثقافة وفن وأدب، وقد أولت الكويت منذ مرحلة ما بعد الاستقلال أهمية كبيرة للشأن الثقافي، بمختلف روافده، وبما يمثله من عنصر مهم لحياة المجتمع، ومحور أساسي من محاور التنمية المستدامة الشاملة.

الرؤية الفنية

واستعادت ليلة الافتتاح الكبرى إبداعات الفيلم الروائي الكويتي "العاصفة" عبر عرض سينمائي أوركسترالي مبهر بعنوان "العاصفة سيمفوني"، بقيادة المايسترو كمال الدين أورنفاي، وصاغ الرؤية الفنية للعمل المؤلف الموسيقي د. سليمان الديكان، الذي قدَّم رؤية فنية مبدعة، جمعت بين الأوركسترا والعزف الموسيقي الحي والمشاهد السينمائية للفيلم، وجاء بمناسبة مرور 57 عاما على إنتاج أول فيلم روائي كويتي.

الديكان سعيد

وعلى هامش العرض، أعرب مؤلف الرؤية الفنية للعمل "العاصفة سيمفوني" د. سليمان الديكان، عن سعادته الغامرة بالنجاح الذي حققه العمل، الذي شاهده في الحضور الكبير الجماهيري والرسمي الذي استمتع به طوال فترات العرض الموسيقي، و"هي بالفعل ليلة فنية لا تنسى".

الثقافة الوطنية

من جانبه، قال العبدالجليل إن "المهرجان احتفال مهم وكبير ينتظره المجلس الوطني كل عام، لنجدد التظاهرة الثقافية والفنية الكبيرة. يحفل برنامج المهرجان هذا العام بأكثر من 64 فعالية ثقافية وفنية متنوعة تحييها العديد من الفرق الفنية المسرحية والموسيقية، وهناك الندوات المتعددة مثل ندوة الأدب بين الواقع والمستقبل المنظور".

وأكد أن "المهرجان يمثل علامة فارقة وتظاهرة تثبت أن الكويت تحافظ على المستوى الرفيع للثقافة والحركة الفنية، بكل عناصرها ومكوناتها، فالقرين يمثل لنا نقطة مهمة جدا، لنرى فيها مدى التحضر الذي نحن فيه بالكويت، وما يعبِّر عن مكنون الشعب الكويتي من وعي وإدراك وثقافة عالية نواجه فيها هذا العالم بهذا السلاح الناعم القوي، الذي يتمثل في الثقافة".

وأوضح أن حفل الافتتاح بدأ بعرض موسيقي راقٍ رائع تم اختياره بعناية بأسلوب الأوركسترا، مطعَّمة بموسيقى وإيقاعات كويتية تقليدية لأول فيلم بتاريخ السينما الكويتية (العاصفة)، الذي أطلق في عام 1965، وأخرجه الإعلامي محمد السنعوسي.

صُناع الفيلم

وجرى تكريم نجوم العمل ومايسترو الفرقة الأوركسترالية كمال الدين أورنفاي، ومؤلف الرؤية الفنية للعمل الموسيقي "العاصفة سيمفوني" د. سليمان الديكان.

«العاصفة» أول عمل سينمائي روائي كويتي

يُعد فيلم "العاصفة"، الذي عُرض في حفل افتتاح المهرجان، أول عمل سينمائي روائي كويتي من إنتاج تلفزيون الكويت في عام 1965، وهو فكرة وإخراج الإعلامي محمد السنعوسي.

والعمل شكَّل ركيزة أساسية في صناعة السينما الكويتية، حيث تعامل مع مرحلة اكتشاف النفط بالكويت، كنقطة انطلاق نحو الجانب الروائي في الفيلم، ليعكس اثر "العاصفة" في تغير بعض المفاهيم الاجتماعية الراسخة، إضافة إلى أن المخرج حرص في الفيلم على إظهار كويت ما قبل النفط، واستعان بفرقة حمد بن حسين البحرية، ليحفظ لنا جانبا من الفن البحري، إلى جانب بعض المشاهد الخارجية في جزيرة فيلكا.

والفيلم مدته 27 دقيقة، بالأبيض والأسود، من تأليف الراحل عبدالأمير التركي، وإخراج محمد السنعوسي، وبطولة نخبة من رواد الفن الكويتي، بينهم: عبدالحسين عبدالرضا، وخالد النفيسي، وجوهر سالم.