تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية، تمهيدا لانتقال دولاب الدولة إليها نهاية يونيو المقبل، لتكون مقر الحكم الجديد للدولة المصرية، حيث إن أعمال البناء في الحي الحكومي وحي المال والأعمال و8 من الأحياء السكنية على وشك الانتهاء، «الجريدة» تجولت في العاصمة، واستطلعت سير العمل في واحد من أكبر المشروعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والذي تراهن عليه القاهرة لإحداث نقلة اقتصادية وإدارية.يستقبلك مسجد الفتاح العليم بقبته الضخمة عند دخول العاصمة الإدارية، وعلى امتداد طريق محمد بن زايد الجنوبي، تم بناء 3 مساجد أخرى أقل حجما، وصولا إلى مقر كاتدرائية ميلاد المسيح، التي شهدت قداس عيد الميلاد المجيد الاثنين الماضي، تلاحظ بجوارها بدء العمل في بناء مركز مصر الديني، الذي سيضم مسجدا لا يقل في ضخامته عن مسجد الفتاح العليم.
وغير بعيد عن الكاتدرائية والمسجد الجديد يقع «الحي الحكومي»، الذي يعد قلب العاصمة الإدارية، إذ تجري أعمال البناء فيه على مدار الساعة، سعيا لسرعة الإنجاز والانتهاء من أعمال البناء والتشطيب في مقرات الوزارات.ويشغل الحي مساحة 600 فدان تقريبا، ويتكون من 34 مبنى مخصصا للوزارات، فضلا عن مبنى لمجلس الوزراء، إضافة إلى مقر الرقابة الإدارية، وكذلك مبنى التحكم والسيطرة للعاصمة بالكامل، والذي سيراقب، من خلال كاميرات مبثوثة في جميع شوارع العاصمة، الحركة، وسيكون عقل المدينة.ومن مكونات الحي الحكومي مبنى البرلمان الذي يشغل 16 ألف متر مربع، وتتسع القاعة الرئيسية فيه لنحو 1000 عضو، وتم استخدام أحدث الأساليب العالمية في التصميم الداخلي لقاعات مبنى البرلمان، بما يسمح للنواب بحرية الحركة، فضلا عن عمل حساب مجلس الشيوخ (غرفة البرلمان الثانية).وتم الانتهاء من الهيكل الخرساني للمبنى الضخم تقريبا، كما تم الانتهاء من أعمال الواجهات الخارجية بنسبة 85 في المئة، وعلمت «الجريدة» أن المقر الجديد للبرلمان سيشهد الجلسة الأولى المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ مطلع عام 2021.وتم تقسيم الحي الحكومي إلى كتلتين أساسيتين، الأولى تضم الوزارات، ويتوسطها مقر مجلس الوزراء، وكتلة يشغلها مبنى البرلمان بملحقاته، ويفصل بينهما مساحة 430 ألف متر، سيطلق عليها «ساحة الشعب» التي ستكون المتنفس الأول لسكان المنطقة المحيطة.وتستقطب أعمال البناء الجارية آلاف العمال الذين يقبلون على العمل في العاصمة الإدارية بسبب ارتفاع الأجور، مقارنة بنفس الأعمال في القاهرة، ويقول محمد بسيوني أحد العاملين في منشآت الحي الحكومي: «بناخد هنا ألف جنيه زيادة عن الشغل في مصر (يقصد القاهرة)، بيتم توفير لنا إقامة كاملة، الوضع هنا أحسن كتير»، ورغم ذلك أبدى تخوفه من عدم إيجاد فرصة عمل بعد انتهاء أعمال البناء، لكن سرعان ما استدرك بابتسامة أمل: «الشغل في العاصمة دي مش هيخلص قبل عشر سنين».وعن مدى استعداد العاصمة الإدارية لاستقبال مؤسسات الدولة في يونيو المقبل، يقول المتحدث باسمها العميد خالد الحسيني، لـ«الجريدة»، «بناء على ما تم إنجازه سنكون جاهزين مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، وسنكون مستعدين وجاهزين لاستقبال جميع الوزارات ومجلس الوزراء وقطاعات الأعمال التابعة في الحي الحكومي، ونستعد لاستقبال 52.5 ألف موظف».وتابع: «وفرنا بنية تحتية متميزة لاستقبال من يرغب في السكن بالعاصمة الإدارية، سواء من الموظفين وأسرهم أو المواطنين العاديين، فسيتم ربط العاصمة بالقاهرة من خلال خطوط مواصلات منتظمة، إضافة إلى مشروع المونوريل، الذي يقطع المسافة بين مدينة نصر بالقاهرة والعاصمة في ساعة واحدة، كذلك مشروع القطار المكهرب الذي يربط مدينة السلام بالعاصمة ومدينة العاشر من رمضان».ومن مكونات المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، حي المال والأعمال الذي تقوم بأعمال البناء فيه شركات صينية، ويعد «وول ستريت» العاصمة، ويشغل مساحة 200 فدان، وسيتم بناء 20 برجا في مقدمتها البرج الأيقوني الذي سيبلغ طوله 386 مترا ليكون الأطول في إفريقيا، وسيتم الانتهاء من هذه الأبراج عام 2021.وكذلك تم الانتهاء من أعمال البناء في 8 من الأحياء السكنية، وجار أعمال التشطيب بها، وكذلك المدينة الرياضية المقامة على مساحة تتجاوز 93 فدانا، فضلا عن حي السفارات الذي تقدمت نحو 60 دولة للانتقال إليه ببعثاتها الدبلوماسية.
دوليات
الجريدة• تتجول في «العاصمة الإدارية»... الانتقال في يونيو و«الشغل مش هيخلص قبل 10 سنين»
15-01-2020