كشفت اختصاصية الأطفال في مستشفى الأميري د. دانة الحقان عن قيام الفريق الكويتي الإنساني "شفاء" والمتخصص بالإغاثة الطبية للمحتاجين ومتضرري الحروب والكوارث برحلته رقم 19 إلى اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية قبيل بدء شهر رمضان المقبل أو خلاله.وأكدت الحقان لـ"الجريدة" أن الرحلة رقم 18 التي شاركت فيها مع عدد من الأطباء الكويتيين خلال الفترة من 9 وحتى 13 يناير الجاري تحت شعار "لا تعطيهم ظهرك"، لعلاج حالات من الجرحى السوريين على الحدود التركية السورية بمدينة هاتاي كانت ناجحة بكل المقاييس بسبب سواعد وطيب نوايا أعضاء الفريق ودعوات أهل الكويت.
وأعلنت عن وصول خمس قوافل وشاحنات كويتية إلى داخل سورية يوم الأربعاء الماضي، محملة بمواد غذائية ومواد التدفئة للمساعدة على برد الشتاء القارس في هذا الوقت من السنة.وقالت إنها تولت معاينة نحو 50 حالة من الأطفال، وكانت أغلب الحالات تعاني أمراض الربو والكحة واحتقان اللوز والإنفلونزا ونزلات البرد وأمراض الشتاء، والأمراض المزمنة والتشنجات وبعض المتلازمات غير المشخصة.وأكدت أن الحملة الإغاثية الطبية الكويتية وفرت للمرضى السوريين بعض الفحوصات التي يصعب عليهم تحمل تكاليفها، مثل الفحوصات المخبرية والأشعة.وأشارت إلى أن الفريق قام بتأجير مستشفى خاص يومين ومن خلاله تم القيام بفحوصات وأشعة مخبرية من المستشفى وصرف الأدوية من ذات المستشفى وتم دفع الفاتورة من خلال الحملة.وأضافت أن الفريق الكويتي أنجز عشرات العمليات الجراحية، كما قام بتأجير مبنى للجرحى مدة عام، مشتملاً على وجبات غذائية تقدم للمرضى وإلى حين تماثلهم للشفاء التام.
العنصر النسائي
وذكرت الحقان أنها المرة الأولى التي تشارك فيها هي والعنصر النسائي في الفريق الطبي الإغاثي الإنساني الكويتي على الحدود السورية التركية، لافتة إلى وجود استشارية ورئيسة قسم الطوارئ في مستشفى الأميري د. منيرة العصفور مع الفريق، كما كانت المرة الأولى أيضاً التي يوجد فيها طبيب نفسي وهو د. عبدالله العزيري استشاري الطب النفسي في مستشفى الأميري والأستاذ في جامعة الكويت في رحلة إغاثية طبية إنسانية.وأشارت إلى أن د. العزيري تولى علاج 10 حالات صعبة ومعقدة لسوريين، وأكد أنها المرة الأولى التي يرى فيها مثل هذه الحالات الصعبة والمعقدة، واعداً بأنه سوف يكون في الرحلة المقبلة لعلاج حالات جديدة، إذ عاين عدداً من الحالات النفسية التي تعرضت للقلق والاضطراب بعد صدمة الحرب.وأعربت الحقان عن فخرها واعتزازها بوجودها في أول رحلة إنسانية وطبية وإغاثية بالنسبة لها على الحدود التركية السورية، مشيرة إلى سعادتها بالانضمام إلى فريق "شفاء" الكويتي الطبي.وأكدت أن الفريق الطبي الكويتي أجرى 49 عملية جراحية بتخصصات جراحة اليد والأوتار والجراحة العامة وجراحة المسالك البولية وجراحة الحروق والتجميل، كما وزع الفريق مواد غذائية على الأسر في المخيمات.إفريقيا
من جانبه، أكد استشاري المسالك البولية ورئيس وحدة المسالك البولية في مستشفى الفروانية د. فيصل الهاجري، أنه مستمر في الرحلات الإغاثية والطبية والإنسانية لتقديم كل أوجه العلاج والدعم والمساعدة للمرضى والمحتاجين.وقال د. الهاجري لـ"الجريدة"، إن وجهته المقبلة ستكون إلى إفريقيا لتقديم الدعم الطبي والإغاثي للمحتاجين هناك، في حين لم يتم حتى الآن تحديد الدولة التي سيقدم فيها العلاج، لافتاً إلى أنه يقوم بمثل هذه الرحلات الإنسانية والطبية منذ نوفمبر 2015.وأضاف أنه أجرى عمليات صعبة ومعقدة، بعضها من يعاني انقطاع مجرى البول عند الرجال، وبعضها الآخر تركيب أجهزة تعويضية للرجال، لافتاً إلى إجرائه 15 عملية جراحية بواقع ست عمليات في اليوم الأول وخمس في اليوم الثاني وأربع عمليات جراحية في اليوم الثالث، فضلاً عن إجرائه عمليتين بالاشتراك مع طبيب التجميل وتلك الحالات كانت تعاني حروقاً.21 طبيباً وإدارياً
أوضح الهاجري أن عدد الفريق الطبي الكويتي خلال الرحلة الطبية والإغاثية بلغ 21 طبيباً وإدارياً، مشيراً إلى أن أربعة تخصصات جراحية كانت حاضرة في الفريق الكويتي الإنساني «شفاء» والمتخصص بالإغاثة الطبية للمحتاجين ومتضرري الحروب والكوارث.ولفت إلى إجراء استشاري جراحة عظام اليد د. حسام بشير عدداً من العمليات الجراحية بينها حالة شلل الضفيرة العضدية بسبب انهيار منزل على شخص ما أدى إلى شلله منذ حوالي خمسة أشهر.وقال إنه تم إجراء جراحة نقل أوتار لتمكين مريض سوري من مسك الأشياء واستخدام اليد بعد معاناة من شلل بعضلات اليد ما منعه من استخدام يده، كما أجرى الفريق عملية نقل لعصب بالذراع لعلاج شلل باليد نتيجة شلل الضفيرة العضدية أيضاً.يذكر أن الرحلة الطبية هذا العام التي حملت شعار «لا تعطيهم ظهرك»، جمعت تبرعات تزيد على 150 ألف دينار، لتقديم العلاج المجاني للاجئين السوريين بتركيا.