في ليلة المحبة والوفاء، كرَّم وزير الإعلام وزير الدولة للشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين، الأديب والشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، كما قام الوزير يرافقه الأمين العام لـ"الوطني للثقافة" كامل عبدالجليل، بتوزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية على الفائزين بها، في مسرح عبدالحسين عبدالرضا.من جهته، أشاد الوزير الجبري بالدور المؤثر لشخصية المهرجان في الحياة الثقافية، قائلا: "يسرني الترحيب بكم، نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، راعي مهرجان القرين. إن هذا المهرجان بات اليوم منارة ثقافية وفكرية، ويجمع رموز الفكر والإبداع كل عام، لتقديم ما يثري الحركة الفنية والثقافية في مجالاتها المختلفة".
وتابع: "جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية تؤكد رعاية القيادة السياسية العليا في البلاد، والمتمثلة بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، لكل فكر وطني مبدع، وتبيِّن مدى اهتمام الكويت بأبنائنا المبدعين في المجالات المختلفة، وتقديم القدوة والمثل للأجيال الشابة، من أجل العمل بجد وإبداع لخدمة الكويت".وأضاف: "استمرارا لتكريم المبدعين، يسرنا أن نحتفل بشخصية مهرجان القرين الأديب والشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، ونهنئ ونبارك له هذا الاختيار والتقدير، كما نهنئ أنفسنا بشخصه الكريم، وجهوده المخلصة في مجالات الفنون والآداب وإثراء حوار الحضارات".
الوجه الحضاري
بدوره، قال العبدالجليل: "يسر (الوطني للثقافة) والأمانة العامة تكريم شخصية كويتية قدمت الكثير للكويت، وكان لها إنجازات عظيمة في الثقافة والأدب والإنسانية، وهذه الرسالة العظيمة التي كرَّسها الإنسان عبدالعزيز سعود البابطين تعكس الوجه الحضاري للكويت، فشكرا من القلب لكل ما قدَّمه طوال رحلته المديدة".وقدَّم شكره لجميع الفائزين بجوائز الدولة من خيرة المبدعين والمثقفين، مشيدا بما قدموه من إبداعات رائعة استوجبت التكريم.وتضمن الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن شخصية المهرجان. عقب ذلك، قام وزير الإعلام والأمين العام للمجلس والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، ومدير مهرجان القرين بتكريم الشاعر عبدالعزيز البابطين، وتم إهداؤه مجسما لمدرسة المباركية، التي تعد أولى مدارس الكويت. من ناحيته، ألقى الشاعر عبدالعزيز البابطين كلمة، قال فيها: "أتقدم بالشكر للوزير ولأعضاء (الوطني للثقافة) على اختياري شخصية المهرجان. أود في كلمتي أن أطلعكم على أهم إنجازات مؤسسة البابطين الثقافية، بعد واحد وثلاثين عاما على انطلاقها، وهي تدور في ثلاثة مجالات: المجال الأول الشعر، حيث أقمنا 14 دورة لجوائز الإبداع الشعري في عواصم عدة، وأقمنا 12 ربيعا للشعر، إضافة إلى إصدار العديد من المعاجم، منها: معجم البابطين للشعراء، ومعجم شعراء القرنين التاسع عشر والعشرين".