إيران تهدّد أوروبا و«الطاقة الذرية» ولن تُسلِّم «صندوقَي الأوكرانية»
اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن خطوات الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بتفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي "مدعاة للأسف"، محذرا من أنه في حال اتخذت هذه الدول إجراءات "غير عادلة" فإن الجمهورية الإسلامية ستتخذ قرارا جادا بإعادة النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.في موازاة ذلك، هدد نواب البرلمان بخفض العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا إذا لم تف هذه الدول بالتزاماتها الاقتصادية في الاتفاق النووي.إلى ذلك، حذا الرئيس حسن روحاني حذو المرشد الأعلى علي خامنئي في انتقاد الرئيس الأميركي علنا، واصفا إياه بأنه "محرض عالمي"، واتهمه بالتسبب في تدهور الأوضاع في العديد من مناطق العالم.
من جهة أخرى، انتقدت الخارجية الإيرانية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد إعلانه نشر قوات ومعدات دفاع جوي للمساعدة في تأمين الخليج، معترضة على تسمية ماكرون للخليج بـ"العربي - الفارسي".وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أمس، عبر "تويتر"، "نذكر السيد ماكرون بأن الخليج الواقع جنوب إيران له اسم واحد فقط وهو الخليج الفارسي"، مضيفا: "تواجدكم العسكري في الخليج الفارسي خطأ بحجم خطئكم في تسميته. كلا الخطأين كبيران لكنهما قابلان للتعويض ويمكن تصحيحهما".وكان ماكرون أعلن أخيرا، عبر "تويتر"، نشر قوات في "شبه الجزيرة العربية وفي الخليج العربي - الفارسي". من جهة ثانية، أعلنت هيئة الطيران المدني الإيراني أن الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة لا يزالان بحوزة إيران، وأنها تسعى لتحيل المعلومات بالصندوقين، ولا تخطط لإرسالهما إلى أوكرانيا. وينافي هذا الموقف ما ورد في تصريح أدلى به مسؤول رفيع أمس الأول، قال إن الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني عن طريق الخطأ في 8 يناير الجاري سيتم تسليمهما إلى كييف لتحليل تسجيلاتهما، لاستحالة تحليل بيانات الصندوقين في إيران.في غضون ذلك، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد جواد آذري جهرمي أن بلاده تستعد لإطلاق القمرين الاصطناعيين "ظفر 1" و"ظفر 2" إلى الفضاء، رغم معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل التي تتهم إيران بتطوير برنامج تسلحها الصاروخي "تحت غطاء غزو الفضاء".في السياق، اتهم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ترامب بالإخفاق في النزاع مع إيران، وقال إنه لم ينجح عبر التهديدات والأعمال العسكرية في "تغيير سلوك إيران العدواني".وأكد ماس، في تصريحات أمس، أنه "يجب ألا يتم التظاهر كما لو أن الوضع يمكن أن يتحسن تلقائيا، من خلال إحداث تغيير خارجي في النظام بطهران"، مشيرا إلى أن ذلك "فشل في أماكن أخرى بالفعل مثل العراق".ودعا إلى الالتزام بالنهج الأوروبي الذي يعول على الدبلوماسية بدلا من التصعيد لحل الأزمة، كما دافع عن "الاتفاق النووي" مع إيران، وقال: "دون الاتفاق، سيكون من المحتمل أن تمتلك إيران قنبلة نووية. ويتعين علينا الحيلولة دون أن يصل الأمر إلى هذا الحد".