مَنْ رصد الـ F35 فوق إيران؟
موسكو تلمح لإنجاز لراداراتها بعد إخفاق كشفته الجريدة. سابقاً
يفترض أن الطائرات الخفية الأميركية B2 وF22 وF35 لا تظهر على شاشة الرادار، لكن وزير الخارجية الروسي بالوكالة سيرغي لافروف فجر مفاجأة في 17 الجاري، عندما أعلن في مؤتمر صحافي رصد 6 طائرات F35 في أجواء إيران، ليلة إسقاط «الحرس الثوري» الطائرة الأوكرانية المدنية، بعد قصفه قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أميركية بالصواريخ، رداً على تصفية واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني.ولم يقل لافروف مَن رصد تلك الطائرات الخفية، لكن الخبراء أشاروا إلى أن هذه المنطقة يراقبها رادار «كونتينير» الروسي بعيد المدى، والذي يستطيع رصد الطائرة على بعد 2000 كيلومتر، وانتهت موسكو من اختباره العام الماضي، وبدأت أخيراً تشغيله على سبيل التجربة.ووفقاً لـ «ناشيونال إنترست»، تملك روسيا راداراً آخر يمكنه كشف الطائرات الخفية الأميركية، وهو معروف باسم «سترونا 1»، وبدأ تشغيله عام 1999، ثم طور وتحسن أداؤه إلى حد كبير.
وكانت «الجريدة» كشفت في مارس 2018 أن مقاتلتين إسرائيليتين من طراز F35 نفذتا طلعات استطلاع بالأجواء الإيرانية، بعد أن عبرتا الأجواء السورية والعراقية، وتجاوزتا الرادارات في المنطقة، ومن بينها الروسية الموجودة في سورية.وتسبب السبق الصحافي لـ «الجريدة» في إقالة قائد مقر الدفاع الجوي للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء فرزاد إسماعيلي من منصبه، إذ إنه بعد انتشار الخبر بدأت أجهزة الاستخبارات الإيرانية تحقيقات سرية موسعة بأمر مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، وتوصلت إلى أن إسماعيلي حاول إخفاء الاختراق. وعلمت «الجريدة» وقتئذ، من مصادر مطلعة، في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، أن التحقيقات الإيرانية أكدت أن المقاتلتين الإسرائيليتين استطاعتا اختراق الأجواء الإيرانية، وحلقتا بالفعل فوق مدن طهران وكرج وأراك وأصفهان وشيراز وبندر عباس، ونفذتا عمليات استطلاع، ودراسة وضعية دفاعات طهران الجوية.وأفادت المصادر بأن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ومنها رادار S300 الروسي المتطور، لم تستطع كشف هاتين الطائرتين أو وجهتَي دخولهما وخروجهما.وثارت شكوك في طهران حينئذ بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية استطاعت الحصول على شيفرات أجهزة الرادارات الروسية الصنع المنصوبة في إيران، أو أن موسكو سلمتها لتل أبيب.في سياق متصل، كشفت مقاتلة إسرائيلية من طراز F35 موقعها عن طريق الخطأ، أثناء تحليقها فوق منشأة نووية حساسة في صحراء النقب، على ارتفاع نحو 10 آلاف متر، هذا الأسبوع.وارتكب قائد المقاتلة خطأ فادحاً عندما شغّل نظام الاستجابة غير المشفر، مما جعلها تظهر على النظام العالمي لتتبع الطائرات المدنية، وبالفعل رصد موقع «فلايت رادار» تحليق الطائرة الحربية.وعلق الجيش الإسرائيلي على الحادث معترفاً، وقال إن الأمر جرى خلال رحلة تدريب روتينية، مشيراً إلى اكتشاف خلل في جهاز الإرسال الخاص بالطائرة.