رسالة الشيخ مبارك الصباح، التي نشرتها في مقال يوم الجمعة الماضي، والتي تتعلق بوفاة التاجر الكويتي عبدالرزاق سالم بن سلطان في البصرة، ونشوء مشكلة في توزيع حصص المساهمين (ومنهم الشيخ مبارك نفسه) في مجموعة من اللؤلؤ وُضعت إمانة في يد التاجر البحريني المعروف محمد عبدالوهاب المشاري، مقابل إقراضه المال لبن سلطان، هذه الرسالة أسفرت عن اهتمام كبير من السُّلطات البريطانية. فقد أسرع المعتمد البريطاني في الكويت بالرد على الشيخ مبارك، يفيده بتسلم الرسالة، وأنه سيبلغ السُّلطات البريطانية في الهند بالأمر. تقول رسالة المعتمد: "من ميجر ناكس بولتكل اجنت الدولت (الدولة) البهية القيصرية الإنكليزية في الكويت إلى جناب الأجل الأمجد الأفخم المحب عمدة الأصحاب الشيخ مبارك الصباح دام بقاه،،
غب السؤال عن عزيز خاطركم لا زلتم بخير،،كتابكم المؤرخ في 3 رمضان وصل وكامل شرحكم صار معلوم. منخصوص (من خصوص) اللؤلؤ الذي عند محمد بن عبدالوهاب المشاري في بومبي حنا نرسل نقل كتابكم إلى حضرة الصاحب ميجر كاكس سي أي ي رسدنت وقنصل الدولت (الدولة) البهية القيصرية الإنكليزية في أبوشهر، وننتظر منه الجواب، ونفيدكم عن ذلك، هذا ما لزم ودمتم محروسين.حرر في 3 رمضان عام 1326 مطابق 29 سبتمبر 1908".وفي نفس اليوم أرسل المعتمد البريطاني رسالة خطية باللغة الإنكليزية إلى المقيم البريطاني في بوشهر، وأرفق معها ترجمة كاملة بالإنكليزية لرسالة الشيخ مبارك مطبوعة بالآلة الكاتبة. ولم يمضِ وقت طويل حتى جاء الرد من بوشهر إلى الكويت، يقول فيه المقيم البريطاني إن الاتجاه الصحيح لهذه القضية، هو أن يلجأ الشيخ مبارك إلى القضاء في الهند، لكنه مع ذلك سيقوم بإحالة أوراق القضية إلى السُّلطات البريطانية في بومبي. وبعد اطلاع المعتمد البريطاني في الكويت على رسالة بوشهر، أرسل لهم جواباً خطياً يوافقهم فيه الرأي، بأن الموضوع من اختصاص القضاء، لكنه أبلغهم بأنه لن يتحدث مع الشيخ مبارك حول ذلك، حتى يصل الجواب من بومبي بالخصوص. وفي تاريخ 4 نوفمبر أرسل المقيم في بوشهر رسالة إلى المعتمد بالكويت، تفيد بأن "الخارجية" البريطانية لا تميل إلى التدخل في هذه المشكلة، وأنها ترى أن تتدخل حكومة بومبي لممارسة ضغط على محمد المشاري ليضع اللؤلؤ أمانة عند المفتش العام للشرطة أو شخص آخر موثوق يرشحه المفتش العام حتى يتم الفصل النهائي في الموضوع. كما أفاد بأن "الخارجية" البريطانية ترى أن يتم حل القضية بشكل ودي، ومن دون اللجوء إلى القضاء. تقول مذكرة "الخارجية": "إنني مع القول إن حكومة الهند ليست في موضع يسمح لها بأن تبدي رأياً حول حيثيات هذه القضية. إلا أنهم يتفقون مع الميجر كوكس في أن يتم إنهاء الموضوع إن أمكن بدون اللجوء إلى الإجراءات القانونية".في غضون ذلك، حدث تطور مفاجئ وسريع أدى إلى التهدئة والاتجاه في طريق هادئ لحل القضية، فقد أفاد المعتمد البريطاني في الكويت بأن الشيخ مبارك أفاده بتاريخ 9 مارس بأن المشاري وافق على إيداع اللؤلؤ عند طرف ثالث مقبول من الجهتين، وأن الأمور تتجه إلى حل ودي يُرضي الجميع. وهكذا انتهت المراسلات بهذا الشأن، وأُغلق ملف القضية.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : المفاوضات المباشرة مع «المشاري» انتهت إلى حلٍّ مُرضٍ وملف القضية أُغلق ودياً
17-01-2020