أوراق بحثية أبرزت المشهد الروائي خليجياً وعربياً
في ندوة «الأدب في الكويت: الواقع والتحديات والآفاق» بمهرجان القرين الـ 26
تواصِل فعاليات الندوة الرئيسية «الأدب في الكويت: الواقع والتحديات والآفاق» في رابطة الأدباء، جلساتها ضمن فعاليات مهرجان القرين الـ 26
قدم المتحدثون في الندوة الرئيسية «الأدب في الكويت: الواقع والتحديات والآفاق» في رابطة الأدباء، ضمن أنشطة مهرجان القرين الـ 26، رؤيتهم الروائية عبر شهادات غنية، وتجاربهم الثرية، وأوراقهم البحثية، وقراءاتهم التي أثرت الجلسات، وأبرزت المشهد الروائي على المستوى الخليجي والعربي، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين.
«الرواية في الكويت»
ففي الجلسة التي خصصت لمحور «الرواية في الكويت... الواقع والتحديات»، وأدارها الكاتب إبراهيم المليفي، تحدث كل فهد الهندال، ود. سعاد العنزي، وهديل الحساوي، وحمود الشايجي. وقالت العنزي في ورقتها «واقع الرواية الكويتية بين الأصالة والتقليدية»، إن جيل الرواد أسس الرواية، رغم معاناة الشباب تقليدهم حاليا، وغياب المرأة وأطلقت اسم «رواية الواقع» التي قصدت بها عرض الواقع الاجتماعي في فترة ما، في ضوء مفهوم المدرسة الواقعية. وتناولت الحساوي في ورقتها «سلطة التلقي وفنية النص في الروايات الكويتية»، التوقف عند عينة عشوائية لروايات الجيل الحالي في الفترة بين 2018 - 2020، مشيرة إلى أن فن الرواية يؤكد اليوم حضورا كبيرا في العالم العربي، سواء على المستوى العام عبر القراء المتابعين لما يصدر سنويا من دور النشر المختلفة، ويسوق عبر القنوات المختلفة الفعلية والإلكترونية أو المحترف من نقاد أكاديميين أو على مستوى الجوائز العربية وأيضا العالمية.
العمل الروائي
من جانبه، بين الهندال في ورقته «أدب الرواية في عصر التفاعل الاجتماعي»، الاهتمام الخليجي والعربي في الرواية التفاعلية، ووصفها بأنها تلقّ جديد في الطابع أو الأسلوب من خلال العمل الروائي، مشيرا إلى أن الأديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل اتجه نحو جيل الشباب. وتطرق الهندال إلى كتاب «أنماط الرواية العربية الجديدة» للكاتب شكري عزيز الذي رأى فيه أن الرواية الجديدة تعبير فني عن حدة الأزمات المصيرية التي تواجه الإنسان. أما الكاتب حمود الشايجي فأكد في ورقته أن الرواية الكويتية قامت على التجديد، وهي تعيش عصرها الذهبي لهذا الجيل، لأن هناك عددا كبيرا من الروائيين الذين يمتلكون رؤية ومشاريع أدبية، وهناك نحو عشرة مشاريع ضخمة، منوها بالروايات التاريخية التي تكتب وفق هو متاح بحدود معينة.أما في جلسة «الرواية الكويتية والنقد الأدبي»، فتحدث كل من: الناقد السعودي محمد العباس، والأديب طالب الرفاعي، والكاتب المغربي د. سعيد بنكراد، والناقد التونسي د. عبدالدائم السلامي، وأدارها الكاتب العماني محمد الرحبي.وكانت البداية مع العباس، الذي أكد أن الحضور الروائي العربي متواضع عبر منصات التتويج للجوائز العالمية، وأن مشروعية الترجمة من أجل الوصول إلى العالمية، والتي وصفها بالحقيقة التي لا يتردد الروائي العربي في الإقرار بها والعمل من أجلها، أدت إلى ظهور فصيل من الروائيين العرب يعتقدون أن الكتابة مباشرة بلغة الآخر تقربّهم من الجائزة بقدر ما تموضعهم في المدار العالمي.بدوره، عاد الرفاعي في ورقته «الرواية الكويتية والعالمية» إلى عقدين من الزمن، حيث لم يكن سهلا النفاذ إلى لغة أخرى، لكن وفي ظرف متحرك ومتجدد باضطراب، ووسط هيمنة كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، بات أمرا هينا تواصل الإنسان مع الإنسان، وترجمة كل جملة وفكرة، مؤكدا أن الترجمة تختلف عن الوصول للعالمية، وأن المراد بها الانتقال إلى العالمية، وهي تلك الترجمة التي ينهض بها مترجم محنك، بناء على طلب من دار نشر أجنبية معروفة، لكتاب لافت في جنسه، وعامر بالقضايا الإنسانية التي يطرحها. أما الناقد التونسي عبدالدائم السلامي فترك ورقته المطبوعة بكتاب الندوة والتي أطلق عليها «المدينة حـكْـيا»، ليتحدث عن بعض إشكاليات المشهد النقد العربي، في حين تناول بنكراد في ورقته «السرد ولعبة الذاكرة» بعض القضايا الخاصة بالسرد من حيث هو وسيلة.«شهادات قصصية وروائية»
