أسرار العنصرية مع صندوق النفيسي
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
العنصرية ليست وليدة الساعة، فهي موجودة منذ الأزل، وقد لا يكون هناك مجتمع يخلو منها لكنها تقل حدتها واستخدامها في المجتمعات التي تحرص على تجريمها، والتي لديها قوانين فاعلة يمكن اللجوء إليها عند تعرض أحد أفراد المجتمع لأي أذى قد يصيبه منها، والكويت ليست مستثناة من مفردة "العنصرية"، فهي موجودة وحاضرة في القاموس الاجتماعي الكويتي.التصدي لهذه المفردة البغيضة واجب وطني تفرضه المصلحة الوطنية، لخطورتها على السلم الأهلي، خاصةً أن هناك من يستخدمها بين فترة وأخرى لدس السم بالعسل، وجعلها بوابة للدفاع عن الهوية الوطنية، كمسوق يمكن قبوله عند الحديث عن الجنسية الكويتية والولاء المزدوج وغيرها من التقسيمات العرقية. على سبيل الفرض في عام 2060 ذهب أحد الكويتيين إلى إدارة الجنسية والجوازات عند بلوغه الـ18 سنة ممن حصل أجداده على الجنسية، وفقا للمادة الثانية سنة 1960، والتي تغيرت فيما بعد إلى كويتي وفقا للمادة السابعة لاستخراج وثيقة الجنسية، ماذا سيكتب له في جنسيته؟ الإجابة وفقاً للقانون الحالي كويتي بصفة أصلية وفقاً للمادة السابعة أي بمعنى آخر ستظل هذه التصنيفات ملازمة للكل من تحصل أجداده على الجنسية الكويتية بالتجنس ما لم ينظر المشرع ويتعامل معها باعتبارها هوية ولاء للوطن قبل أن تكون هوية شخصية.مساجلات الصندوق الأسود كانت فعلاً مثيرة للجدل بين مؤيد معجب، وبين ناكر للوقائع التي سردها الدكتور النفيسي، ولكن غالبية هذه المساجلات فتحت المجال لرؤية الأحداث من زاوية أخرى، وفتحت الأعين على حقبة من الأحداث المحلية والإقليمية لم يجرؤ الكثيرون على الخوض فيها.ودمتم سالمين.