بينما تشدد وزارة «التربية» الرقابة في اللجان والتفتيش على الطلبة، ومنع وسائل وأدوات الغش، وتشديد لائحة العقوبات، لايزال مسلسل تسريب اختبارات الثانوية العامة متواصلا، حيث تم تسريب عدد من اختبارات الفترة الدراسية الأولى، كان آخرها اختبار مادة اللغة الإنكليزية الذي جرى أمس، وسبقه تسريب اختبار الكيمياء أمس الأول، وسط صمت من مسؤولي الوزارة.وبينما واصل طلبة الصف الـ 12 اختباراتهم، أمس، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لاختبار مادة اللغة الانكليزية مع الاجابات، حيث أكد أكثر من حساب حصول طلبة على الأسئلة قبل بدء الاختبار بساعة، ما يشير إلى استمرار تسريب الاختبارات التي يتم رصدها بشكل سنوي دون أن تتمكن الجهات المختصة من حصر أعضائها ومعاقبتهم، لأن ما يقومون به مخالف للقانون.
إلى ذلك، أكد مصدر تربوي رفض ذكر اسمه لـ«الجريدة» أن تسريب الاختبارات يتم خلال عملية نقلها من المطبعة السرية إلى المدارس، موضحا أنه تم رصد أحد الطلبة قبل بدء الاختبارات بنصف ساعة لديه نسخة من الاختبار، لافتا إلى أن «التربية» تعاني هذه الظاهرة منذ سنوات ولم تتمكن من منعها بشكل كامل، حيث يتم تسريب الاختبارات سنويا ولكن تختلف نسبة وحجم التسريب من عام إلى آخر.وأشار إلى أن الوزارة لاتزال ترصد وجود سماعات لدى الطلبة في لجان الاختبارات، رغم تشديد الإجراءات والتفتيش الذاتي والعقوبات القاسية التي تم تنفيذها على مدى العامين الماضيين، والتي ساهمت في الحد من هذه الظاهرة، إلا أنها لم تمنعها بشكل تام، لافتا إلى أن الطلبة يبتكرون أفكارا مختلفة سنويا، ويستخدمون وسائل غش جديدة، لاسيما مع ما تم ضبطه هذا العام من قمصان تحتوي على تمديدات وأسلاك موصولة بسماعات للغش.وأضاف أن الوزارة بحاجة إلى التحلي بشجاعة الاعتراف بحجم المشكلة، ومن ثم التفكير في حلول منطقية لها من خلال تشديد الإجراءات الخاصة بالاختبارات ونقلها والمحافظة على سريتها، مؤكدا أن الآلية الحالية لم تضمن سريتها وعدم تسريبها طوال السنوات الماضية.
صناديق حديدية
إلى ذلك، أكد مصدر تربوي مسؤول آخر، أن عملية التسريب اذا ما تمت تكون عن طريق المدارس، التي تصل إليها صناديق الاختبارات الحديدية قبل موعد الاختبارات بساعات، وهو الأمر الذي يعطي بعض ضعاف النفوس القدرة على تسريب الاختبارات، وهو ما يتم فعلا كل عام، حيث تنتشر نسخة من الاختبارات على وسائل التواصل الاجتماعي وقروبات «الواتساب» بشكل يعكس وجود تسريب للامتحانات، منوها إلى أن فكرة التسريب من المطبعة السرية أمر مستبعد تماما، لوجود رقابة مشددة داخل المطبعة، إلا أن عملية النقل والتسليم إلى المدارس ربما تكون الحلقة التي يمكن استغلالها في عمليات التسريب.الجهات الرقابية ترفض مناقصة الصناديق الذكية لنقل الاختبارات
كشفت مصادر تربوية عن رفض الجهات الرقابية لمشروع مناقصة «التربية» الخاص بتوفير صناديق جديدة لنقل أوراق الاختبارات، والتي تسمى الصناديق الذكية، حيث يتم ربط هذه الصناديق بأجهزة حديثة ترصد موقعها وتحركها خلال عملية النقل.وكانت «التربية» تعول كثيراً على تمرير هذا المشروع لإحكام الرقابة على عملية نقل صناديق الاختبارات ورصد تحركها من المطبعة السرية إلى حين وصولها إلى المدارس، مع مراقبة عملية فتحها التوقيت الذي تفتح فيه.