غداة جلسة للبرلمان العراقي ستكون الأخيرة قبل انتهاء الفصل التشريعي الحالي وذهاب النواب الى إجازة مدتها 45 يوماً، هدد الحراك الاحتجاجي المتواصل منذ أكتوبر الماضي، بالتصعيد، لتحقيق مطالبه المتمثلة بتشكيل حكومة مؤقتة غير حزبية لتنظيم انتخابات مبكرة، ومكافحة الفساد والنهوض بالوضع الاقتصادي في البلاد التي تعتمد بشكل كامل على عائدات النفط.

ورغم عدم وجود مؤشر على توافق الكتل السياسية على رئيس جديد للحكومة يقنع الشارع، أكد مقرر البرلمان، هوشيار قرداغ، أمس، أنه "قد تكون هناك جلسة استثنائية خلال العطلة التشريعية للتصويت على الكابينة الوزارية الجديدة في حال تكليف شخصية كفوءة مقبولة من الشارع العراقي والقوى السياسية لمنصب رئيس وزراء".

Ad

وشهدت ساحتا التحرير والخلاني وجسري السنك والجمهورية وسط بغداد توتراً أمنياً غداة مقتل عدد من المتظاهرين مساء الجمعة على جسر السنك.

وبينما تلقى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني التهاني والتمنيات بالشفاء، بعد عملية جراحية ناجحة، خصوصا من قبل وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف وأميركا مايك بومبيو، اللذين غردا بالعربية بهذا الشأن، هدد المتظاهرون بمزيد من التصعيد، خصوصا بعد خطبة الجمعة الصادرة عن المرجعية العليا في النجف، والتي كانت واضحة وصريحة في "عدم ثقتها بالوعود السياسية والحكومية القائمة".

الصفدي

في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، زيارة لبغداد التقى خلالها المسؤولين العراقيين، وفي مقدمهم الرئيس برهم صالح ورئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي ووزير الخارحية محمد علي الحكيم.

وكشف الصفدي عن حمله رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تؤكد وقوف الأردن الى جانب العراق بالكامل لحفظ الأمن والاستقرار.

وقال الصفدي، في مؤتمر صحافي مع الحكيم في بغداد: "الحفاظ على أمن العراق وسيادته ضرورة إقليمية، وموقف الأردن واضح منذ البداية بضمان ألا يكون العراق ساحة للصراعات"، مؤكدا أنه "بشأن الصراعات فإن الأمور تميل باتجاه التهدئة، ويجب تكثيف الجهود لمنع التصعيد"، ومنبها الى أن "الخطر الداعشي لا يزال قائما".

من ناحيته، أكد الحكيم أنه تم "التركيز على أن العراق لن يكون ساحة للحرب والمعارك، وشددنا على أهمية احترام سيادة العراق وعدم انتهاكها".

وأضاف: "أكدنا ضرورة إبعاد العراق عن التجاذبات الإقليمية وسياسة المحاور، ودعم جهود محاربة التنظيمات الإرهابية"، مبينا أن "الإرهاب لم ينته، وأن الإرهابيين ما يزالون يوجدون في شرق الفرات".

إلى جانب ذلك، كشف مصدر سياسي، أن الصفدي بحث كذلك مسألة منفذ طريبيل بين البلددين وتصدير النفط العراقي للأردن.

وخلال استقباله الوزير الأردني، أكد الرئيس العراقي أن بلاده لن تكون منطلقاً للاعتداء على أي دولة من دول الجوار، أو يكون العراق ساحة حرب لتصفية الحسابات.

وبينما أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، عبدالكريم خلف، أن قرار إخراج القوات الأجنبية سيشمل إقليم كردستان كذلك في إجراء قد يثير توتراً، لا يزال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يعبئ لإنجاح التظاهرة المليونية التي دعا اليها ضد الوجود الأميركي الجعة المقبل.

وبعد أن رفض الحراك الشعبي دعوته لكونه أطلقها من ايران، علّق الصدر على اعتراض بعض الشخصيات السنيّة على التظاهرة على لسان صفحة صالح محمد العراقي، التي يعتقد على نطاق واسع أن الصدر يديرها، بالقول إن الصدر طالب خلال الحرب مع "داعش" بـ "حماية السنّة المعتدلين"، وإنه "إذا كان شيعة العراق رافضين للوجود الأميركي في العراق فسنّته كذلك"، مؤكدا أن السنّة "مطالبون بالإخلاص لبلدهم وإكمال مشروع إخراج المحتل من العراق بالطرق اللائقة، ومعتبرا أن "ما يصدر من بعض ساستهم أو قنواتهم لا يمثلهم إطلاقا".