قبل 3 أيام فقط من القمة الدولية المخطط عقدها بالعاصمة الألمانية بعد غد الأحد لوقف النزاع العسكري المحتدم على مشارف العاصمة الليبية، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بدء إرسال قواته لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وذلك بعد إعلانه في 5 و8 يناير وصول 35 جندياً إلى طرابلس، وإقامة مركز عمليات بمشاركة فرق أجنبية مقاتلة.وتزامناً مع تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المشاركة في مؤتمر برلين يوم الأحد، شدد إردوغان على أنه سيستمر في استخدام كل الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار جنوب تركيا، بما في ذلك ليبيا، مؤكدا أنه بموجب اتفاقية ترسيم الحدود مع حكومة السراج سيتم منح تراخيص للتنقيب والحفر في شرق البحر المتوسط خلال العام الحالي، وأن السفينة "أوروج ريس" ستبدأ أنشطة مسح سيزمي بالمنطقة.
وغداة كشف وزير دفاعه خلوصي أكار عن بدء فريق استشاري عسكري العمل في ليبيا، حددت وسائل إعلام اسم العميد خليل صويصل قائدا للقوات التركية لهذه المهمة، موضحة أنه تولى فرقة "مشاة شرناق"، ويفضل تكتيك العمل بتكتيكات "المخلب الأسود" المتبعة في بعض الوحدات.وساهم صويصل في إحباط "انقلاب يوليو 2016" على إردوغان، وانتُدب لثلاث مهام كقائد لواء القوات الخاصة في شمال العراق، كما تولّى مسؤولية عملية "درع الفرات" في سورية، وتدريب فصائلها الموالية لأنقرة.ومع تأكيد ماكرون وجونسون ورؤساء تركيا والجزائر حضور مؤتمر برلين، دعت المستشارة أنجيلا ميركل، إضافة إلى هؤلاء، الولايات المتحدة وروسيا والصين والإمارات ومصر والكونغو، بجانب السراج وحفتر، الذي أبلغ وزير خارجيتها هايكو ماس بموافقته على المشاركة بالقمة لدعم جهود ووقف إطلاق النار في ليبيا والبدء في مباحثات لحلّ الأزمة سلمياً.وعبّر السفير التونسي لدى ألمانيا، أحمد شفرة، أمس عن استغراب تونس الكبير من إقصائها عن مؤتمر برلين. وكتبت صحيفة «المغرب» التونسية: «تونس مُغيبة، مما يطرح حزمة من التساؤلات حول الأسباب والأبعاد». وعنونت صحيفة الشروق: «أمننا من أمن ليبيا... فلماذا الصمت؟».وإذ جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، التحذير من أنّ "أيّ دعم خارجي للأطراف المتحاربة لن يؤدي إلا إلى تعزيز الصراع المستمر وتعقيد الجهود الرامية لإتاحة التزام دولي واضح بحلّ سلمي للأزمة"، كشف أن مشروع بيان مؤتمر برلين سيتمحور حول "6 محاور هي وقف الأعمال القتالية ووقف دائم لإطلاق النار، وتطبيق حظر الأسلحة، وإصلاح قطاع الأمن، والعودة إلى عملية سياسية، وإصلاح اقتصادي، واحترام القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان".وناشد غوتيريس الأسرة الدولية تقديم "دعم قوي" للمؤتمر، مطالبا "الأطراف المتحاربة بالإسراع في تعزيز الوقف غير المشروط للأعمال القتالية، والانخراط بصورة بنّاءة في تحقيق هذه الغاية، بما في ذلك عملية برلين".وفي إطار مساعيه لحل النزاع في ليبيا، وصل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى الجزائر في زيارة عمل رسمية استهلها بمباحثات مع الوزير الأول عبدالعزيز جراد قبل لقائه لاحقاً الرئيس عبدالمجيد تبون لمواصلة التنسيق حول الأزمة الليبية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وتأتي الزيارة "في إطار ديناميكية جهود المجتمع الدولي لوضع حد للنزاع في ليبيا وتقديم حل دائم لها، ستسمح لمسؤولي البلدين بمتابعة وتعميق المشاورات حول الأزمة"، وفق وزارة الخارجية الجزائرية.وضمن سلسلة المشاورات الإقليمية حول ليبيا، استقبل تبون الأسبوع الماضي وزيري الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، والمصري سامح شكري، لبحث الحدّ من التدخّلات الخارجية وتأجيج النزاع، وتوفير ظروف مواتية لاستئناف الحوار الداخلي.
سبب المشكلة
وفي حين اتهم وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو فرنسا ومصر والإمارات بـ "تخريب" جهود إحلال السلام في ليبيا، وطالب بدعوة قطر إلى برلين، أوضح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في حوار مع "أخبار اليوم" المصرية، أن أسباب عدم توقيع الهدنة مع السراج سببه "حضور تركيا هذه المحادثات، وهي جزء أصيل من المشكلة وليست طرفا للحل".ووجّه تجمّع القوى الوطنية رسالة إلى المشاركين في مؤتمر برلين المقرر بعد غد الأحد، اعتبر فيها أن تركيا لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيها في ظل انتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر السلاح ومكافحة الإرهاب، وانحيازها لحكومة السراج، مؤكدا أن "المشكلة الحقيقية أمنية وليست سياسية، ولا يمكن حلها إلا بإنهاء وجود الميليشيات ونزع سلاحها وتسريحها وفق جدول زمني محدد"، وفق قناة ليبيا.ورغم توقّف إطلاق النار تنفيذاً لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي، دفعت قوات حفتر بتعزيزات كبيرة إلى محاور القتال بالعاصمة طرابلس ومدينة سرت، مؤكدة جاهزيتها انتظاراً لتعليمات استئناف العمليات حتى تحقيق النصر.