نفط ليبيا يتوقف تماماً... والغموض يحيط بالهدنة
• مهمة «صوفيا» الأوروبية محصورة بنقل السلاح
• سلامة: اجتماع لسحب جميع المقاتلين غير الليبيين
وضع اتفاق برلين إطاراً لجهود تحقيق السلام في ليبيا، لكن هشاشة وقف إطلاق النار تزيد من غموض أفق تحقيقه. وزاد صمت طرفي النزاع، أي حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج والجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، فضلاً عن الانقسامات الحادة، من عدم اليقين المحيط بمصير نتائج هذا المؤتمر.وفي مقابل الصمت السياسي، شهد جنوب طرابلس معارك متقطعة ليل الأحد-الاثنين، رغم دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ منذ 12 يناير. وسمع كذلك دوي أسلحة ثقيلة من وسط المدينة، قبل أن يسود هدوء نسبي المكان.وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط من أنها ستضطر إلى «وقف إنتاج النفط الخام بالكامل عند بلوغ القدرة التخزينية القصوى»، موضحة أنها أعلنت حالة القوة القاهرة في موانئ الحريقة والبريقة والزويتينة والسدرة وراس لانوف بعد قيام رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية ناجي المغربي وعلي الجيلاني من غرفة عمليات سرت الكبرى، يوم الجمعة الماضي، بإصدار تعليمات إلى الشركات التابعة لها بإيقاف التصدير.
ولفتت المؤسسة إلى خفض معدلات إنتاج النفط الخام قدر الإمكان تجنّباً لوقف الإنتاج كليا، مشيرة إلى أنّ عمليات إقفال الحقول ستتسبب في خسائر في إنتاج النفط الخام قدرها 1.2 مليون برميل يومياً، وخسائر ماليّة تقدّر بنحو 77 مليون دولار يومياً. وأعربت السفارة الأميركية عن «قلق عميق» من أن يتسبب وقف النفط في تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية بليبيا وزيادة المعاناة غير الضرورية لشعبها»، مطالبة بضرورة استئناف الإنتاج على الفور.وفي حين عارضت النمسا قرار الاتحاد الأوروبي استئناف عملية صوفيا في البحر المتوسط والمعلقة منذ مارس 2019 مع تفويض بمراقبة حظر الأسلحة حصراً، أعرب المبعوث الأممي غسان سلامة عن رفضه لإرسال قوات دولية لحفظ سلام في ليبيا.واعتبر سلامة، في تصريح لصحيفة «فيلت»، أن الأهم هو أن يؤدي وقف إطلاق النار الحالي إلى هدنة دائمة، مؤكداً أهمية اتفاق الأطراف المتنازعة على لجنة عسكرية مشتركة للتفاوض حولها الهدنة.وأشار سلامة إلى أن اللجنة الدولية المشكلة حديثاً لإجراءات المتابعة، التي تختص بمواصلة تنسيق العملية المبدوءة في برلين، ستجتمع للمرة الأولى في منتصف فبراير المقبل في ألمانيا وبرئاستها أيضاً.وأكد سلامة أنه سيحاسب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بناء على تعهده في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين مثل غيره بعدم إرسال قوات أو مرتزقة إلى ليبيا، كاشفاً عن مشروع سيتقدم به إلى لجنة 5+5 من أجل سحب جميع المقاتلين غير الليبيين البالغ عددهم أكثر من 2000.وفي المقابل، طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حفتر بالامتثال للدعوات إلى الحل السياسي واتخاذ خطوات «للتهدئة على الأرض»، مؤكداً أن رفضه توقيع وثيقة برلين أثار الشكوك حول نواياه.