شوشرة: احذروا أجنداتهم
تفاقم الوضع في المنطقة وما ينذر به من أحداث لا تحمد عقباها سيتحول إلى براكين مشتعلة يجب الانتباه إلى خطورتها، وتصاعد حدة الأوضاع يعكس سياسة الفتنة التي تقودها بعض الدول التي تسعى جاهدة إلى التصعيد وفقا لمنهجية "فرق تسد" بعد أن ضربت في معقلها، وتفتت مجاميعها الذين يستهدفون الآمنين كالعادة.والأخطر من كل ذلك بعض الشراذم في وطننا ممن يتحركون وفق أجندات خارجية لإثارة الفتن دون حذر من الأخطار التي تستهدف وحدتنا الوطنية، رغم التحذيرات الدائمة من عدم الانزلاق وراء هذه الأجندات، خاصة إذا كان لهؤلاء ولاء خارجي مكشوف، وكأنهم يعيشون بيننا من أجل مصالح مالية، وضرب أبناء الوطن عبر إدخال الفتن.ورغم التأكيدات المستمرة على الوحدة الوطنية والحفاظ على تكاتف شعبنا فإن هناك من يدافع بكل جرأة عن أشخاص أفكارهم ضد الوطن وهم خارج أراضينا، دون أن ينظر لمصلحة وطنه، وأن من يؤيدهم قد يكونون السبب في مشكلات كثيرة في عالمنا.
لا نعلم لماذا يدخل البعض أنوفهم في كل كبيرة وصغيرة، وكل شاردة وواردة، دون أن ينظروا بعين الاعتبار إلى الكويت التي هي أسمى منهم، فهناك من يعمل جاهدًا لإثارة الفتن عبر غوغائيته، وهناك من يحول السوشيال ميديا إلى وسيلة للتعبير عما يكن في خلجاته من أحقاد وفتن وإثارة النعرات، ومثل هؤلاء يجب أن تتخذ أقصى العقوبات بحقهم ومحاسبتهم لأنهم مدسوسون، وهمهم إشغال الرأي العام.هناك من تناسى أن الشعب الكويتي يقف دائما صفا واحدًا في أصعب الظروف، ويتصدى لأي فتن مستوردة، ويفوتون الفرصة دائما على من يريدون الشر بنا، ولكن على الجميع أن يكونوا أكثر حذرا في ظل الظروف الملتهبة والمتصاعدة، لأننا في منطقة لا تعرف الهدوء أو السلام بوجود من يسعى أن تكون الأمور أكثر تفاقما، وعلى بعض المطبلين أن يصمتوا ويغلقوا أفواههم، وعلى بعض المنظرين أن يتركوا فلسفتهم جانبا، وألا يتدخلوا في شؤون لا يفقهون فيها، وعلى العقلاء أن يكونوا أكثر عملًا من أجل كويتنا لمنع المزدوجين من الاستمرار في نشر سمومهم، كما أن تفعيل القانون يجب أن يكون حاضرا للتصدي لأصحاب الأفكار المسمومه ليكونوا عبرة لغيرهم.إن الأيام القادمة تحمل معها غموضا أكثر وأخطارا لا نعلمها، وعلينا أن نكون أكثر وعيا وعلى إعلامنا أن يكون شريكا في توعية الناس، وعلى الناطق الرسمي أن يكون أكثر تفاعلا لأن الصمت في أيامنا هذه سيساعد الشراذم في نشر سمومهم ومساعيهم في إثارة فتنهم وخلق أوضاع ملتهبة.إن الصراع والتناحر والتضارب بين بعض الأطراف يجب أن يكون غائبا، وأن تتحد الصفوف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في وقتنا الحاضر، حتى يكونوا مثالا لغيرهم، ويصبحوا قدوة رغم أن الأمل مفقود في هذا الشأن، كما أن الأمل معقود على مجلس التعاون الخليجي في حلحلة بعض الأمور والتدخل لتهدئة الأوضاع بعيداً عن عنصرية وأفكار البعض.