ظهرت بوادر تشي بأن واشنطن وطهران قد تكونان في الطريق إلى تهدئة، بعد تراجع التوتر إثر الرد الإيراني «المحسوب» على مقتل الجنرال قاسم سليماني، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يرد عسكرياً، رغم أن الهجوم تعرض لقوات أميركية في العراق.

وفي رسالة إلى الأمم المتحدة، أبدت الولايات المتحدة استعدادها للانخراط في مفاوضات جدية مع إيران دون شروط مسبقة، لتفادي التصعيد من الأخيرة.

Ad

وفي مؤشر آخر، كشفت «بلومبيرغ»، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أصدر تعميماً على الدبلوماسيين يقضي بعدم التعامل مع 6 منظمات إيرانية معارضة، بينها «مجاهدي خلق» و«حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، وذلك لتفادي أي «نتائج سلبية على سياسة إدارة الرئيس ترامب، والمتمثلة بالسعي للتوصل إلى اتفاق شامل مع النظام الإيراني يعالج سلوكه المزعزع للاستقرار».

وبينما كشف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أن المعلومات الاستخباراتية أفادت بأن إيران بعثت برسائل إلى الميليشيات الموالية لها بالمنطقة بألا تتحرك ضد أهداف أميركية، برز بيان لـ «كتائب حزب الله العراق» أقرب فصيل عراقي لطهران دعا فيه إلى «تجنب الانفعالات لتحقيق نتائج مرجوة وطرد الأميركيين وأتباعهم من العراق»، معتبرة أن «حسابات الرد باتت اليوم أكثر إلحاحاً وتعقيداً، مما يستوجب العمل بتوقيتات دقيقة لا تترك ثغرات تخدم الأعداء».

وقال الأمين العام لـ «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، إن «ساعة الصفر لعمليات الثأر لأبي مهدي المهندس لم تنطلق بعد»، متراجعاً عن تصريحات أشد حدة أطلقها سابقاً.

وطالب رجل الدين البارز مقتدى الصدر، الذي دعا قبل أيام إلى تشكيل «أفواج مقاومة دولية» ضد الأميركيين، بالتريث في البدء بالعمل العسكري، ناصحاً بغلق كل مقار «الحشد الشعبي لكي لا تكون هدفاً للاستكبار العالمي».

في المقابل، وفي إطار تقاسم الأدوار داخل «أوركسترا» النظام الإيراني، صمت الصوت الدبلوماسي أمس في طهران، وتولى جنرالات العسكر إطلاق التهديدات العسكرية المضبوطة بطريقة لا تشكل تشويشاً كبيراً على أجواء التهدئة. وقال إسماعيل قآني، الذي حلّ مكان سليماني، في قيادة «فيلق القدس»، إنه سيواصل السير على طريق سلفه، معتبراً أن الهجوم الصاروخي الإيراني على القاعدتين «سيؤدي في نهاية المطاف إلى طرد أميركا من المنطقة».

من جانب آخر، أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، أكد فيه أن «واشنطن ستلقى رداً أكثر خطورةً إذا ارتكبت خطأً آخر».