واشتملت الجلسة التالية من الندوة على «شهادات قصصية وروائية» لكل من الروائي السعودي يوسف المحيميد، والقاصة السورية شهلا العجيلي، والروائي الجزائري سمير قسيمي، والأديبة ليلي العثمان، والناقد د. حسن النعمي، والقاص المصري سعيد الكفراوي، وأدارت الجلسة الروائية اللبنانية د. لنا عبدالرحمن.تجربة الكتابة
في الشهادة على تجربة الكتابة، كانت الشهادة الأولى للكاتبة العجيلي التي أكدت أن الشهادة على الكتابة ليست عوضا عن الإبداع، بل هي محاولة لتمحيص بعض الأسئلة العمدة التي صاغت نصوصها. وتحدثت العجيلي عن جدها الذي أراد تعلم قيادة السيارة التي سيجوب بها حقول الرقة، والتي ستستعيرها منه في روايته الأخيرة «صيف مع العدو». وتحدثت العجيلي عن نشأة جدها في دولة الخلافة العثمانية، بينما كان أبناؤه من عتاة القوميين، وشارك هو وأبناؤه في مقاومة الاحتلال الفرنسي، ليدافع عن أرضه وعرضه، ويدافع أبناؤه عن حلمهم بالدولة الوطنية، لتدلل على ثنائية الجذور والحداثة. وفي شهادته التي أطلق عليها «لم أكن قاسيا بما يكفي» تساءل الروائي المحيميد ماذا تعني كتابة رواية؟ من أين تأتي الشخصيات؟ كيف يزهو المكان بتفاصيله وروائحه؟ كيف يركض الحدث كقطار مخبول، في صحراء أو في غابة، أو يتنفس بعمق في محطة توقف؟ وأجاب أن كل هذه العناصر تقودها اللغة باقتدار.«نهر لا يجف»
من جانبها، تحدثت الكاتبة العثمان في شهادتها «الكتابة نهر لا يجف» عن سنوات الحياة التي تتسرب كأنها طيور تهرب السنوات والعصافير، ولا تهرب الكتابة، وتساءلت العثمان بعد خمسين عاما من الكتابة: «هل كنت أدري إلى أين تقودني الكتابة؟ وأجابت: «أقول صدقا يا ليتني لم أنقد إليها وتوجهت إلى الفن الذي بدأت بعشقه قبل الكتابة». أما الروائي قسيمي فقرأ بعض السطور من روايته «سلالم ترولار»، وتناول القاص الكفراوي في شهادته جوانب من تجربته الإبداعية، في حين تحدث الكاتب النعمي في شهادته «حديث الذات حديث الخيال: كلمات في تجربتي القصصية» عن قريته «قرية مندر العوص» عندما سأل أمه عن معناها فردت عليه: بما يشبه اليقين: «يا ولدي إنها مكان ولادة الشعراء» منذ تلك اللحظة عرف نكهة القرية، وتمنى أن يصبح شاعراً.السريع: المسرح في الكويت ينبض بالعطاء
جاءت الجلسة الخامسة بعنوان «المسرح في الكويت الواقع والتحديات والآفاق»، وشارك بها الكاتب عبدالعزيز السريع، وعبدالله التركماني، ود. مبارك المزعل، وأدارها د. محمد المهنا.وقال السريع إن المسرح الكويتي بخير، وحي ولا يمكن أن يموت، وهو ينبض بالعطاء، مؤكداً أن الكويت تنعم بمهرجانات مسرحية رائدة وشبابية متعددة.وتحدث المزعل في ورقته عن محور من منظور الإخراج المسرحي عند الشباب في المعهد العالي للفنون المسرحية، لافتاً إلى أن الكويت ولادة بالقدرات والمواهب المسرحية، فهناك مخرجون وصلوا إلى العالمية مثل سليمان البسام وفيصل العميري.بدوره، تناول التركماني الهموم والمعاناة التي يعيشها واقع المسرح الكويتي، الذي يعاني عدم التوثيق والرصد رغم جهود ومحاولات بعض الباحثين.وأضاف التركماني: «نحن نحتاج الثقة والدعم من الجهات الثقافية في الدولة، لاسيما أن المسرح يعمل بفعالية وحراك طوال السنة، ولا يتوقف».
الحساوي توقفت عند عينة عشوائية لروايات الجيل الحالي
العثمان تحدثت في شهادتها «الكتابة نهر لا يجف» عن سنوات الحياة التي تتسرب كأنها طيور
العثمان تحدثت في شهادتها «الكتابة نهر لا يجف» عن سنوات الحياة التي تتسرب كأنها طيور