افتتحت مديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر، معرض النحات خزعل القفاص تحت عنوان «إبداع» في قاعتي الفنون وأحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحضرته مديرة مهرجان القرين فوزية العلي، ونخبة من الفنانين والجمهور المتابع للحركة التشكيلية الكويتية.ويعتبر الفنان التشكيلي والنحات خزعل القفاص واحدا من الرعيل الأول في التشكيل الكويتي المعاصر، ومن المبدعين الكويتيين الرواد في ازدهار النحت في الكويت، من خلال التواصل الكبير مع الاصالة والحداثة معاً.
واتسم مشواره الفني الطويل، بالكثير من المنجزات التي تحقق بعضها في سن مبكرة، لعل من أبرزها تصميم شعار نادي القادسية حين كان في العشرينيات من عمره، وهو الشعار المعمول به منذ أكثر من 45 عاماً، وأعمال نحتية خالدة ستظل باقية لتشهد على ما يتمتع به القفاص من موهبة متميزة، إضافة إلى دق الهريس والمقعد والراقصة وغير ذلك من الأعمال البرونزية، التي تتميز بالخصوصية والتألق.وفي معرضه الشخصي، استطاع القفاص أن يروي من خلال منحوتاته، التي تناهز 60 منحوتة، القصص والحكايات بأسلوبه الرمزي، الذي يتواصل بشكل ضمني وحسي مع الواقع بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وذلك وفق تصورات فنية مزدانة بالتألق والحضور.وضم المعرض الأعمال القديمة والحديثة للفنان، التي توثق مسيرته مع النحت منذ أمد بعيد، وفي هذا المعرض تمكنا من التعرف عن كثب على التجربة الثرية التي يتميز بها القفاص من خلال اعماله النحتية، التي تتوازى في أفكارها مع ما تتطلبه الحالات الإنسانية الخاصة من تكثيف في المحتوى والفكرة على حد سواء، إضافة إلى المعاني التي تبدو متناغمة مع لغة فنية مفعمة بالحيوية والحركة.
نسيج الحياة
فالقفاص يختار مواضيعه وأفكاره من نسيج الحياة وما يعتمل فيها من تداعيات، ثم يجسدها في منحوتاته في اشكال يمكن قراءة مضامينها بأكثر من رؤية، غير أن الرؤية الإنسانية هي الاكثر توهجاً وبروزاً.ويحاكي الفنان في منحوتاته الواقع في إطار رمزي محكم، كي نشاهد الفلكلور الشعبي من خلال حركات الفنانين واياديهم الممسكة بالآلات الموسيقية، وهي تتحرك بطلاقة وحرية في الهواء، بشكل انسيابي متقن، تفاعلاً مع التراث الكويتي الأصيل، إلى جانب منحوتة نرى فيها تجمّع النسوة على أريكة وهن يتبادلن الأحاديث الودية.من جهتها، قالت الأمانة العامة للمجلس الوطني في تعريفها بالفنان: «يعد الفنان التشكيلي خزعل القفاص أحد رواد فن النحت الأوائل في دولة الكويت والمنطقة العربية... وكان ولا يزال مؤثراً في تأسيس التشكيل وبداياته في الثقافة البصرية، وهو من الفنانين الذين أرسوا بصمة وهوية أضاءت مسيرة النحت الكويتي على مر عقود من الزمن».العبدالجليل: «مقتنيات أصحاب المكتبات الخاصة» يقام أول مرة
أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية فعاليتان ضمن المهرجان، هما معرض «مقتنيات أصحاب المكتبات الخاصة» في بهو المكتبة، وندوة «كتاب الشهر» لكتاب «ذاكرة وطن... مكتبة الكويت الوطنية»، لمؤلفه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، وحضر المعرض المدير العام للمكتبة الشيخة رشا الصباح، وجمع من المثقفين والمهتمين.وقال العبدالجليل إن «هذا المعرض يقام أول مرة في تاريخ مهرجانات القرين السنوية، لأنه من المعارض المتميزة التي تقدم مجموعة من المقتنيات، ويجسد اهتمام مكتبة الكويت الوطنية واعتزازها بما تحتفظ به في قاعة المكتبات الخاصة التي هي بمنزلة إحدى أهم مرافق مكتبة الكويت الوطنية، وفيها نحو 75 ألف كتاب لرواد الثقافة، والأدب والفكر والإعلام في الكويت».وعن كتابه «ذاكرة وطن» في ندوة كتاب الشهر، ذكر: «جاءت الدعوة من المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية الشيخة رشا الصباح، وهذا شيء أسعدني لتقديم كتاب الشهر ضمن مهرجان القرين، والكتاب فرصة مناسبة أن نتكلم عن نشأة ومسيرة وتطور مكتبة الكويت الوطنية منذ أن كانت المكتبة الأهلية سنة 1923 كنواة لمكتبة الوطنية، وكانت عند التأسيس في ذلك التاريخ الأولى في منطقة الخليج والجزيرة العربية».وأضاف: «هذه شهادة حق تقال للكويت الرائدة في مجال الثقافة والفكر والأدب وتنوير المجتمع في فترة مبكرة جدا في بداية القرن الماضي، لذلك سعدت أن أعرض المعلومات التي تضمنها كتابي ذاكرة وطن، وأن تعرض لجمهور هذه التجربة وذلك التاريخ، والمسيرة الطويلة التي قام بها رجال ونساء الكويت من أجل الثقافة».