بشناق: في أعمالي عبَّرتُ عن المكان بالأسود والأبيض

افتتحت معرضها التشكيلي برعاية البقصمي في قاعة بوشهري للفنون

نشر في 15-01-2020
آخر تحديث 15-01-2020 | 00:00
تسعى الفنانة سوزان بشناق إلى إيجاد خصوصية تشكيلية تتناسب مع تجربتها الفنية التي تتسم بالرمزية.
برعاية الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، افتتحت الفنانة التشكيلية سوزان بشناق معرضها التشكيلي "The Venue"، الذي تضمن 49 لوحة في قاعة بوشهري للفنون، بحضور جمع كبير من الفنانين والمهتمين.

وبهذا الصدد، عبّرت البقصمي عن سعادتها بافتتاح المعرض، وقالت: "شيء جميل أن يفتتح فنان معرض فنان تشكيلي آخر، وتلك بادرة جيدة أتمنى أن يكررها بقية الفنانين في أن يختاروا زملاءهم لافتتاح معارضهم"، مؤكدة أن "هذا الافتتاح تكريم لي لم أحصل عليه على مستويات أخرى، وأعطتني إياه بشناق".

وبيّنت البقصمي أن "أعمال بشناق رائعة، وفيها تجديد، وتكنيك قوي جداً، وموضوع جميل، وهو إحساسها بالمرأة، فهي فنانة متمكنة"، لافتة إلى أنها تعرفت عليها في منتصف الثمانينيات، "وتصادف أننا من خريجات الاتحاد السوفياتي، وأنها كانت تؤمن بموهبتها، وأن يكون لها شأن كبير في المستقبل".

من جانبها، قالت بشناق: "أنا فخورة بأن البقصمي افتتحت معرضي، فقد تأثرت بها في بداياتي، وكذلك عندما ذهبت للدراسة في روسيا كنت متأثرة بها"، مضيفة أن "المكان والانتماء وارتباط الإنسان بالمكان وخصوصيته في حياة البشر، فقد نرتبط بأماكن محددة عاطفياً إما لارتباط المكان بالذكريات أو لشعورنا بالراحة والتأمل، وأحيانا نتعود أماكن محددة لا نحب تغييرها".

ولفتت بشناق إلى أن "كثيراً من الفلاسفة والروائيين اهتموا بفلسفة المكان وهيمنته، كما أدمن بعض الكتاب والأدباء والفنانين الجلوس في أماكن معينة لأنهم يشعرون فيها بالراحة الذهنية، وقد تلهمهم أكثر"، مضيفة: "كلنا لا شعورياً ندمن أماكن محددة في المنزل أو في العمل، أو تلك التي نتردد عليها، وفي مجموعتي الجديدة عبرت عن المكان بالأسود والأبيض، فالأسود هو لون الغموض والقوة، أما الأبيض فهو لون الحياة".

خصوصية

وتسعى بشناق إلى إيجاد خصوصية تشكيلية تشير إليها، وتتناسب مع تجربتها الفنية التي تتسم بالرمزية، واستخلاص المعاني والمفاهيم من خلال المرأة التي جعلتها عنصراً أساسياً في مختلف اعمالها.

وفي معرضها الشخصي، استطاعت بشناق أن تؤكد تلك الخصوصية من خلال تجربة ثرية استخدمت في إبرازها الوجوه النسائية التي تعبر عن الكثير من المشاعر الإنسانية، من خلال فكرة أن وجه المرأة لديه القدرة على أن يعبر عن الحياة بملامحه الرقيقة وتقاسيمه الزاهية. كما أن استخلاص أفكارها جاءت من خلال التقليل من الألوان المتوهجة والاكتفاء في بعض اللوحات بالخطوط السوداء، وفي البعض الآخر استخدمت الأبيض والأسود مع القليل من الألوان الأخرى، وهذه الرؤية تعد تجربة مغايرة خاضتها الفنانة خلال هذا المعرض.

مسارات فنية

ومن ثم فإن تجربتها في أعمال هذا المعرض تسير عبر مسارات فنية ذات أبعاد جمالية متنوعة، ومضامينها تتحاور في كل الأحوال مع الإنسان بصفته الأساس الذي تعتمد عليه الحياة في معيشتها، ومن ثم فقد استطاعت بشناق أن تؤسس لمنهجها التشكيلي رؤى مستقلة وفي الوقت نفسه فاعلة.

وحينما نتأمل أعمال بشناق التشكيلية فسنجد أن اللغة التشكيلية لديها متوهجة بالحيوية ومتفاعلة مع الإنسان بكل أحواله وتطلعاته، ومن ثم فقد بدت الصور التشكيلية مفعمة بالخيال، ومتواصلة مع المشاعر بأكبر قدر من التكثيف.

عنصر أساسي

كما أكدت أن المرأة عنصر أساسي يصعب تهميشه أو الاستغناء عنه في اللوحات، ومن خلال استخدامها للألوان القاتمة - بعض الشيء - تلك التي تتناغم مع عذوبة ورقة المرأة، استطاعت التعبير عن المرأة والحب والسلام والرومانسية، وتوصيل معاني وأفكار الأنثى الجميلة من زوايا عدة وفي أعمال مختلفة.

وتتميز أعمال بشناق بالرؤى الفنية، التي تتوغل في أعماق الفكرة، من أجل استلهام مدلولات حسية إنسانية ذات علاقة وثيقة بالواقع والخيال معاً، وبالتالي القدرة على استلهام الرؤى من خلال افكار تتحرك في اكثر من اتجاه، كما ان المشاعر والاحاسيس قد عبرت تعبيراً صريحاً عن جماليات متناغمة- في الأساس- مع العديد من المعطيات التشكيلية والعناصر الفنية، التي احتفت فيها الفنانة بالمرأة بوصفها عنصراً جمالياً في الحياة.

فالفنانة التشكيلية سوزان بشناق في حالة متجددة دائماً، بفضل ما تتمتع به ريشتها من قدرة على الابتكار، والتجديد في أفكارها، ورؤاها، ومشاريعها التشكيلية، التي تعمل فيها بصمت. كما أن أفكارها التشكيلية في تجديد مستمر، وما ترسمه في لوحة لا تكرره في أخرى، وإن جاءت عناصر الأعمال- المرأة والطبيعة والحياة- في تفاعل واحد، ومن ثم فإن هذه العناصر الثلاثة، هي المحرك الأساسي لأفكار بشناق والرؤى التي ترتكز عليها في ترصد الواقع، بحثاً عن صيغ حديثة للمحيط الخارجي.

back to top