في أول أيام مراسم تأبين السلطان قابوس بن سعيد المستمرة إلى الثلاثاء، قام أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه ظهر أمس بتقديم واجب العزاء إلى سلطان عمان هيثم بن طارق ونائب رئيس مجلس الوزراء فهد بن محمود وشهاب بن طارق ولإخوانه في الأسرة المالكة بوفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد في قصر العلم العامر بالعاصمة مسقط.

وقال سموه لدى تقديم واجب العزاء متوجها للسلطان هيثم: "قابوس ما مات وأنتم موجودون".

Ad

ومع توافد عدد من المسؤولين العرب والغربيين إلى العاصمة العمانية، أفاد ديوانُ البلاط السلطاني بأن بن طارق والعائلة المالكة سيستقبلون جموع المعزين في وفاة قابوس بقصر العلم العامر خلال الثلاثة الأيام المقبلة من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً ومساءً من الرابعة وحتى الخامسة والنصف.

وإذ استقبل السلطان هيثم ملك البحرين حمد بن عيسى والوفد المرافق له، قدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مع وفد رسمي له التعازي في وفاة قابوس، مؤكداً، عبر حسابه على "تويتر" أمس الأول، أن الراحل "تارك وراءه بلداً ناهضاً وإرثا عظيما يعتز به الجميع".

وتوجه ملك الأردن عبدالله الثاني يرافقه ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد إلى سلطنة عُمان على رأس وفد رفيع المستوى لتقديم العزاء، كما قدم الرئيس التونس قيس سعيد واجب العزاء في مسقط.

الإمارات تهنئ

وإلى جانبه وفد رفيع ضم ممثل حاكم منطقة العين ونائب رئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومستشار الأمن الوطني، نقل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد إلى السلطان هيثم تعازي رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد وخالص مواساته لأسرة آل سعيد والشعب العماني، مؤكداً تضامنه مع السلطنة في لحظات الحزن والأسى على رحيل قائد خليجي وعربي وعالمي كبير له بصماته الخالدة في تاريخ المنطقة والعالم.

وتمنى بن زايد، الذي رافقه أيضاَ وزير شؤون الخارجية ووزير شؤون الدفاع، التوفيق لبن طارق في قيادة عمان نحو مزيد من الرفعة والتنمية والتقدم وللسلطنة دوام الاستقرار والمنعة في ظل قيادتها الجديدة.

وفي وقت سابق، بعث الشيخ خليفة بن زايد ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد برقية تهنئة إلى بن طارق بمناسبة تنصيبه سلطاناً لعمان.

إيران وبريطانيا

واستقبل بن طارق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتعزية في السلطان قابوس، الذي طلبت منه العديد من الدول مراراً التوسط ليس في النزاعات الإقليميّة فحسب، لكن في قضايا دولية أيضاً، بما في ذلك الاتّفاق النووي مع إيران في 2015.

وذكرت الخارجية الإيرانية أن ظريف مثل الشعب والحكومة في مراسم تأبين السلطان قابوس وبارك تعيين السلطان الجديد، معرباً عن استعداد إيران لتعزيز وتطوير علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين".

وفيما كلف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون رئيس وزرائه عبدالعزيز جراد، بالتوجه إلى مسقط لتقديم الواجب الشعبي والرسمي بوفاة السلطان قابوس، تقبل بن طارق تعازي الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وعضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني حسن محمد إدريس.

وفور وصوله مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إلى قصر العلم بمسقط للمشاركة في مراسم العزاء، أعرب ولي عهد بريطانيا أمير ويلز تشارلز فيليب خلال لقاء السلطان هيثم عن خالص مواساته لبن طارق والأسرة المالكة والشعب العماني.

ترامب وبومبيو

بدوره، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول عن "حزنه الشديد" لوفاة السلطان قابوس، مشيداً بـ"شريك حقيقي وصديق للولايات المتحدة".

وشدد ترامب على أن "السلطان قابوس جلب السلام والازدهار إلى بلده وكان صديقًا للجميع"، واصفاً إياه بأنه "شريك حقيقي وصديق للولايات المتحدة عمل مع تسعة رؤساء أميركيين مختلفين".

وقال وزير خارجيته أن حكم السلطان قابوس "على مدار نصف القرن الماضي أدى إلى تغيير دائم وإيجابي في السلطنة ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها" مؤكداً أنه "كان قائداً محترماً وصديقاً لجميع الأمم والولايات المتحدة تقدر بشدة شراكته القوية في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين".

وأعلن وزير الدفاع مارك اسبر "الانضمام إلى عدد لا يحصى من دول العالم في الحداد على الخسارة الهائلة لمدافع حقيقي عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لنحو نصف قرن"، معتبراً أن السلطان قابوس "غالبا ما قدم يده بالوساطة والصداقة وجيشه الملكي عمل عن كثب مع القوات الأميركية لمكافحة الإرهاب وضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين".

وفيما اعتبر وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو أن الزعيم العماني كان ذا رؤية جعلت السلطنة دولة حديثة ومستقرة، شدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على أن الراحل قابوس كان "شخصية مهمة" في سياسة المنطقة وبذل جهوداً كبيرة من أجل رفاهية عمان وتنميتها.

وبينما بعث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ببرقية تهنئة للسلطان هيثم، قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "التعازي الى شعب عمان"، مشدداً على أن الراحل "كان قائداً كبيراً عمل لنشر السلام والاستقرار في المنطقة، وفي ظل قيادته باتت عمان دولة محورية ومتطورة"، وتمنى الاستمرار بالعلاقات مع السلطان الجديد.

ألمانيا وأوروبا

واعتبر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنّه "فقد صديقاً جيّداً وممثلاً مسؤولاً عن التفاهم والتسويات في منطقة الشرق الأوسط والخليج"، مؤكداً أنه "تتمّ الاصغاء الى كلمته على نطاق واسع".

وفي بيان مشترك، نوهت المفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي "بإحساس قابوس بالبراغماتية وموقفه الفريد وشروع عمان تحت قيادته في حقبة غير مسبوقة من الإصلاحات أدّت إلى تحسين مستويات معيشة الشعب العماني".