صعّد المحتجون العراقيون المطالبون بتشكيل حكومة جديدة ترأسها شخصية غير حزبية لمكافحة الفساد واصلاح الأوضاع الاقتصادية، أمس، من تحركاتهم، قبل ساعات من انتهاء المهل التي حددوها لتسمية خليفة لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي اليوم 20 يناير، بينما تتجه الأنظار الى التعبئة التي نادى بها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، لإنجاح المليونية التي دعا اليها يوم الجمعة المقبل 24 الجاري، ضد الوجود الأميركي في البلاد، والتي لاقت ترحيب الأحزاب الموالية لإيران وتوجساً من المحتجين المطالبين بالحد من نفوذ طهران في بغداد. وعشية ليلة ساخنة من المواجهات، خصوصاً في بغداد والنجف المدينة المقدسة لدى الشيعة، نزل عشرات آلاف الشبان العراقيين الى الشوارع، أمس، في العاصمة والمحافظات الجنوبية التي تسكنها غالبية شيعية، وسجل سقوط قتيلين.
وفي بغداد، احتشد الآلاف في ساحة الطيران وساحة التحرير الرمزية اللتين تقعان في قلب بغداد. وأحرقوا إطارات سيارات وقطعوا طرقا رئيسية، بينها شارع محمد القاسم (شرق بغداد) وعند جسر السنك (وسط بغداد).واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع للحد من توسّع التظاهرات. ورد متظاهرون بالحجارة، مما أدى إلى إصابات من الطرفين. وقال أحد المتظاهرين من شارع محمد القاسم: "هذا التصعيد هو البداية. نريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأن المهلة ستنتهي غداً، وتخرج الأمور عن السيطرة".وتابع مخاطبا الساسة: "لا تماطلوا (لأن) الشعب واع".وعمد عدد من المتظاهرين إلى قطع أغلب الطرق والجسور عبر حرق الإطارات في محافظة النجف، جنوب غربي العاصمة بغداد، وأغلقوا معظم الدوائر الحكومية والمدارس في المحافظة.كما عمدوا إلى إقفال أبواب بعض الدوائر الحكومية "بلحام حديدي" لمنع الموظفين من الدوام بهدف الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبم، حسبما أعلن مصدر أمني.وفي الناصرية (جنوب)، توافد مئات المحتجين الى ساحة الحبوبي في وسط المدينة. وقطع متظاهرون طرقا وجسورا رئيسية في المدينة التي استمر فيها إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريع الذي يربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مرورا بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة والكتل السياسية إهمال مطالبهم.في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى، بينها الديوانية والكوت والعمارة. وقد شهد أغلبها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية، وقيام متظاهرين بقطع طرق رئيسية وجسور، بما في ذلك بإطارات مشتعلة.وأقدم محتجون، أمس، على حرق مقر "حركة الوفاء" برئاسة محافظ النجف الأسبق النائب الحالي عدنان الزرفي، في النجف. وليل السبت - الأحد، أحرق محتجون في النجف مقرا حزبيا يعود لحزب "الدعوة - تنظيم العراق"، ومقر ميليشيا "حزب الله".وبينما تواصل الأحزاب الموالية لإيران والصدريين التحضير لـ مليونية 24 يناير" ضد الوجود الأميركي في البلاد، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتصالا هاتفيا مع الرئيس العراقي برهم صالح، أمس الأول، أكد له خلاله أهمية دور التحالف بقيادة واشنطن في حماية سيادة العراق والحرب على داعش، ونقل له موقف واشنطن الثابت من وقف التصعيد بالمنطقة.في المقابل، أكد رياض المسعودي النائب عن تحالف "سائرون"، الذي يرعاه الصدر أن العراق لا يريد ان يكون منطلقا للاعتداء على أي دولة اخرى، كما لا يريد ان يخسر العلاقة مع أميركا أو أي دولة بالعالم، مشيرا الى ان الولايات المتحدة لن تصر على البقاء في الأراضي العراقية دون موافقة العراقيين.وشدد المسعودي على أن "قرار مجلس النواب والمواقف السياسية يشيران بكل وضوح الى أهمية إعادة ترتيب العلاقة مع الولايات المتحدة".على مستوى آخر، رجح المسعودي في تصريحات لصحيفة الصباح الحكومية أن "ﺗﺸﻬد اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ المقبلة ﺣﻞ أزﻣﺔ اﺧﺘﻴﺎر رﺋﻴس اﻟﺤﻜوﻣﺔ المقبل وﻓق ﻣواﺻﻔﺎت ﻳﺮﺗﻀﻴﻬﺎ اﻟﺸﻌب والمرجعية".وﻓﻲ ﻣوﻗف ﻣﺸﺎﺑﻪ، ﻛﺸف اﻟﻨﺎﺋب ﻋن "ﺗﺤﺎﻟف اﻟﻔﺘﺢ" ﻣﺤﻤد اﻟﺒﻠداوي، ﻋن "اﺗﻔﺎق ﻣﺒدﺋﻲ بين ﻗوى اﻟكتل اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻟطرح ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺤددة ﺳﻴﺘم إﻋﻼﻧﻬﺎ ﺧﻼل اﻷﺳﺒوع اﻟﺤﺎﻟﻲ.أﻣﺎ اﻟﻨﺎﺋب ﻋن ﻛﺘﻠﺔ "ﺻﺎدﻗون" الذراع البرلمانية لميليشيا "عصائب أهل الحق" أﺣﻤد اﻟكناﻧﻲ، ﻓﺄﻛد "وﺟود آﻟﻴﺔ جديدة وﺿﻌت ﻻﺧﺘﻴﺎر ﺣكوﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، وﺳﻴﻌﻠن ﻗريباً اﺳم المرشح ﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻟوزراء".بدوره، ﻛﺸف اﻟﻨﺎﺋب ﻋن ﺗﺤﺎﻟف اﻟﺒﻨﺎء ﻣﺨﺘﺎر الموسوي "ﻋن تقديم 3 أﺳﻤﺎء كمرشحين لمنصب رﺋﺎﺳﺔ اﻟوزراء.وﻗﺎل الموسوي إﻧﻪ "تم تقديم 3 أﺳﻤﺎء كمرشحين للمنصب، ﻫم ﻋﻠﻲ شكري ﻣﺴﺘﺸﺎر رﺋﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻳﺔ، ومحمد ﺗوﻓﻴق ﻋﻼوي، ﻓﻀﻼ ﻋن ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻋﺴكرية"، ﻣؤﻛداً أن "ﻋﻠﻲ شكري ﻳﻤﺘﻠك اﻟﺤظ اﻷوﻓر ﻟﺘوﻟﻲ المنصب".
دوليات
محتجو العراق يصعّدون مع انتهاء «مهلة 20 يناير»
20-01-2020