«التمييز»: إرسال الفتاة صورها لشاب برضاها يعد موافقة منها على تداولها
طالما لم تتضمن تهديداً أو ابتزازاً وتحريات المباحث غير كافية لإدانة المتهم
أكدت محكمة التمييز الجزائية أن إرسال الفتاة صورا ومقاطع برضاها إلى شخص كانت تربطها به علاقة زواج أو خطبة، ثم يقوم هذا الشخص بإعادة إرسال تلك الصور لها، لا يعد أمرا مجرما، لأن الصور أرسلت برضا الفتاة، وهي التي سمحت بتداولها لمن قامت بإرسالها إليه.وألغت محكمة التمييز، برئاسة المستشار صالح المريشد، حكم «أول درجة» بتغريم المتهم 5000 دينار، لأن المجني عليها أبلغت أنها تلقت صورا من شاب مجهول كانت قد أرسلتها سابقا الى المتهم على رقم هاتفه، ومن ثم لم تجزم التحريات أن الحساب المجهول يعود له.وأضافت أن المجني عليها أكدت في التحقيقات أنها هي التي أرسلت الصور الخاصة بها غير المحتشمة إلى المتهم حال وجود العلاقة بينهما، عبر وسائل الاتصال، وهي التي سمحت بإطلاقها للتداول، كما أن المحادثات التي كانت بينهما عبر الهاتف خلال تلك الفترة كانت برضاها، وخلت من ثمة تهديد أو ابتزاز.
وبينت أن المحادثات الأخرى التي جاءت لاحقة كانت من خلال هواتف غير معلومة أو مرسلها أيا كانت ما تضمنته تلك المحادثات فمن قام بإرسالها مجهول، وإسناد الاتهام بشأنها إلى المتهم بني على الظن والتخمين، سواء من أقوال المجني عليها أو ما أفادت به تحريات المباحث الإلكترونية، والتي لا تصلح سندا لإدانة المتهم. وكانت النيابة العامة وجهت إلى المتهم تهم استعمال شبكة الإنترنت لتهديد المجني عليها، بما يعد ماسا بكرامتها وخادشا للشرف والاعتبار والسمعة عبر برنامج الواتساب، وأنه قام بتهديد المجني عليها بعبارات منافية للآداب العامة، وقام بتهديدها أيضا بنشر صورها الماسة بالكرامة الشخصية والشرف والاعتبار، ما لم تسلمه المجني عليها مبلغا ماليا، وقيام المتهم بسبها بعبارات مسيئة.وتخلص وقائع القضية فيما أبلغت به المجني عليها في شكواها، وفي تحقيقات النيابة العامة، من أنها تعرفت على المتهم عبر برنامج الواتساب، وتقدم للزواج منها لكن تم رفضه، وبدأت تصلها رسائل تهديد من أرقام خارج الكويت.وبعد تغيير المجني عليها رقم هاتفها بدأت تصل رسائل الى هاتف والدتها، وتم إرسال صورها إلى والدتها، وهي صور غير محتشمة سبق أن قامت بإرسالها الى المتهم، وقصد المتهم من ذلك التهديد والإساءة والابتزاز، وهي رفض أي متقدم لها بالزواج، وكذلك التواصل مع المتهم.وشهدت والدة المجني عليها بأنها تعرضت لرسائل تهديد وابتزاز بشأن علاقة ابنتها الشاكية بالمتهم من أرقام أجنبية، وأنها تتهمه لأنه حادثها في مكالمة هاتفية وأخبرها أنه لو تزوج ابنتها فسيحل الموضوع.