وتابع: "المجال الثاني، هو حوار الحضارات والتعايش بين الأديان، حيث أقمنا ثمانية أنشطة كبرى، ما بين ملتقيات ومؤتمرات في عدد من المدن الأوروبية". واستطرد: "المجال الثالث، يتعلق بثقافة السلام، فبعد صدور كتابي (تأملات من أجل السلام)، والذي تحدثت فيه عن السلام العادل، وكذلك أهمية التربية والتعليم، وعرضنا على الأمم المتحدة أفكارنا مرتين في عامي 2017 و2018، وتم اعتماد رؤيتنا بالإجماع، ثم تقدمت المؤسسة نحو مرحلة مفصلية في تاريخها عبر إعداد 17 منهجا لثقافة السلام من الحضانة إلى الجامعة، وتعاقدنا مع نحو مئتي جامعة عبر العالم بهذا الصدد".وأشار البابطين، في كلمته، إلى أن هذه المناهج تعبِّر عن مبادرة كويتية وعربية، وشارك في وضعها رؤساء جمهوريات وحكومات، وخبراء من أكثر من عشرين دولة من مختلف الثقافات.كما تطرق إلى تعاون المؤسسة مع العديد من الهيئات الدولية، كالأمم المتحدة ومحكمة العدل والصليب الأحمر والهلال الأحمر، لإقامة المنتدى العالمي الأول لثقافة السلام، الذي أقيم في مقر محكمة العدل الدولية نفسها، حيث تم توقيع اتفاقية لاحتضان الملتقى لعشر سنوات مقبلة، مشيرا إلى أن تركيز المنتدى الأول كان على اليمن والعراق وإفريقيا الوسطى. وختم المحتفى به كلمته بالتنويه بعشرات الكراسي التي تم إنشاؤها في العديد من الجامعات العالمية لتدريس الثقافة العربية، إضافة إلى بعثة البابطين في محكمة العدل الدولية، وقال إن هذا شرف لم تحظَ به أي مؤسسة من قبل، حيث تم الاتفاق مع أحد المحامين الناشطين لتمثيلها.فيلم قصير
وبعد الانتهاء من تكريم شخصية المهرجان، جاء الدور على توزيع جوائز الدولة، حيث ألقى الفنان محمد المنصور كلمة الفائزين، قائلا: "هذا التكريم هو نهج الكويت مع أبنائها المبدعين، فحفظ الله الكويت، وحفظ صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء، وشكرا لكم". بعد ذلك، عُرض فيلم قصير للتعريف بالفائزين، تحدث فيه الشاعر بدر بورسلي، الذي وجَّه الشكر لكل من تعاون معه في مجالات الموسيقى والغناء والإعلام طوال مسيرته، كما وجَّه الشكر لأفراد عائلته، ولوزير الإعلام، والمجلس الوطني، وقال: "شكرا لبني وطني. أنت الزاد والزواد. وشكرا للكويت".تكريم الفائزين وتوزيع الجوائز
عقب الفيلم، صعد الجبري برفقة العبدالجليل، لتوزيع الدروع على الفائزين بجوائز الدولة التقديرية، وهم: الشاعر بدر بورسلي، وتسلمها نجله نيابة عنه في مجال الآداب، والفنان محمد المنصور في مجال المسرح، ود. فتوح الخترش في العلوم الاجتماعية.أما جوائز الدولة التشجيعية، في الفنون التشكيلية، ففاز بها مناصفة كل من: سعد حمدان عن عمله "الحداثة والواقعية"، وفواز الدويش عن عمله "الحرية". وفي التمثيل المسرحي فاز بها مناصفة عبدالله التركماني عن مسرحية "صدى الصمت"، وأحمد الحليل عن مسرحية "من قال ماذا؟"، وفي الإخراج التلفزيوني راقية المتعب عن "روح الكويت"، وفي الإخراج الإذاعي خالد المفيدي عن "إمبراطورية الشمس". وفي مجال الآداب، فاز في القصة القصيرة فيصل الحبيني عن "أبناء الأزمنة الأخيرة"، وفي أدب الطفل محمد الباذر عن "صغار على الحرب"، وفي الترجمة إلى العربية د. نجمة إدريس عن "الجلطة التي أنارت بصيرتي". وفي مجال العلوم الاجتماعية، فاز في الدراسات التاريخية د. عايد الجريد عن عمله "الكويت ومقاطعة الكيان الصهيوني"، وفي العلوم السياسية علي العوضي عن "الحركة الوطنية في الكويت والعدوان الثلاثي على مصر".