متى «ييت» من العراق؟
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الكاتب كريستوفر لاش، في كتابه "الثقافة النرجسية والحياة الأميركية في عصر تضاؤل الآمال"، يعرف النرجسي بأنه يمثل حالة من الاعتماد المرضي على الآخرين، وهو يحيا بوهم الامتلاء بالقوة المتعالية، فهو يعتمد على الآخر لينفخ في ذاته، الأنا "ego" عنده متضخمة وتخلق عنده خيالاً مرضياً بأفضليته على غيره، دون النظر في ظروف هذا الغير، وكيف حصلت وتطورت بصدفة المكان والتاريخ.هنا بدول بني نفط (الآفل عصره قريباً) نشهد حالات كثيرة لهذه النرجسية، هي نرجسية طبقية في كثير من الأحيان حين نرى الآخرين الأقل حظاً مالياً أو اجتماعياً، كالخدم والعمال، أنهم مجرد آلات كرست لخدمتنا، وقد تمتد حالة "التنزيل" الاجتماعي (إنزال الآخرين) لكل من لا يحمل الجنسية المقدسة، البدون، مثلاً عند المجموعة "إياها" مجرد كائنات طفيلية مسخية تريد الاستفادة من الكعكة الكويتية، التي تخصنا "نحن الأنا" وحدنا. الآخرون (أيضا عند المجموعة إياها) الذين تجنسوا في وقت لاحق مثل البعض أو الكثير من أبناء القبائل، يهددون هويتنا وذاكرتنا الاجتماعية، وحصولهم على الجنسية موضع شك، فلابد من تذكيرهم بهذا، وتهديدهم بأن هذه الجنسية يمكن سحبها واعتبار أصحابها عدماً، غير موجودين، هل تذكرون مقولة مازن الجراح أيام سحب الجناسي "عليهم أن يبلعوا العافية".لنعد لنجم الساخط، فهو لم يسأل عن مساهمته القديمة في دنيا الفنون، لم يسألوه عن كم الفرح والبهجة التي أدخلها نجم في قلوبنا أيام زمان، حين لم تكن هناك التلفزيونات الملونة وعروض الأفلام، وبرامج الشوز الكثيرة. كان نجم نجماً يتلألأ في سماء الضحك والفرح الصافية بتلك الأيام، لم يسألوه عن كل هذا،،، سألوه متى "ييت" من العراق...؟ وليتهم كانوا مدركين ماذا يكون العراق وتاريخ العراق؟!