ندد آية الله علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، اليوم الجمعة بالمواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق وقال إنها تهدد بجر البلد ومنطقة الشرق الأوسط إلى صراع أكبر.وقال السيستاني إن الهجمات المتبادلة بين الجانبين داخل العراق هذا الشهر تنم عن تجاهل صارخ لسيادة العراق مضيفا أن شعبه يتحمل الخسارة الأكبر من الصراع بين واشنطن وطهران.
واجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة لإيجاد سبل لتخفيف الوضع المتأزم الذي تطور في الأسابيع القليلة الماضية.وفي واشنطن صوت مجلس النواب أمس الخميس على منع الرئيس دونالد ترامب من التصعيد عسكريا ضد إيران.لكن التوتر ظل قائما في المنطقة حيث هدد قادة عسكريون إيرانيون بمزيد من الهجمات مما يعزز المخاوف من أن يكون وقف الأعمال العدائية فيما يبدو قصير الأمد.وبدأ أحدث تصعيد لحرب الظل بين البلدين الغريمين بمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أمريكية بجوار مطار بغداد في الثالث من يناير.وردت إيران يوم الأربعاء بإطلاق صواريخ على قوات تقودها الولايات المتحدة في العراق. لكن الجانبين امتنعا عن تأجيج الصراع بعد ذلك.لكن العراق يتحمل على ما يبدو عبء تصاعد العنف نظرا لأنه الساحة الرئيسية للمواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران. ويواجه زعماؤه مأزقا لأن واشنطن وطهران حليفتان رئيسيتان أيضا للحكومة العراقية ويتنازعان على فرض النفوذ هناك.وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها عبر ممثل له في مدينة كربلاء اليوم إن سلسلة الهجمات تنهتك سيادة العراق مضيفا أنه لا يتعين السماح لأي قوى أجنبية بتحديد مصير العراق.وقال ممثل السيستاني "إن التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ...سيؤدي إلى استحكام الأزمة واستعصائها على الحل".وتابع "إن ما وقع في الأيام الأخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية...هو جزء من تداعيات الأزمة الراهنة".ويملك السيستاني تأثيرا كبيرا على الرأي العام في العراق ولا يتدخل في السياسة سوى في أوقات الأزمات وينظر له على أنه صوت معتدل.وقال في خطبته "كفى الشعب ما عاناه من حروب ومحن وشدائد على مختلف الصعد طوال عقود من الزمن في ظل الأنظمة السابقة وحتى النظام الراهن...( ينبغي أن) يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته".ويكافح العراق للتعافي بعد عقود من الحرب والعقوبات والصراع الطائفي شملت غزوين قادتهما الولايات المتحدة وصعود وانهيار تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية المتشددين.وفي صلاة الجمعة في طهران اليوم قال رجل دين إيراني إن المصالح الأمريكية في أنحاء العالم صارت مهددة الآن.وقال محمد جواد حاج علي أكبري للمصلين في أحد المساجد "هذا النظام المهيمن يملك العديد من القواعد العسكرية...خاصة في المنطقة، من الآن فصاعدا لن تكون هذه القواعد بمثابة ميزة لهم".* دعوات مطالبة بالرحيلوكثفت طهران منذ مقتل سليماني دعواتها المطالبة برحيل القوات الأمريكية من العراق. وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إن الضربات الانتقامية الإيرانية ليست كافية مضيفا أن إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة هو الهدف الرئيسي.وقال محللون إن تركيز إيران في الوقت الراهن سينصب على الأرجح على فرض المزيد من الضغط على الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة من أجل انسحاب الولايات المتحدة وتعبئة الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في العراق لمضايقة القوات الأمريكية هناك.وأقر مجلس النواب الأمريكي أمس الخميس مشروع قانون يحد من قدرة الرئيس دونالد ترامب على الدخول في صراع عسكري مع إيران بدون موافقة الكونجرس. وأحيل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون حيث سيواجه معركة شاقة.ووصف متحدث باسم البيت الأبيض هذا الإجراء بأنه "سخيف".وقال ترامب أمس الخميس إن قرار قتل سليماني اتخذ لأنه كان يخطط لتفجير سفارة أمريكية.وقال خلال حشد انتخابي "كان سليماني يخطط بهمة لهجمات جديدة وكان يتطلع بجدية شديدة إلى سفاراتنا وليس فقط السفارة في بغداد لكننا أوقفناه وأوقفناه بسرعة".وحتى الآن لم تقدم الولايات المتحدة سوى وصفا غامضا للمعلومات المخابراتية التي أدت لاتخاذ قرار اغتيال سليماني وهو القرار الذي يصفه منتقدوه بأنه طائش وتصعيدي.وزاد تعقيد الوضع المحتدم بالفعل بعدما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ومسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أن طائرة ركاب أوكرانية تحطمت في إيران يوم الأربعاء وعلى متنها 176 شخصا قتلوا جميعا في الحادث كانت بسبب إسقاط دفاعات جوية إيرانية لها عن طريق الخطأ بعد ساعات من تنفيذ إيران ضربات صاروخية على قاعدتين عسكريتين تضمان قوات أمريكية في العراق.وتنفي إيران إسقاط الطائرة.
آخر الأخبار
السيستاني: الهجمات المتبادلة بين إيران وأمريكا... تجاهل صارخ لسيادة العراق
10-01-2020