حفتر يتراجع عن «اتفاق موسكو» باللحظة الأخيرة
إردوغان يتوعّد بتلقينه درساً إذا استأنف «هجوم طرابلس»
في أحدث محاولة لإنهاء حالة الفوضى المستمرة في ليبيا منذ إطاحة حكم معمر القذافي وقتله في 2011، تريث قائد «الجيش الوطني» خليفة حفتر في توقيع اتفاق هدنة وافق عليه خصمه رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، في موقف أغضب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة، والذي توعّد على إثره بتلقين حفتر درساً في حال عودته لمهاجمة طرابلس.وبعد مباحثات شاقة وغير مباشرة استضافتها موسكو على مدار يوم كامل، طلب حفتر مهلة للتفكير حتى صباح أمس، لكنه غادر موسكو بدون أن يوقع الاتفاق.وقبل تبدُّد الآمال في وضع حدٍّ للاقتتال الدائر على مشارف طرابلس، سارعت روسيا إلى تدارك فشل جهودها مع تركيا في التوصل لنتيجة نهائية، بإعلان تمديد الهدنة دون سقف زمني محدد مع استمرار المحادثات، مؤكدة أن حفتر كان إيجابياً وسيأخذ يومين في مناقشة مسودة الاتفاق.
وأرجعت مصادر مطلعة موقف حفتر إلى عدة أسباب، في مقدمتها عدم إدراج مسودة الاتفاق بنداً ينص على تفكيك الميليشيات ووضع جدول زمني لذلك، فضلاً عن تجاهلها عدداً من مطالبه التي أبرزها سحب القوات التركية، ورفض أي دور لها في الإشراف على الهدنة على الأرض، مشيرة إلى أنه اشترط عدم توقيع السراج أي اتفاقيات دون الرجوع إليه.واعتبر الرئيس التركي أن حفتر فرّ هارباً، وهدد بتلقينه درساً يستحقه «إذا استأنف هجماته على طرابلس»، معلناً «بوضوح لولا تدخل تركيا لاستولى حفتر على كل ليبيا، ولوقع شعبها ضحية لممارساته».وضمن سباق بين جهود إخماد الحرب والتهديد بإشعالها، وصل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي فجأة إلى القاهرة أمس، وعقد جلسة مباحثات مطولة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ناقشت ترتيبات مؤتمر برلين الأحد المقبل.وتمسك السيسي، خلال المباحثات، برفض التدخل التركي في ليبيا، مع ضرورة تغليب الحل السياسي وصياغته في إطار شامل يتناول الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.