بالعربي المشرمح: عجز إدارة يا معالي الوزيرة!
"أضخم عجز مالي بالميزانية في تاريخ الكويت"، هكذا طالعتنا الصحف على لسان وزيرة المالية لتزيد هم الشعب همين، وترعبهم في مستقبلهم الذي بات مجهولاً في ظل عبث سياسي وإداري غير مسبوق، فلا حكومة ناجحة في إدارة شؤونهم ولا مجلس قادراً على حماية مستقبلهم. وكشعب حين يقرأ تصريح وزيرة المالية بأن الحكومة ستعجز عن دفع رواتبه المثقلة بالديون والأقساط، ويرى السرقات المليونية لمسؤولين معظمهم غادروا بأمان تحت نظر الحكومة، كما يرى الهبات المليونية والمليارية تذهب لدول بعضها لم نسمع بها، ولا نعرف أين تقع، أضف إلى ذلك ترهل الخدمات العامة والبنية التحتية، وانتشار الفساد غير المسبوق بصورة باتت واضحة وجلية للجميع، ماذا نتوقع من هذا الشعب المكلوم والمهموم والمتحلطم على ما يحدث له ولبلده أن يفعل لحكومة عاجزة وغير قادرة على إدارة شؤونه ومقدرات وطنه التي انتهكت عبثا وسرقة وفسادا. لو أن الوزيرة أو حكومتها لاحقت سراق المال العام من أجل استعادة ما سرقوه لما صرحت بهذا التصريح، ولو أنها وحكومتها حرصا على دفع الهبات لمن يستحقها وتستفيد منهم الدولة لما أرعبتنا في قوت أبنائنا، ولو أنها وحكومتها حاسبا المقصرين والفاسدين لكانت الفوائض جعلت من الكويت جنة الله في الأرض.يعني بالعربي المشرمح:
القضية ليست قضية عجز بالميزانية، كما قالت الوزيرة، بل عجز في الإدارة، وعجز في محاسبة الفاسدين والمقصرين وسراق المال العام وعجز في إدارة موارد الدولة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يتحمل المواطن عجزكم وتقصيركم الذي لا مبرر له ولا عذر، فارحمونا وارحلوا ليحل محلكم من يتحمل المسؤولية، ويقدر على الإدارة السليمة والصحيحة كرجال دولة حقيقيين لا موظفين كبارا فقط.