ارتفعت أسعار النفط، أمس، بدعم من توقيع طال انتظاره لاتفاق التجارة الأولى بين الولايات المتحدة والصين والذي يمهد لقفزة في مشتريات الصين من منتجات الطاقة الأميركية، في وقت انخفضت مخزونات النفط في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع.

وارتفع خام القياس العالمي برنت 30 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 64.30 دولاراً للبرميل، بينما صعد الخام الأميركي 30 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 58.11 دولاراً للبرميل.

Ad

وبموجب ما يسمى باتفاق المرحلة واحد، الذي يدعو لهدنة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، تلتزم الصين بشراء النفط والغاز الطبيعي المسال وغيرهما من منتجات الطاقة من الولايات المتحدة بقيمة إضافية قدرها 50 مليار دولار على مدى عامين.

وقال فيريندرا شوهان محلل النفط لدى إنرجي أسبكتس: "كان هذا توقيعاً رسمياً لشيء جرى الاتفاق عليه بالفعل، لكن هذا يدعم بالتأكيد المعنويات".

وذكرت مصادر تجارية ومحللون إن الصين قد تواجه صعوبات للوفاء بالهدف ومن المرجح أن تكون مكاسب النفط محدودة قبيل ظهور المزيد من التفاصيل بشأن كيفية تنفيذ الالتزامات.

وأضاف شوهان أن بيانات رسمية أميركية أظهرت انخفاضاً يفوق المتوقع في مخزونات النفط الأميركية قدمت الدعم أيضا للأسعار.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، انخفضت مخزونات النفط 2.5 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين بتراجع قدره 500 ألف برميل.

وارتفعت مخزونات البنزين 6.7 ملايين برميل وزادت مخزونات نواتج التقطير 8.2 ملايينن برميل وفقا للإدارة.

كما قالت الإدارة إن إنتاج الولايات المتحدة زاد إلى مستوى قياسي عند 13 مليون برميل يوميا.

وقال يو.بي.إس إنه يتوقع أن يجري تداول برنت عند قاع نطاق بين 60 و65 دولارا للبرميل في النصف الأول من 2020، طالما لم تقع اضطرابات للإمدادات في الشرق الأوسط.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، أمس، إن ارتفاع إنتاج النفط من الدول غير الأعضاء في "أوبك" بقيادة الولايات المتحدة بجانب وفرة مخزونات النفط العالمية سيساعد السوق في التصدي للصدمات السياسية مثل المواجهة بين إيران والولايات المتحدة.

وأضافت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا في تقريرها الشهري، أن "خطراً رئيسياً في الوقت الراهن على إمدادات النفط انحسر على ما يبدو".

وتابعت "سوق اليوم، التي تشهد زيادة قوية في الإنتاج من خارج أوبك ومخزونات لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تزيد على متوسط خمسة أعوام بتسعة ملايين برميل توفر قاعدة قوية يمكن من خلالها التعامل مع أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية".

وتوقعت الوكالة أن يتجاوز إنتاج "أوبك" من النفط الطلب عليه حتى إذا التزمت الدول الأعضاء في المنظمة تماما باتفاق خفض الإنتاج المبرم بين "أوبك" وروسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة، مضيفة: "حتى إذا التزموا تماما بالتخفيضات فسيظل هناك تراكم قوي في المخزونات على الأرجح خلال النصف الأول من 2020".

وتتوقع الوكالة أن يبلغ إنتاج نفط "أوبك" 29.3 مليون برميل يوميا في يناير، أي ما يزيد 700 ألف برميل على الطلب المتوقع له.

لكن الوكالة قالت إن إمدادات النفط العالمية انخفضت 780 ألف برميل يوميا في ديسمبر على أساس شهري، إذ كبحت السعودية الإنتاج، إضافة إلى تراجع موسمي في إنتاج الوقود الحيوي وفي ظل ارتفاع نمو الإنتاج الأميركي لكن بوتيرة أبطأ مما كان عليه في العامين السابقين.

وزاد نمو الطلب في الصين والهند بقوة لكنه استقر في الولايات المتحدة في 2019. وأبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2020 دون تغيير عند 1.2 مليون برميل يوميا.

وتزيد التوقعات 200 ألف برميل يوميا على توقعات 2019 "بدعم من أسباب بينها بقاء الأسعار منخفضة نسبياً، وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي عن العام الماضي، وبفعل إحراز تقدم في تسوية نزاعات تجارية".

ورغم ثقتها بالإمدادات والمخزونات العالمية، سلطت وكالة الطاقة الدولية الضوء على قلقها بشأن العراق بعد مقتل قائد عسكري إيراني كبير في ضربة جوية أميركية هذا الشهر وتصاعد التوترات في المنطقة، ووصفت البلد بأنه "مورد يواجه تهديدات محتملة".

وذكرت الوكالة أن "ارتفاع المخاوف الأمنية قد يزيد صعوبة بناء العراق قدرات إنتاج".

وبالطبع، يعني هدوء التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم نظرة إيجابية بشأن الطلب على الخام، مع الأخذ في الاعتبار زوال عامل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي الذي كان يطل برأسه في العام الماضي.

وربما يتأثر سوق النفط بأي تعليقات أو تصريحات صادرة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أو الحكومة الصينية بشأن المرحلة الثانية، كما أن المرحلة الأولى تشمل التزامات من البلدين ستكون قيد المراجعة والتقييم في الفترة المقبلة.

وتتابع "أوبك" وحلفاؤها المستقلون التطورات والعوامل المؤثرة على السوق، وذكرت مصادر لوكالة "تاس" أن المنظمة والمنتجين المستقلين يدرسون تأجيل اجتماع مارس إلى يونيو، مع تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج (1.7 مليون برميل يوميا) حتى نهاية يونيو.