انطلقت جلسة افتتاح فعاليات الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي بدورته السادسة والعشرين خلال الفترة الصباحية، والتي تحمل عنوان "الأدب في الكويت... الواقع والتحديات والآفاق» على خشبة مسرح ديوانية رابطة الأدباء، بحضور شخصيات ثقافية خليجية وعربية، كضيوف من خارج الكويت، ومثلها كويتية.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كامل العبدالجليل، والمنسق العام للندوة الرئيسية (الأدب في الكويت) الأديب طالب الرفاعي، و الأمين العام لرابطة الأدباء د. خالد رمضان، وأدار الندوة الإعلامي يوسف جوهر، حيث وقف الحضور دقيقة حداد على المغفور له السلطان قابوس بن سعيد.

Ad

الندوة الفكرية

وقال العبدالجليل: "أرحب بالحضور، والكويت ستظل القلب النابض في العلم كمنارة ثقافية فنية وعلمية بهدف الرقي بالصرح الثقافي الأول المتمثل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من ناحية الامتزاج بين أدباء الكويت والوطن العربية"، وتحمل الندوة الفكرية هذا العام مكانة كبيرة، نحو الثقافة والفنون والأدب لمناقشة قضايا الأدب في الكويت بجوانب القصة والرواية والمسرح والشعر.

رؤية جديدة

وأضاف العبدالجليل أن المهرجان منذ انطلاقته في عام 1994، كان ولا يزال إحدى العلامات الثقافية المهمة التي تحظى باهتمام بالغ من الدولة على كل المستويات الرسمية، لافتا إلى أن الندوة الفكرية تشكّل فرصة ثمينة لمناقشة القضايا الثقافية المحلية والتي تمثّل رؤية جديدة يكون فيها محور الأدب مرتكزًا، حيث يلتقي مباشرة بين المثقفين العرب في علاقة تطور وبناء في تاريخ الأدب الكويتي الرائد في المنطقة الذي ترك إرثا زاخرا، إلى جانب تواصل الجيل الشبابي في مواصلة تلك المسيرة الثرية المشرقة عبر جيل جديد يؤدي الرسالة.

الفنون والثقافة

وتابع أن الدولة والمجلس الوطني يهتمان برعاية كل مجالات الفنون والثقافة، وتزايد عدد دور النشر، ودعم واحتضان الشباب الكويتي المبدع، وفتح كل أبوابنا لتكون لهم الريادة الثقافية، مؤكدًا الشراكة المثمرة مع رابطة الأدباء، لاسيما أن الأدب بات اليوم يؤدي دورًا بارزًا في الإصلاح ومعالجة الظواهر السلبية.

المجلس الوطني

من جانبه، قال رمضان إن المهرجان يعد من المهرجانات العريقة في المنطقة، والذي وصل إلى ربع قرن من النجاحات، وإن الشراكة مع المجلس الوطني الذي يشكل ذراع الكويت هي في خدمة الثقافة العربية.

بدوره قال المنسق العام للندوة الرئيسية (الأدب في الكويت)طالب الرفاعي: "الكويت بلاد العرب منذ نشأتها ولم تزل، إذ نشهد بدء أعمال ندوة المهرجان، فإنه لا يمكن لنا بأي شكل من الأشكال أن نتطرق لهذا الأدب في الشعر والقصة والرواية والمسرح والنقد دون وصله واتصاله بالعربي، فبقدر انغماس الأدب الكويتي بمحليته وبيئته، فإنه يحمل ملامحه العربية من حيث اللغة والأسلوب وطرق التناول والانتماء".

وتابع: "لذا حين يخصص المجلس الوطني الندوة الأساسية للمهرجان لتكون حول الأدب في الكويت، فإنه يشير بذلك إلى اهتمامه الكبير بهذا الأدب من جهة، وحرصه على سبر واقعه ومعرفة عوائقه، ومن ثم وضع التصورات لمستقبل أكثر إشراقاً له، مؤكدا أن انعقاد هذه الندوة في مقر رابطة الأدباء يحمل معاني كثيرة، على رأسها عمق التعاون الوثيق بين المؤسسة الثقافية الرسمية بشقيقتها المؤسسة الأهلية، وأن الرابطة باحتضانها لهذه الندوة إنما تضيف رونقاً أجمل لوجود الكتّاب العرب والكويتيين بين جنباتها، وعلى أرض وطننا الغالي.

عقب الجلسة الافتتاحية، انطلقت أولى فعاليات جلسات اليوم الأول الصباحية من الندوة الرئيسية "الأدب في الكويت... الواقع والتحديات والآفاق"، حيث تحدث خلالها د. فهد حسين من البحرين، ود. سعداء الدعاس وإستبرق أحمد، واعتذر بسام المسلم لظروف تغيير الموعد، وأدارها فهد القعود.

إستبرق أحمد

في البداية، تحدثت إستبرق أحمد، فقالت إن القصة القصيرة لها إمكانات كثيرة حول وجودها وتشابكها مع الفنون الأخرى كلغة ذات دلالات، متطرقة إلى تجربتي هبة بوخمسين ويوسف ذياب خليفة نموذجا" في القصة القصيرة، وجاء في الورقة البحثية التي قدمتها: "هذه ورقةٌ مخاتلةٌ لا تدَّعي أنها تقوم على أساسٍ صارمٍ من التجوال الأكاديمي في ثنايا موضوعها، ما تجدونه في هذه الورقة هو اتكاءٌ كبيرٌ على التجربة الشخصية، ومعاصرة التجارب الأخرى للكُتّاب".

من ناحيتها، تحدثت رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية د. سعداء الدعاس عن محور "من الإشكاليات... إلى التشكّلات" عبارة عن قراءة نقدية لواقع القصة القصيرة في الكويت، وتناولت قراءات الواقع خلال فترة زمنية حددتها بواقع 25 مجموعة قصصية لقراءة واقع القصة في الكويت، إضافة إلى التوقف عن الخصائص الفكرية والطباعة والنشر وغيرها.

المنجز القصصي

من جانبه، قال د. فهد حسين إن المنجز القصصي في منطقة الخليج العربي بما فيها الكويت ثمرة الاهتمام في التعليم والابتعاث خارج الحدود الجغرافية الذي ساهم في تكوين الوعي لدى الفرد الخليجي، والإبداعات الثقافية والفكرية، بما فيها القصة القصيرة.

وتناول حسين بورقته البحثية عن "القصة النسائية الكويتية والموضوعات المطروحة"، وذكر أنه بعد الحراك المجتمعي والمؤسساتي الرسمي والأهلي في المنطقة تجاه التحديث والتعديل والتطوير في البنى المختلفة، التي أحدثتها الطفرة الاقتصادية بعد اكتشاف النفط واستخراجه وتكريره، لم يعد النظر إلى المنطقة في سياقات سياسية أو اقتصادية فحسب، أو لموقعها الجغرافي أو لامتدادها التاريخي أو لعمقها الاستراتيجي، وإنما تعدّى ذلك إلى دورها الثقافي والأدبي والفني، وبروز مجاميع كثيرة تشكّل حراكًا ثقافيًا منذ العقد الثالث والرابع تقريبًا من القرن العشرين، وفق زمنه وتاريخه ومكانه وتواصله مع الآخر، حتى تمكّن الإنسان في منطقة الخليج من أن يكون مثقفًا متجاوزًا الكثير من العقبات المجتمعية التي كانت تعترض طريقه.