شروق أمين: صراع إنساني داخلي بين الخير والشر
افتتحت معرضها «الدمى الروسية» في «كاب»
أقامت الفنانة التشكيلية د. شروق أمين معرضها في منصة الفن المعاصر «كاب» بالشويخ، بحضور جمع كبير من الفنانين.
افتتحت الفنانة التشكيلية د. شروق أمين معرضها «مثل الدمى الروسية، نستكين إلى ذواتنا الماضية»، في منصة الفن المعاصر «كاب» بالشويخ، بحضور جمع كبير من الفنانين.وسردت أمين، في بداية حديثها، قصة أسقطتها على الواقع المجتمعي، حيث قالت: «في أحد الأيام، بينما كنت في حافلة بالمطار، لاحظت امرأة تقف بين أبنائها الثلاثة، حيث يرتدي الولدان جينز وتي شيرت، بينما ارتدت الفتاة والأم عباءتين سوداوين، فأدركت أنها كانت واحدة من جمهوري، فكلما كان أحد الصحافيين يسألني في الماضي: من هم جمهورك؟ من هم أولئك الذين تستهدفين التأثير فيهم؟ كانت إجابتي دائما هي: كل شخص».وبعد مضي عام على هذه الواقعة، سألني أحد النقاد على هامش معرض «أوم آرت» في الولايات المتحدة «ماذا عن تلك الفتاة الصغيرة في الحافلة؟»، وأجبت: «إنني توصلت لتلك الفتاة بالفعل، حيث تلقيت منها عدة رسائل إلكترونية، وتتواصل مع أعمالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
فرضيات وأفكار
وحول معرضها الحالي، قالت أمين: «إن الشخصيات في مجموعة الدمى الروسية غالبا ما تكون جالسة أو مستكينة على مقاعد، في صورة لتمثيل رمزي يشير إلى الفرضيات والأفكار الجامدة التي تفرض سلطتها، وتتضمن الفروق متعددة المستويات للرموز الأخرى التي تضع الشخصية على كرسي لا يمكن صرفها عنه أو نقلها منه، إنها وسيلة للسيطرة على الشخصية وجعلها تنصت لما يجب أن أقوله». وأضافت: «كل رسالة بمنزلة صورة بصرية تتضمن دلالة اجتماعية – سياسية، وتكتشف التابوهات داخل المجتمع، جنبا إلى جنب مع الجانب المظلم من أفكار البشر، فكما تتضمن شبكة الإنترنت ما يعرف بالشبكة المعتمة، يمكن للبشر أن يمتلكوا عقلا ظلاميا أو روحا ظلامية».دياني أكريماني
وأوضحت أمين أن عنوان معرضها «مثل الدمى الروسية... نستكين في ذواتنا الماضية»، هو سطر من قصيدة للشاعرة الأميركية دياني أكريماني، «وهذا السطر ظل يتكرر في ذهني، فليس المهم كم نتصور أننا أصبحنا متحضرين، أو نظن أننا تطورنا، أو حققنا من المنجزات، فلا نزال نستكين في ذواتنا التي تنتمي للماضي، مما يعني بعبارة أخرى انه لا تزال هناك بصمة وراثية تخص أسلافا لنا من آلاف السنين، ولايزال الشر في أعماقنا إذا ما منح الفرصة للخروج من الظلام».وتابعت: «ثمة صراع إنساني داخلي بين الخير في مواجهة الشر فنحن نستكين في ماضي ذواتنا، مثل العرائس الروسية، نعمل على أنفسنا جاهدين، لكي نتطور وننضج نفسيا وذهنيا وعاطفيا وجسديا، ورغم ذلك تبقى في أعماقنا بذور أسلافنا، وإن لم نعرفهم أبدا، تجري دماؤهم في عروقنا، وتتشكل هوياتنا من هوياتهم مهما كان حجم مقاومتنا لها، ونقع أسرى تاريخهم فهل يمكننا أن نغير بصمتنا البشرية؟».البذور الصغيرة
واستطردت أمين: «ان الرموز والاستعارات، التاريخ والشعر، والسياسة والمجتمع، كلها تشتبك في قصة واحدة، وتكشف الأعمال الفنية في هذا المعرض عن رحلة استغرقت عامين حاولت استكشاف الكيفية التي يتداخل فيها تأثير العام على الخاص والعكس ذهابا وإيابا، ثم كيف تتفاعل داخل البذور الصغيرة لأسلافنا التي تقع داخل كل واحد منا تماما مثل الدمية الروسية».المعرض السابق
وذكرت أمين أن «المعرض السابق جرى عام 2016، ويلاحظ المتلقي من خلاله أن شخوص اللوحات كانت بدون أقنعة، لأن القناع كان يرمز في المعرض السابق إلى الشخصية الحقيقية، فعند وضع القناع نستطيع أن نقول ما نريد ونفعل ما نريد، لكن عند إزالة القناع من الوجه لا توجد مساحة للحرية، فالكل يعرف من نحن، وفي مجتمعاتنا نحاسب على تصرفاتنا وأفعالنا».وبينت أنه في هذا المعرض الحالي، أزيلت الأقنعة بمعنى أن الشخوص في اللوحات تقدر أن تتكلم ولكن ليس بصورة كاملة، والرسائل والأسرار التي تريد شخوص اللوحات أن تقولها وضعت في داخل إناء من الزجاج تحتوي على الرسالة، والسر الذي يريد كل شخص أن يقوله في داخله، مشيرة إلى أن اللوحات تضمنت العديد من الرموز.
الرموز والاستعارات والتاريخ والشعر والسياسة والمجتمع كلها تشتبك في قصة واحدة