إيران: احتجاجات ووساطات
تظاهرات حاشدة لليوم الثاني بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية تهتف: «الحرس قتل الشعب»
• كروبي لخامنئي: تنحَّ... فأنت سبب كل مشاكلنا
• أمير قطر في أول زيارة لطهران: لا بديل عن الحوار
لليوم الثاني على التوالي، شهدت إيران أمس تظاهرات طلابية كبيرة، احتجاجاً على إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية، خلال قصف «الحرس الثوري» قاعدتين أميركيتين بالعراق الأسبوع الماضي، رداً على تصفية واشنطن القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.ووسط حالة من الارتباك سادت أوساط النظام الإيراني، بعد الإقرار بإسقاط الطائرة عقب أيام من الإنكار، تظاهر الطلاب في جامعة شهيد بهشتي بطهران وفي أصفهان، عشية ليلة من التظاهرات التي امتدت من العاصمة إلى معظم المدن الرئيسية. والمختلف هذه المرة، أن السلطات لم تبادر إلى قطع الإنترنت حتى اللحظة، علماً أن اتخاذ قرار مماثل غير مستبعد في حالة اشتد الحراك الشعبي.
وأظهرت الفيديوهات التي انتشرت بكثرة على الإنترنت ترداد شعارات عالية السقف، طالبت بتنحي المرشد الأعلى علي خامنئي، والتخلي عن «نظام الولي الفقيه». وفي جامعة بهشتي رفض الطلاب الدوس على علم كبير لأميركا، وآخر لإسرائيل، رُسما على الأرض، بينما ردد آخرون: «يا قوات التعبئة ويا حرس ثوري أنتم داعش إيران»، و«الطلاب يقظون... من خامنئي مستاؤون» و«الحرس قتل الشعب». وفي السياق، دعا مهدي كروبي أحد زعماء «الحركة الخضراء» المعارضة في إيران، المرشد الأعلى علي خامنئي إلى التنحي.واتهم كروبي خامنئي بأنه سبب كل المشاكل التي شهدتها إيران، مشيراً في هذا الصدد إلى «تزوير انتخابات ٢٠٠٩، وقمع الحركة الخضراء، وإسقاط الطائرة الأوكرانية».ونشرت وسائل إعلام معارضة، نص رسالة احتجاجية منسوبة لكروبي، قال فيها مخاطباً خامنئي: «ليست لديك أي من صفات أو مسؤوليات قيادة البلاد وفقاً لما يقره الدستور». وغداة توقيف طهران السفير البريطاني لديها لساعات، بذريعة مشاركته في تظاهرة، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس السلطات الإيرانية من قتل المتظاهرين، وكتب في تغريدة «أقول لقادة إيران: لا تقتلوا المتظاهرين. لقد قتلتم وسجنتم الآلاف بالفعل، والعالم يراقب، والأهم الولايات المتحدة تراقب. أعيدوا تشغيل الإنترنت. واتركوا المراسلين يتجولون بحرية. توقفوا عن قتل شعبكم الإيراني العظيم».وفي وقت سابق، قال ترامب، في تغريدة بالفارسية، «إلى الشعب الإيراني الشجاع... لقد وقفت معكم منذ وصولي إلى الرئاسة... وستواصل حكومتي الوقوف معكم... نحن نتابع الاحتجاجات عن كثب... شجاعتكم ملهمة».وبينما أفادت مصادر بأن الحرس الثوري لم يوقف رحلات الطيران المدني أثناء وبعد الهجوم الصاروخي على قاعدتي عين الأسد وحرير العراقيتين «تكتيكاً عسكرياً لاستخدام الطائرات المدنية كدروع ضد أي إجراءات يمكن أن تتخذها القوات الأميركية»، حاول المسؤولون الإيرانيون، وبينهم قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، الحد من التداعيات والتشديد على أن طهران لم تتعمد إخفاء الحقيقة، بينما طالبت كندا بأجوبة تؤكد أن إيران أسقطت الطائرة خطأ.وفي حين جدد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر تأكيد استعداد الرئيس ترامب لمحاورة إيران بشأن مسار جديد وسلسلة تدابير تجعل من إيران دولة عادية «بدون شروط مسبقة»، شهدت المنطقة حراكاً دبلوماسياً نشطاً لخفض التصعيد، والخروج من حالة التوتر بعد قتل واشنطن قاسم سليماني.وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في مؤتمر مشترك عقب لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، أن زيارته، التي تعد الأولى له منذ توليه السلطة عام 2013، تأتي في وقت حساس، مضيفاً أنه اتفق مع الإيرانيين على أن «الحل الوحيد لخلافات المنطقة هو الحوار وتخفيف التصعيد».وتزامنت زيارة تميم مع بدء وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي مهمة دبلوماسية من طهران، حيث أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «استعداد إسلام آباد لدعم الجهود التي تسهّل حل الخلافات والنزاعات بالسبل السياسية».ومن المقرر أن يجتمع قريشي اليوم مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ثم يقوم لاحقاً بزيارة واشنطن.وقبل وصول قريشي إلى المملكة استهل رئيس وزراء اليابان شنزو آبي جولة خليجية تشمل الإمارات وسلطنة عمان من الرياض، بهدف تخفيف التوتر، وشرح خطوة بلاده التي قررت نشر سفينة عسكرية وطائرتين للمراقبة بمياه الخليج.وقبل مباحثات آبي، الذي التقى روحاني في طوكيو أخيراً، أعرب وزير الخارجية السعودي عن أمله أن «تلعب اليابان دوراً كبيراً في تخفيف التوترات بالشرق الأوسط، وأن يكون وجودها بمنزلة طوق نجاة لتلك الأزمة».في سياق متصل، ذكر دبلوماسيان، أمس، أن وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أرجأ زيارة لدبي لحضور معرض «إكسبو 2020» في 17 الجاري، بتعليمات من مسؤولي الأمن، خوفاً من استهدافه من طهران بالخليج، في إطار الثأر.