يُجمع مراقبون على أن الخطبة المرتقبة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال إمامته صلاة الجمعة اليوم بطهران، ستنحصر في الرد على 8 محاور شائكة، إذ تأتي بعد غياب نحو 8 سنوات، في ظل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية منذ قيامها، عقب الإقرار بإسقاط «الحرس الثوري» طائرة مدنية أوكرانية، وتفعيل الدول الأوروبية آلية قد تعيد فرض العقوبات الدولية تحت «البند السابع».ويعزز الترقب لخطاب خامنئي، اليوم، إصراره السابق على طرح «مواقف حاسمة لا تقبل تفسيرها بشكل تحليلي»، في القضايا الكبرى، عند قيامه بإمامة الجمعة، وكان من أبرزها احتجاجات واضطرابات «الحركة الخضراء» التي اتهمت النظام بتزوير انتخابات 2009، ثم مظاهرات «نصرة الشعب الفلسطيني».
ويتوقع أن تدور محاور الخطبة الثمانية حول قتل واشنطن لقاسم سليماني، وإسقاط الطائرة الأوكرانية، الذي أدى إلى تفجير خلافات كبيرة وعلنية بين كبار المسؤولين، وقصف طهران قاعدتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق، رداً على قتل سليماني، والانتقام الذي وعد به. كما تتضمن المحاور مستجدات «الاتفاق النووي»، إذ يشير بعض المقربين من المرشد إلى احتمال إعلانه الانسحاب، ويقولون إن حكومة الرئيس حسن روحاني تعمل حالياً على إقناعه بعدم اتخاذ مثل هذا القرار، وأيضاً الموقف من الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة.كما تتناول الخطبة علاقات طهران مع الدول الخليجية والجارة وتأثير التصعيد الحالي في المنطقة على الأوضاع الأمنية والعلاقات مع هذه الدول.وفي الشأن الداخلي، ستكون الأولوية للانتخابات النيابية وقيام مجلس صيانة الدستور بإقصاء جميع المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين، وما يقرب من نصف نواب المجلس الحالي الذين قاموا بتسجيل رغبتهم في خوض الاستحقاق، إذ يتوقع أن يسعى المرشد لتخفيف حالة الاحتقان السياسي الذي أعقب الخطوة الإقصائية، وتضمن قيام عدد من المسؤولين الحكوميين بتقديم استقالاتهم.وبالطبع يتوقع ألا تخلو المحاور من الأوضاع الاقتصادية للبلاد والفساد المستشري وقيام السلطة القضائية باعتقال عدد من المسؤولين الكبار واتهام المتحدث باسم مجلس «صيانة الدستور» عدداً من نواب المجلس الأعلى للقضاء بتلقي الرشا، وإعلانه دعمه لخطوات رئيس السلطة القضائية الجديد.يذكر أن خامنئي قام بإمامة صلاة الجمعة 10 مرات، منذ وفاة المرشد المؤسس روح الله الخميني.ورغم أن خامنئي يعتبر رسمياً إمام جمعة طهران بتنصيب من الخميني، لكنه بعد أن وصل إلى منصب الولي الفقيه لم يشارك في صلاة الجمعة بالعاصمة إلا نادراً، وفي مناسبات خاصة.ويعزو المقربون منه عدم قيامه بإمامة الصلاة إلى صعوبة تأمينه بشكل دائم خلال المراسم، ولهذا قام بتعيين 8 أئمة ينوبون عنه بإقامة الشعائر.وبعد وفاة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني واستقالة الأمين العام لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي بقي 6 أئمة يتناوبون على إلقاء الخطبة، التي تكتب بمعرفة منظمة صلاة الجمعة الخاضعة لإشراف مباشر من خامنئي، حيث يراجع بنفسه خطب طهران ومشهد وقم قبل تلاوتها.
أخبار الأولى
8 محاور شائكة تحاصر خطبة خامنئي اليوم
17-01-2020